تربية الطفل ترتبط إلى حد كبير بمرحلة الطفولة، والتي تعد أشد المراحل أهمية بوجه عام؛ إذ يتقرر خلالها نوع الشخصية التي سيكون عليها الفرد فيما بعد، فهي بمثابة الأساس الذي يتم عليه البناء الخاص بتكوين شخصية الغد، أي المواطن الذي ترجو أن يكون ناجحاً سواء أكان رجلاً أم امرأة، وحتى يتحقق هذا لا بد أن يشبع الأهل احتياجات الطفل النفسية ومساعدته برغبة صادقة ورعاية واعية رشيدة لحاجات طفولته. الدكتورة إبتهاج طلبة خبيرة الطفولة والأستاذة بكلية الطفولة المبكرة تضع مجموعة من النصائح للأمهات لتربية أطفالها
احتياطات تربوية اقتربي منها
لا يجب أن يعاقب الطفل قبل أن تضع الأسرة القواعد، ولا تلومه أيضاً على شيء معين بعد أن سمحت له من قبل بفعله.
محاولة التقليل من الأوامر ومحاولة التكلم مع الأبناء ومناقشتهم، ولا تجبري طفلك على أن يكون نسخة منك أو من والده؛ وأعطيه الحرية ليكون مختلفاً.
الإكثار من التحدث إلى الطفل وإرشاده إلى ما يستطيع فعله والتكلم فيه، وبما لا يستطيع أن يتكلم فيه أو فعله.
لابد أن يكون الوالدان قدوة وأن تنسق أفعالهما وأقوالهما؛ بحيث يتعلم أطفالهما منهما، ولا تشكي أو تذكري مساوئ طفلك أمام الآخرين وخاصة في وجوده.
لا تكثري من الثناء ولا تقولي لطفلك «أنت رائع»؛ لا بد أن يكون المدح محدداً على فعل معين مثل مساعدته لك في المنزل أو مساعدته لأخوته.
يجب وضع روتين يومي للاستيقاظ وتناول الطعام والمذاكرة، وحتى اللعب؛ ليتعود الطفل على النظام وترتيب ساعات يومه.
تكلمي عن الأب بكلام جيد أمام الطفل مهما كان شعورك، وكذلك الأب، فأنتما القدوة ومصدر الأمان للأبناء.
-
أخطاء تربوية ابتعدي عنها
لا تجعلي من الضرب والتعنيف وسيلتك عند عدم تنفيذ الطفل ما يطلب منه، أو عند خروجه عن حدود الأدب؛ حتى لا يصبح الضرب شيئاً عادياً
ابتعدي عن التدليل الزائد للطفل؛ مساوئه تتساوى وكثرة التدليل، يجب أن يكون هناك توازن ؛ الحب والحنان والأمان بتوازن
احرصي على المساواة في معاملة الأبناء، وكذلك في العقاب والتدليل؛ حتى لا يشعر الابن بالغيرة والوحدة
لا تتحملي وحدك المسؤولية واتركي لابنك جزءاً منها، ولا تؤلفي قصصاً غير صادقة لسبب ما؛ حتى لا يكتشف الأبناء كذبك بعد ذلك
ولا تسرعي في شراء كل ما يرغبه الطفل، وكوني النموذج له في طريقة الكلام والاحترام ومعاملة الغير
أخلاقيات تربوية عليك اتباعها
البعض من الأهل يميلون إلى إعطاء أبنائهم كلّ ما يرغبون به؛ الحرية لفعل ما يريدون، لاعتقادهم أنّ وضع القيود يجعلهم متسلطين، والحقيقة أن التربية تعتمد على التوازن؛ والانضباط ؛ حتى لا يكبروا ويكتشفوا أنّ الحياة ليست كماقدموها لهم في طفولتهم
الشعور بالقلق على الأبناء أمرٌ طبيعي، إلّا أنّ المبالغة في الخوف عليهم، وإظهاره أمامهم، يتسبب بانعدام الثقة لديهم، لذلك ينبغي على الأهل طمأنتهم، وإشعارهم بالدعم
