تربية ابن يحترم النساء لاحقاً عندما يكبر، ليس أمراً سهلاً في مجتمعنا الشرقي الذي لازال مليئاً بالمتناقضات، وإذا كنت حريصة على هذه النقطة فابدئي بها مع طفلك منذ عمر السنتين.
فهذه المهمة هي واحدة من أقوى الطرق التي يمكنك بها مساعدة ابنتك من التمييز بين الجنسين، وصراعات صور الجسد؛ لأنها لا تكمن في كيفية تربيتها فقط، ولكن في كيفية تربية أخيها.
لأن هناك الكثير الذي يمكننا القيام به نحن الفتيات والنساء لضمان المساواة بين الرجل والمرأة، فنحن بحاجة إلى رجال أقوياء ومحترمين يقفون إلى جانبنا. فاصنعي رجلاً محترماً باتباع هذه الطرق التي يرشدك إليها الدكتور محمد بن جرش، باحث وكاتب إماراتي:
دعي ابنك يرى الأمثلة في العائلة
يحتاج ابنك إلى رؤية الشخصيات الذكورية في حياته؛ والده وجده ومعلميه ومدربه وهم يبدون احترامهم للمرأة، بالكلام والمواقف، كما يحتاج إلى رؤية الشخصيات النسائية التي تتوقع أن يتم معاملتها بعدل ولطف. "مثل قريبة تمت معاملتها بقساوة، وأنقذ الموقف شابٌ من معارفكم".
عندما يرى هذه التصرفات يدرك أنها الطريقة العادية التي يتوجب على الرجال القيام بها.
الصورة لا تتوقف على من حولك، أنت نفسك قد تكونين بحاجة أكثر للحرص عندما تتحدثين عن النساء الأخريات. فإذا كنت باستمرار تتحدثين عن الأخريات بالسوء بدلاً من دعمهم ومدحهن، وإعطائهن الأعذار، وهذه هي طريقة النساء على الأغلب، فاعلمي أن ابنك سيحذو حذوك.
دعيه يدرك أن "الفتاة" ليست مشكلة
الطريقة التي يتحدث بها الأطفال (والبالغون) في هذه الأيام، هي أنه لا تزال "الفتاة" هي المشكلة الأكثر عثرة التي يمكن أن يلتقيها الشاب، ورغم كل الحملات التي تناشد بحقوق المرأة في العالم، لازالت هذه الفكرة هي السائدة، لكن اعلمي أنك كأم تمتلكين القوة للتغيير، إذا كنت جادة بذلك، بإلغاء فكرة أن أي شيء أنثوي هو تقليدي وسلبي أو "أقل من".
وإذا انتبهت أن معظم الأولاد نادراً ما يطالعون كتابًا أو يشاهدون فيلمًا عن بطلة. فهم يحتاجون لأن يكون لديهم قدوة أنثوية قوية مثلما تفعل الفتيات الصغيرات.
لا تسمحي بمرور التعليقات المهينة أمامك
أنت سيدة منزلك، من هنا يمكنك التحكم بأحاديث من حولك بقوة، فلا تسمحي بمرور التعليقات الجنسية من دون اعتراض. فهي في النهاية ستجعل المستمع يزداد إنصاتاً، خصوصاً الأطفال، لذا عندما تشاهدين إعلانًا على شاشة التلفزيون يسيء إلى النساء أو يسمع خطًا في أغنية يسيء إليهن، فأشيري إلى الخطأ ببساطة وعفوية، وبهذه الطريقة يمكنك توصيل الرسالة إلى ابنك من دون أن تكوني واعظة، وكأنك في محاضرة تربوية.
اشرحي له ما هي العلاقة الحميمية
عندما يصل طفلك إلى سن الثامنة، من دون أن توضحي له أي شيء عن العلاقة بين الرجل والمرأة، فأدركي تماماً أنه سيتعلم كل شيء من وسائل الإعلام والمواد الإباحية والأطفال الآخرين، جميع المصادر التي تعرض ما تريد من دون احترام المرأة على الأغلب.
فلا تترددي في طرح الأحاديث المحرجة؛ لأن محادثة محرجة أفضل من لا محادثة على الإطلاق. ومن خلالها ستكتشفين طريقة تفكيره، وتعملين على تقويمها.
علميه كيف يحترم ذاته
لعل أهم شيء يمكن أن تساهمي به لتعليم ابنك احترام الفتيات والنساء؟ هو أن يحترم نفسه أولاً.
فالصبيان يحتاجون أيضاً لبناء ثقتهم وتقديرهم لذاتهم مثلما تحتاج الفتيات وعندما تعلمين ابنك كيف يكون لطيفاً مع من حوله، ستصلين بهذا إلى الدرس النهائي، وهو أن الاحترام ليس مقتصراً على الذكور أو الإناث. بل هو شيء يخص النفس البشرية دون تمييز.