في خطوة مهمة وُصفت بأنها الأكبر من نوعها منذ أزمة تفشي فيروس «كوفيد-19» أعلنت وزارة الصحة البريطانية عن قرارها الرسمي باستخدام عقار رمديسيفير «remdesivir» المضاد للفيروسات من أجل علاج بعض المصابين بهذا الفيروس من الذين يعانون من الأعراض الحادة؛ وذلك بعد أن أثبتت التجارب العلمية فاعليته في تسريع مرحلة الشفاء والتخفيف من حدة الأعراض، وقد أكدت الوزارة أن هذه الخطوة ستتم في إطار التعاون مع شركة «غيلياد ساينسز» المنتجة لهذا العقار، وأن توزيعه سيتحدد وفق آلية تحقيق أكبر فائدة ممكنة منه، لكنها لم تفصح عن عدد المرضى الذين سيعالَجون به.
مستشفيات لندن تحصل على الضوء الأخضر
وقد أظهرت البيانات الأولية التي رشحت عن التجارب السريرية على هذا العقار، والتي جرت في أكثر من مختبر حول العالم؛ قدرته على تقليل وقت التعافي من «كوفيد-19» إلى أربعة أيام بدلاً من أسبوعين، كما أشارت المعاهد الوطنية الأميركية للصحة إلى التأثير الإيجابي لهذا العلاج بعد أن راجعت بيانات تجاربها عليه، خاصة في حالات الإصابة التي تحتاج إلى أوكسجين إضافي فقط من دون الحاجة إلى أجهزة التنفس الصناعي. ورجح الباحثون استخدام هذا العقار جنباً إلى جنب مع عقاقير أخرى من أجل الوصول إلى نتائج أفضل في العلاج، وسيُجرَى استخدامه منذ هذا اليوم في المستشفيات البريطانية التابعة لهيئة الصحة الوطنية «NHS» علاجاً لبعض البالغين والمراهقين بعد أن تم الحصول على الضوء الأخضر بوصفه جزءاً من خطة شاملة للوصول المبكر إلى العلاج المناسب والفعال.
عقار فعال ومرضى في الانتظار
ويُعد عقار رمديسيفير «remdesivir» واحداً من مضادات الفيروسات التي ثبت تأثيرها الفاعل في تهدئة وعلاج أعراض فيروس كورونا المستجد، وهو نسخة مطورة من الدواء المضاد للفيروسات الذي يُستخدم عادة لعلاج التهاب الكبد الوبائي سي «Hepatitis C» والإيبولا «Ebola virus disease» وسارس «SARS» وميرس «MERS»، لكن التجارب الأولية أثبتت قدرته على إيقاف تكاثر فيروس كورونا أيضاً، ويُعد رمديسيفير أحد الخيارات المطروحة حالياً إلى جانب غيره من العقاقير المضادة للفيروسات، وكان خبير الأوبئة الأميركي «أنطوني فاوتشي» قد أعلن، في نهاية شهر أبريل/نيسان الماضي، عن النتائج النهائية لتجارب سريرية واسعة على هذا العقار، التي أثبتت وجود تأثير إيجابي واضح في تعافي المصابين بهذا الفيروس بعد تعاطيهم هذا العقار، وهذا بمنزلة دليل علمي جديد على إمكانية وقف فيروس كورونا المستجد عبر الدواء وعدم انتظار خروج النتائج الإيجابية بشأن اللقاح فقط، ومن المنتظر أن يزداد الطلب العالمي على هذا العقار، ويتوقع الخبراء أن يكون توافره محدوداً في الوقت الحالي على أن تتوافر كميات كبيرة خلال الفترة المقبلة.
فرنسا تتراجع عن استخدام هذا العقار
وعلى صعيد متصل ألغت الحكومة الفرنسية كل التدابير الاستثنائية التي كانت تجيز استخدام عقار «هيدروكسي كلوروكين» في علاج المصابين بفيروس كورونا المستجد، الذي كان قد وصفه البعض بالهبة الربانية، وقد بدأ استخدامه في فرنسا منذ نهاية شهر مارس/آذار وبشكل استثنائي لمعالجة المرضى الذين يعانون من حالات حرجة بناء على قرار طبي مشترك جرى اتخاذه في ذلك الوقت، ويأتي قرار الإلغاء الحالي تجاوباً مع رأي أدلى به المجلس الأعلى للصحة العامة بعد دراسات رصينة نُشرت في الأسبوع الفائت في مجلة «The Lancet» الطبية وأشارت إلى عدم فاعليته وإلى الأخطار والأعراض الجانبية المؤذية التي يتعرض لها متعاطو هذا العقار.