تسببت أزمة فيروس كورونا المستجد التي اجتاحت معظم دول العالم بأضرار مادية فادحة، وخسائر اقتصادية كبيرة.
ولعل أكثر المتضررين كانوا أصحاب المشاريع الخاصة، ومن دخلوا عالم المال والأعمال بأحلام وطموحات تجاوزت العوائق وتحدت الصعوبات.
وكان لمصممي ومصممات الأزياء في المملكة نصيب من هذه الضائقة المادية، حيث تعطلت أعمالهم، وتأخرت مشاريعهم، وتراكمت عليهم الالتزامات المالية.
"سيدتي" ومن منطلق تسليط الضوء على هذه الأزمة التقت بالمصممة مها الشامي، والمصممة لبنى شعبان، والمصمم محمد هواري ليتحدثوا وبكل شفافية عن أضرارها المادية والمعنوية.
التزامات مادية كبيرة وعجز عن السداد
المصمم محمد هواري تحدث بدوره عن الالتزامات المادية التي أثقلت كاهل المصممين والمصممات خلال هذه الأزمة، وما خلفته من أضرار على تصاميمهم عامة وتصاميم فساتين الأفراح خاصة قائلًا:" منذ بداية الجائحة كانت الخسائر فادحة فالدخل كان صفرًا بالمقابل كان الصرف عاليًا خلال هذه الفترة، وذلك بما ترتب عليه من إيجارات مرتفعة قد تصل إلى أكثر من 200,000 ريال ورواتب موظفين، ورغم أنّ الدولة _مشكورة_ كانت قد تحملت رواتب الموظفين السعوديين بنسبة بلغت 60% لكن بقيت مشكلة رواتب الموظفين الغير سعوديين. إضافة إلى إيجارات المشاغل والمستودعات كل ذلك تسبب بارتفاع نسبة الصرف وانخفاض الدخل".
وبين المصمم محمد أنه في فترة فك الحظر حول الكثيرون تعويض الخسائر إلا أنّ توقف الحفلات وصالات الأفراح عن العمل حال دون ذلك.
وأضاف بأنّ الغالبية ينتظرون قرارات من الجهات العليا تساعد ملّاك المحلات والمشاغل على تخفيض الإيجارات على المصمم والمصممة.
ورغم أنّ العديد من المصممات اتجهن إلى خط تصميم الكمامات والزي الموحد لتعويض خسارتهنّ إلا أنّ قطاع الأفراح يبقى هو المتربع على عرش الخسائر.
أزمة كورونا أثرت على الجميع بطريقة سلبية وإيجابية
المصممة لبنى شعبان أكدت بأنّ أزمة كورونا أثرت على الجميع بطريقة سلبية وإيجابية.
أما التأثير السلبي عليها فتمثل بالاستغناء عن الموظفين، ووقوف العمل. فيما تمثل الأثر الإيجابي بجلوسها في المنزل وإبداعها بإخراج قطع جديدة، واتخاذها قرار بإنشاء موقع إلكتروني خاص بها، واستطاعت المصممة لبنى بأن تبدع خلال هذه الأزمة بإنتاج تصاميم جديدة والتي وعدت بأن تظهر للجميع بأقرب وقت.
وكونها في هذا المجال منذ 18 عامًا فليست بحاجة لأن تعرف عن نفسها مجددًا، فخط أزيائها معروف للجميع ولها زبائنها الذين عشقوا تصاميمها.
كورونا أضر بموسم الأفراح
أما من وجهة نظر المصممة "مها الشامي" فإنّ أزمة كورونا أثرت كثيرًا على مشاريع المصممات والمصممين، وعلى موسمهم السنوي للأفراح، وتحديدًا من يعتمد منهم على هذه المواسم ويختص بها.
وأضافت قائلة:" لم يتمكن البعض من تجاوز الأزمة وخسائرها، والتي كانت نسبتها ١٠٠٪ معنويًّا وماديًّا؛ وذلك لعدم وجود مبيعات، إضافة إلى أنّ الأغلبية لم يكونوا مستعدين للبيع أون لاين. كما توجب علينا دفع الإيجارات، والرواتب، وفواتير الكهرباء.
ورغم أنّ هذه الجائحة قد طالت مدتها إلا أنني لست بحاجة للتعريف عن نفسي بعد انتهائها؛ فمن يملك شهرة وقاعدة صلبة من المعرفة، ومشهور بقوة وجمال تصاميمه بين المجتمع الراقي لا يحتاج للتعريف عن نفسه؛ لأنّ أعماله وجودتها رسخت في أذهان الجميع، وأخيرًا من يتوكل على الله فهو حسبه".