مع انتشار وباء كوفيد 19 أثبت الأطباء حول العالم قدرتهم على الوقوف في الخط الأمامي، لمساعدة البشر، حيث تغيرت الفكرة لدى الآباء الذين كانوا سابقًا يسعون لتجهيز طفل كي يكون رجل أعمال، أما اليوم فقد اختلفت الموازين وصار النظر إلى مهنة الطب أكثر حرصًا، ولكي تشجعي طفلك، ليرغب أن يصبح طبيبًا اتبعي الخطوات التي تعلمك إياها الاختصاصية التربوية مي الكركي.
الخطوة الأولى
فكرة وجود طبيب في العائلة، تبدو ملفتة لمن حولك، لكن ضعي في اعتبارك ما إذا كان هذا ما يريد طفلك القيام به. فالمهنة صعبة وليست للجميع. وقبل تشجيع طفلك اطرحي على نفسك هذه الأسئلة:
هل أبدى طفلي اهتمامًا بأن يصبح طبيبًا؟
هل لدى طفلي الاستعداد للرياضيات والعلوم؟
ما هي دوافعي لتشجيع طفلي على أن يصبح طبيبًا؟
هل لدى طفلي رغبة بمساعدة الآخرين؟
الخطوة الثانية
اشتري له كتبًا للأطفال عن الأطباء والطب. وابحثي في المكتبات حيث يقوم بعض الأطباء بكتابة وإنتاج كتب هزلية للأطفال الصغار.
اشتري له مجموعة لعبة الطبيب وشجعيه على مشاهدة البرامج الطبية، ثم دعيه يخضع لاختبارات عبر الإنترنت تساعده على استكشاف وظيفته المستقبلية.
الخطوة الثالثة
قد ينظم المستشفى ورش عمل للأطفال وأولياء الأمور؛ حيث يتحدث الأطباء مع الأطفال حول الطب. هذا الإجراء توقف خوفًا على الأطفال من العدوى إذا دخلوا المستشفى، لكن بعض البرامج تستمر عبر الإنترنت، وقد يصبح الطفل مهتمًا ومتحمسًا للطب من خلال مشاهدة الطبيب وهو يتفاعل مع المرضى، ويقابل تحديات وظيفته.
الخطوة الرابعة
أحضري مع طفلك المعارض التي تكشف عن اختراعات الطب الحديثة. وهي أماكن رائعة لتشجيع اهتماماته. وبسبب الظروف الحالية، انتقلت الشركات الطبية لكشف أحدث ما عندها عبر معارض افتراضية على الإنترنت، ومتابعته لها هي فرصته لاستكشاف المعارض الطبية من المنزل.
الخطوة الخامسة
تحدثي معه دائمًا عن الخصائص الإيجابية للأطباء. حتى يراهم قدوته، وركزي في أحاديثك على كيفية مساعدة الأطباء للآخرين. وكيف أنهم يزرعون الثقة والأمل في مرضاهم، تحدثي مع طفلك عن هذه العلاقة بينه وبين الطبيب عندما يزور عيادته. قولي له مثلًا: "أليس الطبيب أحمد لطيفًا؟ إنه حقًا يفهم ما تمر به".
يجب عليك أيضًا تعليم طفلك أن يقدر العمل الشاق. فليس سهلًا أن يصبح طبيبًا، لذا تحدثي عن أخلاقيات عمل الطبيب. حاولي أن تقولي شيئًا مثل: "لاحظ كيف أن الجميع يحبون ويحترمون الدكتور أحمد، لو اجتهدت يمكنك أن تكون طبيبًا محبوبًا مثله تمامًا".
الخطوة السادسة
الفتي نظره دائمًا إلى العلوم والرياضيات في الحياة اليومية. نظرًا لأنهما أمران حيويان لمهنة الطب، لذا أشيري إلى الأمثلة كلما أمكن ذلك. وإذا كان طفلك يحب الرياضة، على سبيل المثال، فتحدثي عن تشريح الرياضي. ما هي العضلات والعظام التي يحتاج لاعب كرة القدم لتطويرها؟
الخطوة السابعة
قد يحتج العديد من الأطفال على القيام بوظائفهم في العلوم والرياضيات؛ لأنها "صعبة للغاية". بدلًا من الجدال مع الطفل اعترفي له بأن الموضوعات صعبة. لكنها ليست مستحيلة. قولي مثلًا: "فكر في أنك كم ستكون رائعًا لو أتقنت حلّها ألا تريد أن تفهم كيف تعمل الكيمياء؟".
يجب عليك أيضًا إخبار طفلك بأن الخطأ ليس شيئًا سيئًا. قولي شيئًا مثل "يجب النظر إلى الإجابة الخاطئة على أنها فرصة للتعلم وليس الفشل".
الخطوة الثامنة
تجنبي العبارات السلبية حول الرياضيات والعلوم. فلا تقولي له: "لم أكن مهتمة أبدًا بالرياضيات عندما كنت طفلة"، أو "حصلت على أسوأ الدرجات في هذه المواد". هذا قد يجعل طفلك يرى الفشل أو أن عدم الاهتمام أمر لا مفر منه.
ساعدي طفلك على فهم قدرته على النجاح في هذه المواضيع، حتى لو كانت صعبة. قولي شيئًا مثل "لقد عانيت في الرياضيات عندما كنت طفلة، لكنني سعيدة جدًا لأنني تمسكت بها وتحسنت".
الخطوة التاسعة
لا تتضايقي من اهتمامات طفلك الأخرى، فأنت لا يمكنك التحكم بشكل كامل في نموه. قد ترغبين في دفعه نحو الرياضيات والعلوم والطب، لكنه يحتاج إلى بعض الاستقلالية. فحاولي تقبل وتفهم اهتماماته، حتى لو انحرفت عن المسار الذي خططت له. ودعيه يتابع البرامج الصيفية التي تتعلق بالفن مثلًا. إذا كانت هذه رغبته، لكن خذي وعدًا منه أن يتابع لاحقًا ما بدأتما به معًا.
الخطوة العاشرة
يمكنك الاستعانة بمدرس خاص لتدعمي طفلك في المواد العلمية خلال الصيف، على ألا تأخذ هذه الدروس حيزًا كبيرًا من وقته، حتى لا تعرضي طفلك للإرهاق، ولا تجعلي عباراتك التشجيعية مقلقة، فلا تقولي: "إذا لم تحصل على درجات جيدة، فلن تدخل مدرسة جيدة"و بدلًا من ذلك، قولي "الدرجات الجيدة يمكن أن تساعدك على النجاح".