يعتقد الأهل أنّ إرغام الأطفال على المحافظة على النظافة والترتيب وسيلة سليمة لتربيتهم، وهي كذلك إذا كانت متوازنة؛ حيث يُوبَّخ الطفل على كلّ فوضى بسيطة قد يُسببها وهذا يجعل الطفل في حالة من التوتُر الدائم، وأحياناً لا يسمح لهم بممارسة اللعب كغيرهم من الأطفال، وهذا خطأ كبير؛ فالتوازن مطلوب
اجعلي من الاعتماد على النفس قاعدة روتينية؛ حتى لا يُصبح الطفل شخصاً اتكالياً لا يستطيع الاعتماد على نفسه، وعلميه مهارة إنفاق المال بشكلٍ صحيح، واتّخاذ القرارات، وتحمُل نتائجها، حيث يتلخص دور الأهل بتقديم النُصح لهم، وتوجيههم فقط
قومي بالثناء على أفعالهم الطيبة، ولا تتجاهلي إنجازاتهم المدرسيّة واحتفلي بها؛ لإعطائهم الشعور بالتقدير، مع الانتباه إلى ضرورة التوازن في ذلك
سلوكيات تربوية اجعليها روتينية
- المحافظة على الحدود إذا فعل الطفل شيئاً غير صحيح، هنا يجب على الأهل توجيهه، ويتم ذلك بالحفاظ على الحدود التي يرسمونها لأبنائهم، وعدم التهاون فيها حتى وإنّ استمر الابن في مخالفتها
- تُوضع قواعد للانضباط يتفق عليها الأب والأمّ؛ تجنُباً للحيرة وضياع الاحترام، مثل: المكافأة لا العقاب: عندما يطلب الأهل من طفلهم الالتزام أو تنفيذ عملٍ مُعين، عليهم تحفيزه لإنجاز هذا الشيء، بدلاً من تخويفه بالعقاب، مع الانتباه إلى عدم ربط نجاح الطفل بتقديم مكافأة له؛ إذ إنّه سيشعر بالفشل والحزن في حال عدم نجاحه
- وعندما يرتكب الطفل خطأ ما، على الأهل تجنُب وصفه بالصفات السلبيّة، مثل: كسول، أو غبيّ، أو وقح؛ لأنّ الطفل سيصدق هذه الصفات، وسيتصرّف بناءً عليها، وبدلاً من إدانة الطفل نفسه، انقدي تصرفه وبيني خطأه
- يَعتقد الأهل أنّ على أطفالهم الالتزام بالانضباط دائماً، دون مُنازعاتٍ، وهو اعتقادٌ غير صحي؛ لأنّ الأطفال يحتاجون إلى التعبير عن غضبهم، ومهمة الأهل عدم كبت مشاعرهم، بل تعليمهم كيف يُعبرون عنها بطريقة مقبولة
-
نصائح للتربية تسهو على الأم
ينبغي على الأهل إدراك أنّ لكلّ طفل شخصية وطبيعة تميزه عن غيره وأسلوب تربية تتناسب مع شخصيته؛ فإذا حَفّزَت الأمّ أطفالها على تنفيذ طلبها، فعليها أن تعلم أنّ أحدهم سيستجيب والآخر لا
قد لا يكون الطفل مُتفوِقاً دراسياً، إلّا أنّه قد يمتلك شيئاً آخر يُميِزه، ومسؤولية الأهل إيجاد نِقاط التميُز الخاصّة بطفلهم؛ حتى لا يشعر بأنّه غير ناجح، ويتمكن من تقدير ذاته، واكتساب الثقة بنفسه
بعض الأهل يسعون لجَعل أطفالهم مثاليين، بمحاولة إلغاء الصفات السيِئة فيهم، وجَعْلِهم يبذلون جُهْداً للمحافظة على الجيد منها، وهذا يجعل الطفل تحت ضغطٍ هائلٍ، ودور الأهل هو التوجيه لا خَلق الشخصيّة.
قواعد الأخوّة ..إذا كان في العائلة أكثر من طفل، فعلى الأهل الحذر أثناء تعامُلِهم معهم، والحذر أثناء التدخُل في علاقاتهم ببعضهم البعض، والسعي لتعزيز العلاقات فيما بينهم وجَعْل أطفالهم يَعطفون ويُحِبّون بعضهم البعض؛ فيكبرون ويُصبِحون مُتكاتفين.
الحذر من استعمال أسلوب الوشاية من طفل عن الآخر، وجَعْل أحدهم يُساعِد الآخر في شيء لا يستطيع فِعْله، وغيرها، الشجار بين الإخوة أمر صحِي إذا كان غير مُبالَغ فيه، واتركيهم يَحُلُون مشاكلهم مع بعضهم البعض دون تدخُلٍ.
أنماط التربية أربعة أنواع
- تربية موثقة: حيث يكون الأهل فيها صارمين، إلّا أنّهم معطاءون في الوقت ذاته
- تربية استبداديّة: حيث تكون قائمة على الأمر والتسلُط دون إعطاء الطفل أيّاً من رغباته
- تربية مهملة: حيث لا تهتمّ بإرشاد الطفل، ولا تهتمّ برغباته
- تربية مُتساهلة: حيث تُعطي بلا حدود، ولا تُخضِع الطفل للحزم في التربية
وقد أوضحت الدراسات أنّ الأطفال الذين يخضعون لنمط تربية موثوق، هم الأطفال الأكثر نجاحاً في علاقاتهم الاجتماعيّة مع أقرانهم، والأعلى تحصيلاً في المدرسة، والأكثر تقديراً لذواتهم، وعندما يكون الأهل أكثر قرباً من أطفالهم، فيدعمونهم، ويقضون معهم الأوقات التي يتشاركون فيها الأنشطة المُسلّية، ويستجيبون لاحتياجات أطفالهم بحدود معينة، يكونون أكثر فاعليّة في تربية طفلهم تربية سليمة، فيكبر أطفالهم، ويصبحون أفضل طوال حياتهم
الطفل كالإسفنجة يمتص كل ما يضاف له ويحيط به ، ورغم حرص الوالدين على تعليم أبنائهم القيم والأخلاقيات، لكن في بعض الأحيان هناك بعض التفاصيل الصغيرة قد لا يتم الالتفات لها في خضم المشغولات الكثيرة
والحقيقة أنها أخلاقيات وقيم هامة والمصدر الأول للطفل
أخلاقيات تبدو بسيطة عليك الأهتمام بزرعها
أخلاقيات بسيطة عليك الاهتمام بزرعها في طفلكعلمي طفلك الالتزام بالقواعد واحترام حقوق الغير، وإذا وجدت أحد الأشخاص يلجأ لبعض الطرق للتحايل يجب أن توضحي لطفلك أن هذا سلوك مرفوض وغير محبب ع
عدم احترام الآخر واستخدام الألقاب الجارحة، من العادات السيئة جداً والتي قد تحرج البعض وتجرحهم أحياناً، وللأسف كثير من الآباء والأمهات يستخدمون تلك الألقاب مع أبنائهم أو مع الغير أمام أبنائهم
قول ..من فضلك: يجب أن يتعلم الأبناء أن طلب الشيء بأدب هو شرط لتلبية الطلب، فإذا طلبوا أي شيء من إخوتهم، أصدقائهم، والدهم أو أي شخص، يجب أن تسبقها كلمة..من فضلك
قول شكراً: روح الامتنان والتقدير أمر هام جداً لأي شخص يريد علاقة سوية مع الآخرين، ويجب أن يتعلم الصغار ضرورة التعبير عن الشكر وتقدير مجهود الغير
النظافة الشخصية ونظافة المكان والبيئة
يجب الحرص على تعليم طفلك أن يقوم بنفسه بنظافة المكان الذي يحيط به سواء المدرسة، النادي، الشارع، حتى لا يصبحوا مصدر إزعاج للآخرين.
يجب أن يتعلم الطفل أن وجود فارق بينه وبين شخص آخر سواء مادي أو شكلي أو اجتماعي، لا يعني أبداً أن ينقص من احترام الشخص المختلف.
الحياة أخذ وعطاء هو ما يجب أن نعلمه لأطفالنا؛ لا أحد يستطيع العيش بمفرده، وأنه يجب عليه مشاركة أشيائه مع الغير ليحصل منهم على المقابل.
عدم الحفاظ على أشياء الغير أحياناً، من السلوكيات الضارة جداً بطفلك قبل أي شيء، عليه صيانة الأمانة التي تتمثل في ألعاب أصدقائه أو أشيائهم.
احترام الذات يجب أن يتعلم أطفالك أن احترام الغير لهم، يجب أن يبدأ باحترامهم لأنفسهم، فيجب ألا يبادروا بإهانة شخص؛ حتى لا يتلقوا الإهانات بالمقابل.
رؤية أطفال يتناولون الطعام بشكل غير لائق، يمضغون بفم مفتوح، أو يحدثون جلبة بأدوات الطعام، من الأمور التي يجب إصلاحها حتى لا تصبح عادة.
تغطية الفم عند السعال والعطس حتى لا يؤذي الآخرين بالعدوى، وحتى لا يزعج الآخرين بالرذاذ المتطاير.