أعلنت هيئة التراث السعودية اليوم الأربعاء الموافق 9 أبريل 2025 عن اكتشاف أثري جديد، وهو أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية، إذ يعود إلى 8 ملايين سنة.
وكانت نتائج الدراسة قد بينت أهمية الجزيرة العربية كمنطقة تقاطع حيوية لانتشار الكائنات الحية وتنقلها بين القارات عبر الجزيرة، وتصل مساحة منطقة الدراسة في دحول الصمان لـ 10 كيلومترات.
وجاء الإعلان عن هذا الاكتشاف خلال مؤتمر صحفي لهيئة التراث للكشف عن نتائج دراسة علمية حديثة تتعلق بتاريخ الجزيرة العربية الخضراء.
أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية
من جهته أوضح مدير الآثار في هيئة التراث الدكتور عجب العتيبي أنّ نتائج الدراسة لأطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية ويعد من أطول السجلات المناخية في العالم ويغطي ثمانية ملايين سنة.
وأضاف العتيبي قائلًا:" إنّ نتائج الدراسة أظهرت أهمية الجزيرة العربية كمنطقة انتشار حيوي، وتدعم تلك الدراسة نتائج التفسيرات حول تأثير المناخات حول حركة وانتشار الجماعات البشرية عبر العصور، وجاءت الدراسة نتيجة جهود علمية لأكثر من 30 باحثًا من 27 جهة دولية ومحلية ضمن مشروع الجزيرة العربية الخضراء الذي بدأ عام 2010م".
وأكمل بقوله:" إنّ الدراسة تكشف أحد أطول السجلات المناخية على مستوى العالم وقد هدفت الدراسة إلى كشف المناخ للجزيرة العربية عبر ملايين السنين وخاصة في المنطقة الصحراوية للمملكة العربية السعودية، ويقع الاكتشاف في دحول الصمان بمركز شوية بمحافظة رماح، وقد زار الفريق العلمي أكثر من 70 كهفًا في المنطقة وتم اختيار سبعة دحول وأخذ عينات من الرواسب الكهفية، وهدفت هذه الخطوة لإعادة بناء صورة للمناخ القديم".
في سياق متصل: هيئة التراث السعودية تسلط الضوء على تاريخ الجزيرة العربية الخضراء في مؤتمر صحفي اليوم
مشروع الجزيرة العربية الخضراء
تجدر الإشارة إلى أنّ "مشروع الجزيرة العربية الخضراء" لا يزال يواصل جهوده التي بدأت منذ عام 2010 لدراسة العلاقة بين التغير المناخي الذي مر على الجزيرة العربية عبر العصور، وقد أظهرت الاكتشافات الأثرية شمال السعودية عن وجود دلائل على هجرات بشرية مبكرة من قارة إفريقيا إلى الجزيرة العربية بدأت قبل نحو 400 ألف سنة وتكررت على مراحل زمنية متعددة خلال 300 ألف، و200 ألف، و130 - 75 ألفاً و55 ألف سنة مضت.
كما تضمنت الاكتشافات التي اكتشفت في عدة مواقع شمال السعودية، منها موقع خل عميشان بالنفود الكبير قطعًا من عظام حيوان فرس النهر، وحيوانات أخرى من فصيلة البقريات والتي عاشت على مدى فترات زمنية متعددة، مما يؤكد وجود بيئة مطيرة غنية بالمسطحات المائية، والغطاء النباتي الكثيف في شمال الجزيرة العربية، وهو ما يتطابق إلى حد كبير مع أحوال المناخ السائدة في شمال إفريقيا.
وتدعم تلك النوعية من الاكتشافات الفرضية القائلة بأن الجزيرة العربية كانت جنة من الواحات الخضراء قبل أكثر من 100 ألف سنة، حيث كشفت الدراسات التي أجرتها البعثة السعودية البريطانية ضمن مشروع الجزيرة العربية الخضراء في وقتٍ سابق، عن أدلة علمية تؤكد وجود البحيرات والأنهار والغابات بأنحاء الجزيرة، ما ساعد على إنشاء كثير من الحضارات حولها بوقت لاحق.
من داخل دحول الصِّمَّان في شمال شرق مدينة الرِّياض؛ يُوثّق الفريق العلمي اكتشافات تعكس تحولات مناخية شهدتها المنطقة عبر العصور، وذلك ضمن مشروع #الجزيرة_العربية_الخضراء.#هيئة_التراث pic.twitter.com/r8S9f8XMLR
— هيئة التراث (@MOCHeritage) April 9, 2025
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة x