وأخيراً وصلت الشرطة البريطانية وفي وقت قياسي وخلال بضعة أيام إلى المراحل الأخيرة في التحقيق في مقتل الشابة البريطانية من أصول لبنانية (آية هاشم)، بعد أن وجه المحققون تهمة القتل إلى رجلين يقال إنهما من أصول أفغانية في معلومة لم تؤكدها الشرطة، وبذلك يسدل الستار على واحدة من أقسى الجرائم التي أثارت الرأي العالم البريطاني وأغضبت سكان مدينة بلاكبيرن Blackburn الواقعة شمالي إنجلترا والتي كانت مسرحاً للجريمة.
الحظ العاثر يقودها إلى هذا المكان
بدأت فصول الجريمة عندما كانت الشابة (آية هاشم) البالغة من العمر تسعة عشر عاماً في طريقها إلى أحد مراكز التسوق في المدينة، وكان الوقت نهاراً وفجأة مرت بجانبها سيارة خضراء من نوع ( Toyota Avensis) كانت تسير بسرعة وفي داخلها عدد من الأشخاص، وأطلق أحدهم النار من أحد نوافذها فأصيبت الشابة برصاصة في الصدر وسقطت قتيلة في الحال، وقد أظهرت فيديوهات جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل هذا الحادث؛ ولكن أغلب مواقع الأخبار الرصينة رفضت نشره لما يحمله من مشاهد قاسية، حيث أكد شهود عيان بأن المسلح كان يطلق النار على محل غسيل السيارات لكنه أخطأ الهدف وأصاب الفتاة الشابة التي لم تكن هي المقصودة من الهجوم، وربما يكون حظها العاثر قد أوصلها إلى هذا المكان وفي هذا التوقيت القاتل.
طالبة القانون التي تحلم بمهنة ناجحة
وكانت عائلة الشابة آية هاشم قد جاءت إلى بريطانيا قبل تسع سنوات، وابنتهم هي واحدة من بين أربعة أشقاء وقد أعرب والداها عن حزنهما حيال مقتل ابنتهما طالبة القانون في جامعة سالفورد، والتي كانت تحلم بأن تكون محامية ناجحة، وصرحا لوسائل الإعلام بأن هذا الحادث قد أخذ منهما ابنتهما الغالية في أكثر الظروف قسوة وألماً وقد دمر حياتهما بالكامل، وهما يناشدان أي شخص يملك أية معلومات عن هذه الجريمة بعدم التردد في إخبار المحققين من أجل تقديم المجرمين للعدالة.
وكانت الشبهات قد أثيرت منذ البداية حول ثلاثة رجال من سكان المدينة في الثلاثينيات من أعمارهم، ولم تصدر الشرطة أي بيان رسمي بعد حول أسباب ودوافع الجريمة، فيما تتحفظ عائلة الفقيدة عن الخوض في أية تفاصيل قبل صدور تقرير الشرطة.
حين يخطىء القاتلان الهدف
وقد ألقت الشرطة البريطانية القبض على ستة أشخاص مشبته بضلوعهم في الجريمة في بداية التحقيق بعد أن عثرت على السيارة التي أقلت المجرمين، وهذا ما قادها إلى توقيف ثلاثة مشتبه بهم، ثم توقيف ثلاثة آخرين وبعدها قامت باعتقالات أخرى وبذلك وصل العدد الإجمالي للأشخاص المحتجزين خلال التحقيق إلى أربعة عشر رجلاً، وبعد التحقيق الأولي تم الإفراج عن بعضهم بكفالة وتم حجز آخرين إلى أن انتهى الأمر أخيراً إلى توجيه التهمة إلى رجلين بالتحديد هما (فيروز سليمان) البالغ من العمر تسعة وثلاثين عاماً و(أبو بكر ساتيا) البالغ من العمر واحد وثلاثين عاماً، كما وجهت إلى الرجلين تهمة أخرى هي محاولة قتل شخص يُعتقد أنه كان المقصود بالهجوم.
وقالت الشرطة إنهما قد أطلقا رصاصتين أصابت الأولى أحد المباني لكن الثانية أصابت الشابة آية هاشم وقتلتها، ومن المقرر أن يمثل الرجلان أمام المحكمة في مدينة بريستون، فيما أشارت الشرطة إلى عدم وجود دوافع عنصرية أو إرهابية في ارتكاب الجريمة كما أن شهود عيان من المدينة قد أكدوا ولو بشكل غير رسمي بأن الرجلين من تجار المخدرات، وأن العملية كانت تصفية حسابات كانت ضحيتها هذه الفتاة الشابة البريئة.