تعتمد مولدات الكهرباء حول العالم على مصادر تشغيل متنوعة، ويعد الفحم هو الأسوأ على المناخ، يليه الغاز الطبيعي، والمصادر الجيدة هي طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وقد كشفت الدراسات الحديثة أن مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون، أعلى بالفعل مما كانت عليه خلال 23 مليون سنة الماضية، بعد أن قام العلماء بفحص البقايا المتحجرة للأنسجة النباتية القديمة؛ لمعرفة مستويات ثاني أكسيد الكربون «CO2» في العصور القديمة، واتضح أنه على مدى 23 مليون سنة، لم يكن هناك مستوى عالٍ من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كما هو الآن.
اختلالات مفاجئة في مستويات ثاني أكسيد الكربون
لم يجد الباحثون أي دليل على تقلبات خطيرة لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي على مدى 23 مليون سنة، والتي ربما بدت وكأنها زيادة حادة في ثاني أكسيد الكربون هذه الأيام، هذا يشير إلى أن الاختلالات المفاجئة اليوم في مستويات ثاني أكسيد الكربون فريدة من نوعها.
كما توصل العلماء إلى استنتاج آخر مثير للاهتمام من خلال تحليل البيانات، أنه إذا لم تصاحب التغيرات التطورية الرئيسية على مدى 23 مليون سنة تغيراتٌ كبيرة في مستويات ثاني أكسيد الكربون؛ فإن النظم البيئية والمناخ حساسة للغاية حتى للتغيرات الصغيرة في مستويات ثاني أكسيد الكربون، وفق موقع «heritagedaily».
وضرب العلماء مثالاً على ذلك؛ حيث إن ظاهرة الاحتباس الحراري في الفترة «قبل 3-5 ملايين سنة» والفترة «قبل 17-15 مليون سنة» كانت مرتبطة بزيادة طفيفة فقط في مستوى ثاني أكسيد الكربون، وكان قد سُجل في مارس الماضي انخفاضُ انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالمياً لأول مرة منذ 30 عاماً.
نقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن التقرير العالمي الصادر عن مركز «إمبار» للدراسات، أن نسبة اعتماد محطات توليد الطاقة عالمياً على الفحم المسبب لثاني أكسيد الكربون انخفضت العام المنصرم بـ3%، النسبة الأولى من نوعها منذ عام 1990، وذلك بسبب تحول دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية لطاقة الغاز الطبيعي.
وتضيف الدراسة، أن الصين تسير على نقيض الدول الغربية تماماً؛ حيث إنها لاتزال تزيد من اعتمادها على طاقة الفحم لتوليد الكهرباء؛ إذ أصبحت مسؤولة عن نصف طاقة الفحم المستخدمة للتوليد حول العالم.
وبحسب التقرير؛ فنسبة الاعتماد على الفحم انخفضت بأوروبا وأمريكا بـ50% مقارنةً بالوضع عام 2007؛ مضيفةً أنه في العام الماضي تحديداً، واصل ذلك الاعتماد انخفاضه حتى وصل إلى الربع فقط في أوروبا و34% في أمريكا.
ويذكر المركز، أن قدوم الشتاء بمعدلات برودة أقل العام الماضي، هو السبب بتقليل استخدام الكهرباء بتلك الدول، وبالتالي قلة صدور الغازات عن محطات توليدها.