يحيي العالم اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف في 17 يونيو من كل عام، وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت بأن التصحر والجفاف من المشاكل ذات البعد العالمي حيث إنهما يؤثران على جميع مناطق العالم، وأن العمل المشترك من جانب المجتمع الدولي ضروري لمكافحة التصحر والجفاف وبخاصة في أفريقيا، وقد اعتمد يوم 17 يونيو للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف «بموجب القرار 115/49 الذي اعتمد في ديسمبر 1994.
إن التصحر قضية عالمية لها آثار خطيرة على التنوع البيولوجي والسلامة الإيكولوجية والقضاء على الفقر والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والتنمية المستدامة على الصعيد العالمي، إن الأراضي الجافة هشة بالفعل وعندما تتدهور فإن التأثير على الناس والماشية والبيئة يمكن أن يكون مدمراً، وقد يشرد نحو 50 مليون شخص خلال السنوات العشر القادمة نتيجة للتصحر، إن مسألة التصحر ليست جديدة فقد لعبت دورًا مهمًا في تاريخ البشرية وأسهمت في انهيار العديد من الإمبراطوريات الكبيرة وتشريد السكان المحليين.
شعار اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف
ويركز الاحتفال هذا العام 2020 على شعار «غذاء.. علف.. ألياف، والعلاقات بين الاستهلاك والأراضي»؛ ساعيًا إلى إحداث تغييرات في النظام الغذائي والسلوكيات مثل خفض فضلات الطعام، والشراء من الأسواق المحلية ومبادلة الملابس بدلاً من شراء ملابس جديدة دائمًا، يمكنها تحرير الأراضي لاستخدامات أخرى وخفض انبعاثات الكربون.
إن تغيير سلوك المستهلك والشركات، مع وجود تخطيط أكثر كفاءة وممارسات مستدامة، يمكن أن يضمن ما يكفي من الأراضي لتلبية الطلب على الغذاء والإمدادات، وتوفر النباتات والحيوانات معظم طعامنا وملابسنا وأحذيتنا، وهذا يعني أن الطعام والأعلاف (الحيوانات) والألياف (للملابس) كلها تتنافس على الأراضي الصالحة للزراعة، والطلب ينمو بسبب النمو السكاني وزيادة الطبقات المتوسطة العالمية، ويركز يوم التصحر والجفاف لعام 2020 على الروابط بين الإنتاج والاستهلاك والأرض.
رسالة اليوم العالمي للتصحر
وأشار أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بهذه المناسبة، إلى أن صحة الجنس البشري مرهونة بصحة الكوكب، وكوكبنا اليوم صحته ليست على ما يرام، إذ يتضرر بفعل تدهور الأراضي نحو 3.2 مليار نسمة، وتحول بسبب النشاط البشرى 70% من أراضي اليابسة. وأضاف غوتيريش أنه بإمكاننا عكس مسار هذا الاتجاه وتوفير حلول لمجموعة كبيرة ومتنوعة من التحديات، من الهجرة القسرية والجوع إلى تغير المناخ، ففي منطقة الساحل الأفريقية، تتحول حاليًا أنماط الحياة وسبل العيش من السنغال إلى جيبوتي بفعل الجدار الأخضر العظيم، إذ يؤدي ترميم 100 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة إلى صون الأمن الغذائي واستمرار توافر ما يلبي نفقات الأسر المعيشية وخلق فرص عمل، وبفضل هذه الجهود يعود التنوع البيولوجي وتقل آثار تغير المناخ وتزداد قدرة المجتمعات المحلية على الصمود، ومجموع الفوائد التي يحققها ذلك يفوق التكاليف عشرة أضعاف.
ودعا غوتيريش إلى إبرام عقد جديد من أجل الطبيعة، فمن خلال العمل والتضامن الدوليين، يمكننا أن نوسع نطاق ترميم الأراضي وأن نتوسع في الحلول القائمة على الطبيعة لأغراض العمل المناخي ولمصلحة الأجيال المقبلة، وسيمكن ذلك من فعل ما يلزم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وعدم ترك أحد خلف الركب.