هل من السنة أو هل يجوز شراء ملابس جديدة للعيد أم أن هذا التصرف من شراء ملابس للعيد يأتي تحت مسمى تقليد من يشترون ملابس جديدة في احتفالاتهم؟...فما هو رأي فتاوى الإسلام، وما أخذ عن الرسول، وكيف كان رأي النبي صلى الله عليه وسلم نفسه في ملابس العيد.
ـجمع علماء الإسلام، أنه ينبغي للمسلم أن يتهيأ للعيد بأحسن ثيابه، وأن يخرج على أصحابه، ويزور أقربائه وهو في صورة حسنة ورائحة طيبة، وهذا أمر معروف مشهور بين الناس على مختلف الأزمان، وعليه جرت عادتهم، وهو من مظاهر الفرح والسرور بهذا اليوم.
وقد دلت السنة على ذلك، بالإيضاحات الآتية
روى البخاري ومسلم عن عَبْد اللَّهِ بْن عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: أَخَذَ عُمَرُ جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ . فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ)، فلم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم التجمل للعيد، وإنما أخبره بأن لبس هذه الجبة محرم، لأنها من حرير.
قال السندي في حاشيته على النسائي
"مِنْهُ عُلِمَ أَنَّ التَّجَمُّلَ يَوْم الْعِيد كَانَ عَادَةً مُتَقَرِّرَةً بَيْنهمْ وَلَمْ يُنْكِرْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعُلِمَ بَقَاؤُهَا".
قال الشيخ ابن جبرين رحمه الله
"لصلاة العيد سنن ومستحبات كثيرة، منها: التجمل لها ولبس أحسن الثياب، فقد عرض عمر حلة عطارد على النبي صلى الله عليه وسلم ليتجمل بها للعيد والوفود، إلا أنه ردها؛ لأنها من الحرير، فقد كان له حلة يلبسها في العيد والجمعة".
قال الحافظ ابن جرير رحمه الله
"رَوَى اِبْن أَبِي اَلدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ إِلَى اِبْن عُمَر أَنَّهُ كَانَ يَلْبَسُ أَحْسَنَ ثِيَابِهِ فِي اَلْعِيدَيْنِ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
"يسن للرجل في العيد أن يتجمل ويلبس أحسن ثيابه"
فلا حرج على المسلم أن يشتري ثيابا جديدة ليوم عيده، وليس ذلك من التشبه بغير المسلمين، ولو كانوا يفعلونه في أعيادهم واحتفالاتهم، وكل ما دل الدليل الشرعي على مشروعيته واستحسانه لا يكون العمل به من التشبه المنهي عنه.
فمكارم الأخلاق مثلا وحسن التعامل مع الناس والبشاشة عند اللقاء والتنظف والتعطر ونحو ذلك أمور مشروعة، قامت الدلائل الشرعية على مشروعيتها واستحبابها، فلا يضر قيام بعض غير المسلمين بالاتصاف ببعضها.