منذ عام 2006 حتى يومنا هذا برعت نادين قانصو بالتعبير عن شغفها، تعلّقها وتقديرها للهوية العربية من خلال تصاميمها التي اتّسمت بالفخامة والرقي لإظهار الخط العربي ضمن إطار بصري معاصر في صياغة الخواتم ،الأساور والأقراط.
اختارت ولحقت الشكل الجمالي للأحرف وأضافت إليه كلمات عربية ذات معاني رومانسية قريبة للقلب، فهي لم تكتفِ بحعل مجوهراتها عربية بحتة بل تمكّنت تخطي كافة التحديات بكل شجاعة ومسؤولية احتراماً منها لما تعنيه اللغة العربية في حياتنا وثقافتنا من أجل الإرتقاء بها وتحفيز وتحفّز استخدامها بكل فخر.
العلامة والهوية والأحبّ الى قلبي
استطاعت "بلعربي" أن ترسم لنفسها هوية واضحة خاصة وأن نادين قانصو ركّزت في تصاميمها على اللغة العربية فقط من حروف وكلمات، فهي تستخدم الحرف بذاته كتصميم لأنها تعتبره أكثر تحدياً وظهوراً.
حول هذا الموضوع تقول نادين أن "هذه العلامة حدّدت الهوية العربية والحرف العربي وجماله وترجمت حبي وتعلّقي بهذه الثقافة وبهذه اللغة، وكان بالنسبة الي كمصممة مجوهرات من الصعب الخروج والابتعاد عن الهوية التي باتت تظهر أكثر وأكثر حتى تعترف الناس بها من جميع النواحي.
هويتنا موجودة وأنا من خلال تصاميمي أسلّط الضو عليها عبر التركيز على الأحرف العربية لانها امتداداً لثقافتنا وأعتبر أنه من المفروض أن نكون فخورين بها لأنني أعتبر أن الذي لا يملك هوية لا يملك انتماءً".
حول قطعة المجوهرات الأحب الى قلبها، تشير نادين الى أنه" لا شيء محدّد ولا يوجد عندي قطعة معينة، لأنني كلما أصمّم مجموعة أجدها أنها الأحلى والأحلى وفي كل مرة أعتبر أنني أتقدّم نحو الأمام لإظهار جمال الخط العربي، كما أجد نفسي أصمّم الجديد والمميز والمختلف تماماً عن التصاميم الموجودة لنشر هويتي وثقافتي ولغتي على أكبر نطاق، ولكن هذا لا يمنعني القول بأنني أحب الخواتم أكثر من غيرها وأول قطعة صمّمتها كان خاتماً، ولا أخفي سراً إذا قلت بأنني لا أخرج من المنزل دونه لأنه قطعة مجوهرات قريبة وغالية جداً الى قلبي، وفي حال نسيت الخاتم فأنا أرتدي باستمرار سوار "حب" الذي من المستحيل أن أنتزعه من معصمي لأنه يرافقني في حياتي ويومياتي وأعتبره مثل نبض القلب".
المرأة العربية الفخورة بلغتها
عن المرأة التي ترتدي من مجوهرات نادين قانصو، تؤكد الى أنها "بالطبع المرأة العربية الفخورة بلغتها وثقافتها، والاجنبية التي فهمت ثقافتنا والتي سافرت واطّلعت على المنطقة العربية وأعجبت بها وأحبّتها وباتت قريبة منها، والتي تعيش خارج هذه المنطقة وتقدّر جمال اللغة والخط.
تابعي المزيد: مجوهرات "بلعربي" تطلق مجموعتها الجديدة "خط"
تهوى هذه المرأة مهما كانت جنسيتها التي ترتدي من مجوهراتي الأحرف والأسماء العربية بشكل كبير، بالإضافة الى احترامها وتقديرها لكلمة "حب" التي لاقت نجحاً كبيراً في عالم المجوهرات من خلال التصاميم التي قدمناها، ولا تزال حتى يومنا هذا مرغوبة لأنها شعار مميز" .
وعمّا إذا كانت جائحة كورونا ستؤثر بتصاميم المجوهرات كما فعلت بعالم الموضة بعد أن رأينا تصاميم أقنعة مستوحاة من هذه المرحلة، أكدت نادين في حديثها أنها لا تغيّر ثقافتها من أجل ظاهرة معينة مهما كان نوعها لأن مسؤوليتها أولا وأخيراً تكمن في المحافظة على قيمة "بلعربي" وليس من الضرورة برأيها أن تواكب هذه المرحلة لأنها قد تساهم بغير طرق ووسائل قد تكون عبر تصاميم تحاكي هذه المرحلة والتي قد تحمل عبارات "الأمل" و"سوى"... تترجم من خلال مجوهرات معينة خاصة وأن الأمل أمراً ثابتاً على مدى الحياة".
