في عالم متنوع ومتعدد الثقافات، تلعب المسألة العرقية دورًا مهماً حتى في مجال جراحة التجميل، هذا ما يقوله جراح التجميل المتخصص والمقيم في دبي لويز توليدو.
ويوضح قائلاً: "في حين يسعى أشخاص عديدون، وينتمون لجنسيات مختلفة إلى إجراء جراحة تجميلية، يبذل الأطباء جهوداً حثيثة للمحافظة على الهوية العرقية لهؤلاء ريثما يعملون على تعزيز مظهرهم، لذا فإن الأطباء يجدون أنفسهم اليوم أمام تحدّ مزدوج ذو شقين: الأول هو تحديد مواصفات الجمال للمجموعات العرقية المختلفة، والثاني هو تحديد كيفية تعديل العمليات القياسية لتحقيق هذه الأهداف".
ويتابع: "لقد اعتاد الأطباء ولسنوات عديدة إجراء العمليات نفسها لكافة الجماعات العرقية، ولكن تبين أن ذلك لم يكن مجدياً لأن بشراتهم ذات تركيب تشريحي مختلف، كما أن عملية شفائهم مختلفة، ولو افترضنا أن جراح تجميل اعتمد المفاهيم المنصوص عليها في مرجع غربي لإرشاده، فإن النتيجة قد لا تكون مرضية أبداً، وذلك لأن مثل هذه المراجع تراعي باستمرار أشكال الوجوه الأوروبية".
وويستطرد قائلاً: بالإضافة إلى الهيئة والنسب المختلفة للجسم، على الجراحين أيضاً مراعاة التأثيرات المختلفة، التي تملي معايير الجمال في مناطق معينة من العالم، فبعض المراجعين في العالم العربي، على سبيل المثال، يتأثرون بأبطال المسلسلات ومشاهير المنطقة، وبعيداً تماماً عن هذه التأثيرات الحديثة، تحمل التقاليد والثقافة أيضا تأثيرات على مفهوم الجمال للأعراق المختلفة.
ومع الاعتراف بعدم وجود مفهوم واحد للجمال الجسدي عبر مختلف الثقافات، إلا أن الأعراق المختلفة تميل لطلب تحسين خصائص معينة. فعادة ما تكون جراحة تجميل الأنف هي الأكثر شيوعاً بين النساء العربيات، في حين أن جراحات الجفن لإعطاء العين مظهراً أكثر اتساعاً هي الشائعة بين الآسيويات، كما أن تصغير حجم الثدي شائع في أوساط الأفريقيات، ولكن هل ينبغي لجراح التجميل الاستسلام لهذه التوجهات المتغيرة والمفاجئة والخضوع لمطالب مرضاهم لتحويل وجوههم وأجسامهم إلى الأبد فقط لأن موضة أحدث فيلم أو برنامج تلفزيوني أقنعتهم بذلك؟ الجواب عن السؤال هو "لا" بلا شك..
لذلك ينبغي تحليل رغبات المرضى، من خلال التشاور معهم، كما ينبغي على كل طبيب حاصل على بورد جراحة التجميل، قضاء وقت لا بأس به في إجراء مقابلات مع المرضى لكي يقوم بعملية التوفيق بين الشخص والإجراء المناسب له أو لها، وعلى المريض البحث عن طبيب مؤهل من جمعية أطباء التجميل، لكي يشعر معه بالاطمئنان والثقة.
يذكر أن الدكتور توليدو هو بروفيسور، يحمل مرتبة استشاري جراحة تجميلية في دبي، كما أنه عضو في الجمعية الأمريكية للجراحة التجميلية، والجمعية العالمية للجراحة التقويمية التجميلية.