الطفل الموهوب منحة من الله إلى بعض الآباء ،وإحساسهم واعترافهم بها يعزز ثقة الطفل بنفسه ويخلق علاقة قوية بينه وبين محيطه، لكن هناك فرقاً بين تلميذ ذكي وآخر أقل، والطفل الذكي ليس بالضرورة موهوباً، فالموهبة نعمة على الإنسان، وفي هذا العالم يولد عدد كبير جداً من الأطفال ولديهم موهبة فطرية كامنة، لكن للأسف معظم الآباء والأمهات لا ينتبهون لتلك المواهب فلا يعطونها حقها من الرعاية والاهتمام، فيكبر الطفل وتخبو موهبته شيئاً فشيئاً إلى أن تنعدم، ولكن هناك صفات يتمتع بها الطفل الموهوب إذا ما تعرّف عليها الآباء فإنّها ستساعدهم على اكتشاف مواهب أبنائهم، وبالتالي إعانتهم على تنميتها واستخدامها.عن سمات الطفل الموهوب وكيفية التعامل معه، ودور الآباء تحدثنا الدكتورة إبتهاج طلبة خبيرة شؤون الطفل والأستاذة الجامعية بكلية الطفولة المبكرة.
ماذا تعرفين عن الموهبة؟
- تعريف الموهبة هي أن يتمتع الطفل الموهوب بالقدرة المتقدمة في ممارسة مهارة أو نشاط ما، والتي يكتسبها عادة في عمر أكبر قد يصل إلى سن البلوغ، فقد يتمكن الطفل الموهوب في الثالثة من عمره من القراءة بمستوى قراءة طفل في الصف الثالث، أو قد يتمكن طفل في التاسعة من عمره العزف على آلة موسيقية كبالغ في الثمانية عشرة من عمره.
- عادة ما يتمتع الطفل الموهوب بدرجات عالية من الإنجاز، وحتّى لو لم يحصل على علامات جيدة في الأداء الأكاديمي إلا أنّه يبرع في اختبارات الإنجاز وغالباً ما يحصل على معدل يتراوح ما بين خمس وتسعين إلى تسع وتسعين في المائة، إذ يساعده حبه للتعلم وذكرياته الجميلة ومقدرته على التعلم السريع على الإنجاز.
- الحساسية رغم عدم الربط المباشر بين الطفل الموهوب وبين الحساسية الجسدية أو العاطفية إلا أنّهما عادة ما يترافقان، فالطفل الموهوب يكون عادة حساساً عاطفياً وتجده يتأثر ويبكي على أمور يراها الآخرون تافهة، وقد يكون حساساً جسدياً ويتعرض للمضايقات أو التنمر من الآخرين.
-
كيف تعرف أن طفلك موهوب؟
للطفل الموهوب صفات يتميز بها اجتماعياً ونفسياً وعاطفياً وحتى معرفياً ولغوياً
الصفات المعرفية
- إضافة لحبه للعلم والمعرفة يتميز الطفل الموهوب بصفات عديدة حيث إنه:
- دقيق الملاحظة.شديد الفضول.شديد الاهتمام بالمعلومات.ذاكرته قوية.
- ينتبه إلى ما حوله.يربط بين الأفكار والأشياء والوقائع بسهولة وبسرعة.
- يتعلم بسرعة بدون الحاجة إلى تدريب طويل وممارسة متكررة.
- يميل إلى الكتب والمجلات والبرامج التلفزيونية الخاصة بالكون وأصل الإنسان والفلك.
- يحب الألعاب المعقدة، يستمتع بتعلم أشياء جديدة.
- يفضل المجلات والكتب الخاصة بالأطفال الأكبر سناً.
الصفات الاجتماعية والوجدانية
- لديه روح قيادية متميزة ، يهيمن على النقاش والحوار، حساس جداً عاطفياً وجسدياً.
- يميل إلى العزلة، طاقة هائلة في الحركة والحديث، روح دعابة متطورة،علاقاته جيدة مع أبويه ومدرسيه والبالغين بصفة عامة.
الصفات اللغوية
- المدرس في الغالب هو من يمكنه اكتشاف القدرات اللغوية للطفل الموهوب مبكراً.
- قد يتعلم القراءة مبكراً، يستعمل جملاً طويلة ومعقدة مبكراً.
- يقرأ ويتكلم بسرعة غير عادية، يطرح أسئلة غير اعتيادية.
- من الصعوبة بمكان أن تجتمع هذه الصفات كلها في طفل موهوب
- المهم أن ندع أطفالنا يعبرون عن أنفسهم ويلعبون كما شاءوا، فذلك عالمهم وليس لنا إلا المراقبة والتوجيه.
صفات الطفل الموهوب العقلية والجسدية
- الصفات العقلية.. التعلم المبكر للقراءة والكتابة، قوة التركيز والملاحظة للأمور والأشياء من حوله، قوة الذاكرة، الفطنة وسرعة البديهة، محبة الاطلاع والاستكشاف، حب القراءة والمطالعة. امتلاك مفردات لغوية كثيرة والقدرة على استخدامها في جمل في سن مبكرة، الميل للألعاب التركيبية، محاولة الاختراع والإبداع في صنع بعض الأشياء كالألعاب مثلاً.
- الصفات الجسدية.. التكلم والمشي في سن أبكر من السن التي يتكلم ويمشي فيها باقي الأطفال، التمتع بصحة جيدة وجسم قوي، النضج في مرحلة مبكرة. الصفات النفسية الميل والقدرة على أخذ صفة القيادة بين أقرانه، القدرة على تكوين علاقات اجتماعية جيّدة مع من حوله، وصداقات مع من هم أكبر منه سناً، مع القدرة على التعبير عن مشاعره وأفكاره.