الأصفر والزهري
حول أحدث مجموعة مجوهرات تحضّر لها نادين والمعادن والألوان التي دخلت في صياغتها، تقول "أنا أفضّل الذهب الأصفر ، الزهري ومن ثم الذهب الأبيض، وأعمل حالياً على مجموعة تصاميم ستبصر النور قريباً تزامناً مع إطلاق سجادة يعمل على تصميمها "إيوان مكتبي" التي باتت جاهزة ولكننا لم نعلن عنها بعد نظراً للأوضاع السائدة. مجموعة المجوهرات الجديدة ستكون مرافقة للسجادة لانها تكمّلها من حيث الفكرة والخط العربي وشعار العيون الذي اعتمدته "بلعربي" أيضاً منذ انطلاقتها.لم أحدّد بعد إسم هذه المجموعة وانا بانتظار تحديد موعد إطلاقها للتعبير عن قيمتها الغنية".
أعتمد الابتكار، الإبداع ،التقدّم ،التطور وأبحث دائماً عن كل ما هو جديد وسبّاق ومميّز في عالم المجوهرات من خلال النوعية الراقية، والأفكار موجودة في رأسي بشكل دائم، وأترجمها في كل مجموعة. كما أنني أسافر باستمرار للبحث والاكتشاف والاطلاع على أحدث التفاصيل التي تتعلق بالموضة منها عروض الأزياء في "ميلان" حتى أكوّن فكرة عن الالوان والاقمشة الرائجة وطرق التعبير عنها، وما هي الأفكار والتصاميم الجديدة التي يقدّمها المصممون للتميّز عن غيرهم وتكون ملفتة للنظر.
تابعي المزيد: المجوهرات المفضلة لدى الفاشينيستا العربيات
ترجمة الابتكار
عمّا إذا كانت الأحرف العربية قادرة على ترجمة الابتكار الذي تتمتّع به نادين، تقزل أن "لكل حرف جماله الخاص والذي يختلف عن غيره، فهناك بعض التصاميم التي نلاحظ أن حرف الـ "ع" أو الـ "م" أو الـ "ن" واضح بشكل ملفت، وفي بعض التصاميم حرف الـ "د" أو الـ "ر" يكونا بارزين بطريقة معينة في المجوهرات من خلال الشكل الهندسي الذين يتمتّعان به، وقد يساهم هذا الشكل بحعل قطعة المجورهرات تبرز أكثر.
هناك بعض الأحرف مثل الـ "ط" أو الـ "ظ" على سبيل المثال تكون غير مناسبة في تصميمها مع المجوهرات وهي موجودة بنسبة قليلة في تصاميمي لأنها ليست مطلوبة مثل باقي الأحرف.
حول مفهوم الفخامة في المجوهرات، تؤكد نادين الى أن "الفخامة بالنسبة الي هي استخدام الاحجار الكريمة والتصاميم المميزة والقصة التي تحملها والمترجمة بشتى الأشكال والأنواع، وقد صممت منذ حوالي العام والنصف لمعرض أقيم في أبو ظبي سواراً كان عبارة عن الدمج بين الحرف العربي القديم والحديث، وكان هذا تحدياً كبيراً بالنسبة لعلامة "بلعربي" التي تمكّنت من إثبات جدارتها وكفاءتها من خلال السوار الذي صمّمناه والذي لا يزاال موجوداً حتى اليوم وقد اخترت كلمة "مكتوب" عليه لأن اكتشاف الخط كان مكتوباً في المغاور وعلى القطع القديمة، ودمجته مع الحرف العربي الحديث.هذا الموضوع أثار اهتمامي حول اللغة العربية القديمة وقد سنحت لي الفرصة أن أتعمّق بها أكثر وأكثر ، وقد أجريت عدة أبحاث حول هذا الموضوع.
كلمة "مكتوب" صممتها بالحرف العربي القديم، وكان معرضاً رائعاً لأن التحدي يعزز ثقة الانسان بنفسه ويفتح له مجالات كبيرة للابداع والابتكار.
أحب الاحجار الكريمة مثل الزمرد لأنها جميلة وتتمتّع بطاقة إيجابية كبيرة جداً، وبشكل عام أستخدم جميع الأحجار الكريمة تبعاً لتصميم كل مجموعة".
لا منافسة
حول من ينافس مجوهرات "بلعربي" من حيث الرسالة التي تحملها، تؤكد نادين في حديثها الى أن "لا أحد ينافس ينافس "بالعربي" من حيث الرسالة التي تحملها وتدافع عنها لأن المصمم الناجح يتمتع بهوية قوية، وقد أثبتت هذه العلامة كفاءتها وجدارتها، و مع العلم أن هناك الكثيرين من الذين يقلدوننا، فأنا منذ 14 عاماً أخوض مجال تصميم المجوهرات بكل شغف ومحبة لأن "بالعربي" رائدة في هذا العالم الراقي.
أهتم بالسيدة التي تحب تصاميمي إذا كانت مشهورة أو غير مشهورة لأنها على علم تام بقصة الشغف والحب لهذه العلامة، لهذا لا أسعى أن ترتدي أي نجمة من مجوهراتي".
تابعي المزيد: أفخم مجوهرات صيف 2020