تُشير أبحاث جديدة إلى أن الأشخاص المصابين بعدوى الفيروسات التاجية، بما في ذلك Covid-19، قد يعانون من مشاكل نفسية أثناء دخولهم المستشفى، وربما بعد شفائهم. وبحسب موقع «ميرور» نظر علماء الطب النفسي بجامعة كلية لندن وجنوب لندن ومودسلي إن إتش إس فاونديشن تراست في دراسات الأشخاص الذين دخلوا المستشفى بسبب الفيروسات التاجية الحديثة، وهي سارس في 2002-2004، ميرس في 2012، وكذلك Covid-19 هذا العام. وقد شملت هذه الدراسة بيانات أكثر من 3500 شخص أصيبوا بأحد الأمراض الثلاثة ذات الصلة. وقد استخلصوا وفقاً للتحاليل أن واحداً من بين أربعة أشخاص في المستشفى طور اضطراب ما بعد الصدمة، حيث عانوا من الهذيان أثناء مرضهم، وهي مشكلة معروفة بين مرضى المستشفى، والتى يمكن أن تزيد من خطر الوفاة أو تمديد الوقت في المستشفى، وكانت معدلات الاكتئاب والقلق مرتفعة أيضاً، كما عانى أكثر من 15% من المرضى من التعب المزمن أو تقلب المزاج أو اضطراب النوم أو ضعف التركيز والذاكرة.
لذلك، تستند المخاطر طويلة المدى مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، والتعب المزمن، والاكتئاب، والقلق على دراسات Sars & Mers، لكن عندما تم فحص بيانات المرضى الذين يعانون من Covid-19، وجد العلماء أدلة على الهذيان في 26 من أصل 40 مريضاً في وحدة العناية المركزة، وكذلك وجدوا تغيراً في الوعي لدى 17 من 82 مريضاً تُوفوا بعد ذلك.
قال المؤلف المشارك الدكتور «جوناثان روجرز»: «لم يعانِ معظم المصابين بـCovid-19 من أي مشاكل في الصحة العقلية، حتى بين أولئك الذين يعانون من الحالات الشديدة التي تتطلب دخول المستشفى، ولكن مع الأعداد الضخمة من الأشخاص الذين يمرضون، يمكن أن يكون التأثير العالمي على الصحة العقلية كبيراً، يركز تحليلنا على المخاطر المحتملة على الصحة العقلية للعلاج في المستشفى بعدوى الفيروس التاجي، وكيف يمكن للحالات النفسية أن تؤدي إلى تفاقم التكهن أو تمنع الناس من العودة إلى حياتهم الطبيعية بعد التعافي».
قال المؤلف البارز البروفيسور «أنتونى ديفيد»، من معهد UCL للصحة العقلية: «لتجنب أزمة نفسية واسعة النطاق، نأمل أن يتم تقديم الدعم للأشخاص الذين تم إدخالهم إلى المستشفى مع Covid-19 ومراقبتهم بعد شفائهم للتأكد من أنهم لا يصابون بأمراض عقلية، ويمكنهم الحصول على العلاج إذا لزم الأمر، في حين أن معظم المصابين بـCovi-19 سيتعافون دون أن يعانون من مرض عقلي، فإننا بحاجة إلى البحث عن العوامل التي قد تساهم في استمرار مشاكل الصحة العقلية، وتطوير التدخلات للوقاية منها وعلاجها». وقد أيد البحث ويلكوم والمعهد الوطني للبحوث الصحية ومجلس البحوث الطبية.