- محبة النظام والترتيب في الأمور كلها وطاعة الوالدين، الميل إلى الألعاب الصعبة التي تعتمد على قوانين معقدة تحتاج لتفكير عميقن سرعة إنجاز العمل مع إتقانه.
كيفية التعامل مع الطفل الموهوب
- إدراك الأبوين قيمة الموهبة للتمكن من تنميتها في الطفل، إتاحة الفرصة للطفل وتوفير الجو المناسب له عندما يريد أن يبتكر شيئاً أو يفكر في مسألة معينة.
- تشجيع الطفل على الاهتمام بالمهارة التي وجدوا فيها الموهبة، ومنحه الثقة بنفسه وقدرته على فعل الشيء الكثير؛ لأنّ الثقة بالنفس تفجر الطاقات الكامنة.
- توفير الكتب المتنوعة النافعة التي يمكن للطفل من خلالها أن يوسع اطّلاعه ويغذّي أفكاره، وتخصيص مكتبة لوضع الكتب فيها.
- مدح الطفل عندما يقوم بشيء جديد ومكافأته، مع الحذر من المبالغة في ذلك كي لا يغتر بنفسه، مع الحذر من الاستهزاء بالطفل وآرائه مهما كانت بسيطة.
الطفل الموهوب ودور الآباء
- المفتاح الأول لرعاية طفلك الموهوب هو مساعدته على الاستفادة القصوى من قدراته من خلال تغذية هذه القدرات بالأفكار الجديدة ومساعدته على تبادل الخبرات، إذا لاحظت أن طفلك شغوف بالديناصورات، فيجب تغذية هذا الشغف من خلال الكتب والألعاب التي تتناول الديناصورات.
- كما يمكنك مساعدته من خلال الحديث معه عن الموضوع الذي يهتم به، وحثه على التفكير وطرح الأسئلة والبحث عن الإجابة، فهو يحب استخدام عقله، كما أن هذا من شأنه أن يغرس بداخله حب التعلم طوال حياته. هذا التحفيز الدائم لطفلك الموهوب يجب أن يتعدى حدود المنزل من خلال إشراكه في الأنشطة واصطحابه إلى جولات ورحلات إلى المتاحف والمكتبات؛ من أجل تعزيز ملكة الاستكشاف لديه.
-
مشاكل تواجه الطفل الموهوب
الخصائص التي يتميز بها الطفل الموهوب، يمكن أن تسبب له بعض المشكلات الاجتماعية والعاطفية التي يمكن أن تؤثر في نموه عاطفياً واجتماعياً.
الطفل الموهوب لديه القدرة على فهم الأفكار المجردة، لكن قد تكون لديه مشكلة في التعامل مع هذه الأفكار من الناحية العاطفية، فقد يشعر بالخوف من الموت أو المستقبل.
في الكثير من الأحيان يمكن أن يساء فهمه، فتفكيره المتقدم ومفرداته المتطورة تمكنه من الدخول في الجدل مع الكبار والمعلمين؛ من أجل الحصول على حجج منطقية ومقنعة، ما قد يعتبره البعض سوء أدب.
الطفل الموهوب يريد الحصول على تفاصيل كاملة قبل الإجابة عن الأسئلة أو تقديم المساعدة؛ مما يجعله يبدو خجولاً اجتماعياً، كما أن الحساسية الشديدة التي يتسم بها تجعله يكتم الغضب أو النقد داخل نفسه.
كيف تساعدين الطفل الموهوب؟
- هناك صعوبة لدى بعض الآباء من التعامل مع طفلهم الموهوب، خاصة أن هؤلاء الأطفال يتصرفون بطريقة تفوق عمرهم الزمني وبطريقة تفوق غيرهم من الأطفال.
- لا يمكن فعل شيء تجاه طريقة تفكير الطفل الموهوب أو تعديله، لكن مهمتك أن تساعديه من خلال معاملته معاملة خاصة. فعندما يسألك سؤالاً يثير غيظك، يجب أن تتذكري أن طفلك لا يفكر مثل بقية الأطفال. تذكري أنه بحاجة إلى الدعم العاطفي ككل الأطفال، لكنه في الوقت نفسه يحتاج إلى تنشيط فكري يفوق هؤلاء الأطفال، فقد يفتح معك مثلاً حواراً عن الاحتباس الحراري.
- تذكري أيضاً أنه يحتاج إلى تنمية مهاراته الاجتماعية، فساعديه على توفير الفرص للتفاعل مع أقرانه الموهوبين من خلال الاختلاط بهم وتبادل الزيارات ومشاركتهم في الأنشطة. متاعب تتعلق بالنوم إن كان طفلك موهوباً، توقعي مزيداً من المتاعب فيما يتعلق بنومه، فبعض الأطفال الموهوبين تكون حاجتهم إلى النوم أقل من الأطفال الآخرين، فهم لا يتعبون في فعل الأشياء مثل أقرانهم.
- كما أن النوم لا يأتي سريعاً للطفل الموهوب، فهو يحتاج إلى بعض الوقت ليستقر في سريره، ساعديه على الاسترخاء قبل فترة من النوم من خلال أنشطة هادئة مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
- إن كان موعد نوم طفلك الساعة العاشرة فأقنعيه بالذهاب إلى سريره في التاسعة والنصف.