بعد شروق الشمس، يؤدي المؤمنون صلاة عيد الفطر، وهو العيد الأبرز لدى المسلمين، يحتفلون به في الأول من شهر شوّال من كل عام.
أُطلقت عليه تسمية عيد الفطر لأنه خاتمة شهر رمضان الكريم، شهر الصوم الكبير. فيكون عيد الفطر أول يومٍ يَفطرُ فيه المسلمون، وهو يعتبر بذلك، يوماً احتفالياً بامتياز؛ إذ تمتدّ الاحتفالات به طوال ثلاثة أيام في جميع أقطار العالم الإسلامي.
صلاة العيد
يقول محمود الصاوي وكيل كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، ولأن عيد الفطر هو عيد فرحٍ وغبطة، يلتقي المؤمنون في هذا اليوم المبارك مع أقاربهم وذويهم وأصدقائهم والجيران ويتبادلون التهاني بالعيد. ويظهر المسلم سروره بنعمة حلول العيد وبنعمة إتمامه واجباته الدينية خلال الشهر المبارك، فيشكر الله على حلول العيد عليه وعلى أحبائه، ولكن هذه السنة ستتغير هذه العادات في جميع الدول الإسلامية بسبب جائحة كورونا، التي ألزمت الجميع عدم مغادرة المنزل للحفاظ على الصحة العامة.
عيد الفطر عيدٌ مميّزٌ؛ إذ تتجلى فيه معاني دين الاسلام، فهو خير مناسبةٍ لتقريب القلوب وغسل الأحقاد، وجمع شمل العائلات المتفرّقة.
إن عيد الفطر هو كذلك الأمر عيد خيرٍ وعطاء، ففيه يفكّر المسلمون بالفقراء فيوزعون زكاة الفطر، ويشاركونهم موائدهم، ويغدقون عليهم الهدايا والهبات.
تسود مظاهر البهجة والسرور عند حلول عيد الفطر، وتختلف تقاليد الاحتفال حسب التنوع الثقافي في العيد عبر البلدان؛ إذ إنّ تقاليد عيد الفطر حول العالم تختلف من بلد لآخر، حيث يوجد العديد من الدول التي تتميز كلّ واحدة منها في تقاليد مميزة مختلفة.
في السعودية..
تختلف مظاهر استقبال العيد في السعودية عن أي بلد آخر، حيث تبدأ مظاهر استقبال العيد قبل العيد نفسه، وتبدأ الأسرة بشراء حاجاتها من ألبسة وأطعمة مثل الكبسة والمرقوق والمراصيع والهريس،
وتعد الحلويات الخاصة بالعيد في بعض المناطق، مثل «الكليجية» والمعمول.
وفي صباح العيد، يتجمع الناس لصلاة العيد، التي تجمع الناس في أحيائهم الخاصة، ويقومون بعد أداء الصلاة بتهنئة بعضهم بعضاً في المسجد، وتقديم التهاني على طريقتهم الخاصة، مثل «كل عام وأنتم بخير»، و«عساكم من عواده»، و«تقبّل الله طاعتكم» وغيرها.
مصر..
تُؤدى صلاة العيد في الساحات الكبيرة والمساجد العريقة بالقاهرة، ويرتدي المسلمون الملابس الجديدة عند أدائها، وعقب الصلاة يتبادلون التهاني بقدوم العيد المبارك، ويذهبون إلى المقابر للترحم على الأموات، وقراءة بعض الآيات القرآنية عليهم.
ومن أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر المبارك، تقديم الهدايا والعيدية للأطفال، ويعتبر المسلمون هذا العيد فرصة عظيمة للتقارب بين بعضهم البعض، وتعلو التكبيرات والتواشيح الدينية بالمساجد، حيث يصطحب الكبار الأطفال أثناء الصلاة، كما يحرص رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الوزراء والوزراء، على تأدية صلاة العيد وتهنئة جميع طوائف الشعب بعيد الفطر المبارك.
المغرب العربي
يخرج المغاربة في صباح العيد لأداء الصلاة، ويتبادلون التحية مرددين «عواشركم مباركة» ويكبّرون، ويأخذ موظفو الدولة العطلة بمجرد سماعهم تكبيرات العيد، ويحرص المغربيون على ارتداء الزي التقليدي عند ذهابهم للصلاة، والذي هو عبارة عن الجلباب بالطربوش، والجبادور مع البلغة الفاسية.
السودان
أما في السودان فيتم التجهيز لاستقبال العيد في منتصف شهر رمضان المبارك، ويقوم البيت على قدم وساق للاستعداد لعيد الفطر، ويتم إعداد أصناف الحلوى من الكعك والخبز، مثل الغريّبة والبيتي فور والسابليه والسويسرول بكميات وافرة تكفي لإكرام الزائرين الذين يتوافدون بعد صلاة العيد، التي تؤدى في الساحات قرب المساجد؛ إذ يشهدها الجميع، ويتبادلون التهاني، ثم يتوافد رجال الحي في كثير من القرى إلى منزل أحد الكبار، حاملين إفطارهم، ثم يخرجون جماعات لزيارة المرضى وكبار السن ومعهم النساء والأطفال، ويقضون نهار اليوم الأول في الزيارات وتهنئة الجيران، وتستمر هذه الزيارات طوال الأيام الأولى من شوال، وتنظم الرحلات العائلية والشبابية، ويقضي الجميع أوقاتهم على ضفاف نهر النيل.
اليمن..
تختلف مظاهر الاحتفال بالعيد في اليمن عن الدول الأخرى، فينشغل أهلها بجمع الحطب ووضعه على هيئة أكوام عالية لحرقها ليلة العيد، تعبيراً عن فرحتهم بقدوم عيد الفطر، وحزناً على وداعه.
يقوم أهل القرى في اليمن بنحر الذبائح، وتوزيع اللحوم على الجيران والأقارب، والجلوس في المجالس طوال العيد، وتبادل الزيارات وتقديم العيدية، والأكلات اليمنية التي لا تكاد تخلو المنازل منها، فهي «السَّلتة»، وتتألف من الحلبة المدقوقة، وقطع البطاطا المطبوخة، وقليل من اللحم والأرز والبيض، وتحرص السيدات اليمنيات على تقديم أصناف من الطعام إلى الضيوف في العيد، ومنها: بنت الصّحن أو السّباية، وهي عبارة عن رقائق من الفطير متماسكة مع بعضها بعضاً ومخلوطة بالبيض والدهن البلدي والعسل الطبيعي.