أنت كأم عشت الحياة بواقعيتها، تألمت وفرحت وحزنت، مررت بتجارب مهما كانت طبيعتها، لكنك تدركين تماماً أن عمر الطفل بين العاشرة إلى الـ 12 مازال حرجاً وصغيراً على أي إحساس رومانسي، أو الوقوع في الحب، وهذا ما يحدث هذه الأيام بسبب التواصل على برامج الفيديو، الذي فرضه الحجر المنزلي بعد انتشار كوفيد 19.
غير أنك لن تتجرئي وتقولي الحقيقة في وجه ابنك، "هذا ليس حباً" وفي الوقت نفسه لا يمكنك تجاهل الموقف، أو أن تواجهي طفلك بأن الحب في هذه الفترة أمر متعب وربما هو سيئ.
المشكلة هي أن طفلك في مثل هذا العمر الحساس لا يمكنه أن يفرق بين الحب والرغبة أبداً، وهو في الوقت نفسه يشعر بالوحدة؛ لأنه لن يتمكن من ممارسة هواياته في الخارج، كما كان يفعل قبل انتشار فيروس كورونا، لذلك يتوجب عليك عندما يدخل الحب في حياته أن تكوني حريصة جداً في توجيه مشاعره، التي تكون مبالغاً بها؛ لأنها تنحصر في شاشة صغيرة، قد يتابعها في غرفة نومه وحيداً، فساعديه بهذه الطرق، التي تنصحك يها الدكتورة أمل جرش، مستشارة أسرية واجتماعية، لكي يتجاوز المرحلة بأمان:
لا تظهري استياءك أمامه
هذا التصرف منك قد يجعله يتوقف عن الثقة بك، وقد يعتقد أنك جاهلة في هذه الأحاسيس، ما عليك إلا محاورته، واسأليه: "هل تفهم حقاً ما هو الحب؟ ما هو الأمر الذي اكتشفته من خلاله؟".
لا تضغطي عليه لإعطائك الإجابات. امنحيه ما يكفي من الوقت والمساحة للتفكير فيها. فإجاباته المتأنية ستساعدك على توجيه عواطفه أكثر، وأدركي تماماً أنه ليس قوياً كما قد تعتقدين.
لا تنتظري حتى يفوت الأوان
إذا وصل طفلك إلى هذه المرحلة، فقد لا تتمكنين من منعه من الانجذاب إلى الطرف الآخر، لكن يتوجب عليك إعداده مسبقاً لهذه المرحلة، وعلميه أن يحب نفسه ليظهر على أنه شخص واثق، كما أن تعليمه تقدير الذاتوالاستقلالية يساعدانه على أن يصبح أكثر واقعية وفهماً للعلاقات الحميمة.
مثلاً احرصي عند بلوغه العامين من العمر، أن يكون مسؤولاً عن أفعاله، حتى في التفاصيل البسيطة، مثل الاحتفاظ بألعابه في السلة بعد اللعب أو وضع الأطباق في الحوض بعد الوجبات. هذه الخطوات تساعده على تعلم احترام الذات وتوقع ما ترسمه له الحياة. فيتخذ القرارات العاطفية الصحيحة لاحقاً.
لا تهملي متابعته دراسياً
فهو إذا كان متفوقاً فسيكون أكثر ثقة بنفسه، ومثل هؤلاء الأطفال الذين يكبرون ويجتهدون لتنمية مهاراتهم الخاصة لا يبحثون عن التقدير الخارجي.
بينما الافتتان (الذي يطلق عليه الأطفال الحب)، هو ليس سوى رغبتهم في التقدير من الآخرين لأنهم لا يشعرون بالرضا الداخلي، كما أنهم لا يسمعون عبارات المديح من أولياء أمورهم.
تحدثي معه في الوقت المناسب
لا تستنكري أحاسيسه بشكل مفاجئ، فهذا يخلق عنده ردة فعل سيئة، وانتهزي الوقت المناسب لتعرفيه الفرق بين الافتتان والحب. فهذا سيجعله قوياً إذا رفض من الطرف الآخر، وجربي هذا النهج البسيط: "أخبري طفلك أن لا يتوقع شيئاً مهماً مقابل أحاسيسه، ولا تنتظر أن يتصرف الشخص الآخر كما تحب أنت".
مهما بسطت شروحاتك، فسيأخذ وقتاً كي يفهمها، لكن لا تستسلمي، ولا توقفي أحاديثك عن الحب التي ترسمه بصورة غير أنانية، وفي الوقت نفسه استغلي طاقة الطفل في ممارسة الرياضة، أو الرقص أو أي هواية أخرى، فهذا سيساعده في الانتصار على ضعفه أو تحسين مهاراته تدريجياًلبلورة مشاعره، وقبول نفسه أكثر.
أحيطيه بالحب أكثر
الشيء الوحيد الذي يجب أن تسألي نفسك عنه هو أنه إذا كان هناك عجز في الحب في حياة طفلي. فهل أنا مقصرة بإحاطته به،واعلمي أن الأطفال عندما يفتقدون الحب، فسيعبرون عن ذلك بطرق مختلفة،بعضهم قد يصبح تصرفه عدوانياًويستسلم لنوبات الغضب، فيما البعض الآخر سيطلبون الحب من خارج المنزل.
لذا كوني متأكدة جداً من أن طريقة تربيتك (حتى في العقوبات التي تلحقينها به) ستلامس الحب في قلبه بنهاية المطاف،فحب الأبوين هو الأمان الذي يعتمد عليه الأطفال في النمو والتطور ليمتلكوا عاطفة سوية.
لا تبالغي في رعاية عواطفه
بعض الأطفال، مدربون وبشكل كبير على أن يحبوا أنفسهم كي لا يقعوا في الحب، هذا لا يعتبر خطأ تماماً، على ألا تصلي إلى حد الهوس، فإذا كنت قد دربت طفلك على أن يكون متفوقاً وناجحاً، فتأكدي من تعليمه كيفية التأقلم مع هذا النجاح. على سبيل المثال، إذا كان يشعر بالقلق الشديد من خسارة منافسة إملائية أو المركز الأول في الفصل، فساعديه على إدراك أنه توجد دائماً المرة التالية.
وإلا سيجد الأطفال المهووسون جداً بتفوقهم وهواياتهم أحياناً؛ صعوبة في التعامل مع الأمور العاطفية. وعند هذه النقطة سيقع في الافتتان،فكوني حذرة.