من المعروف عبر التاريخ أن "مصر أم الدنيا"، إلا أن شاعر الرومانسية نزار قباني رأى أن "بيروت ست الدينا"، وكذلك الشاعر محمود درويش قال: "بيروت نجمتنا"، وكذلك غنتها الفنانة ماجدة الرومي بقصيدة "بيروت ست الدينا".
ما قيل عن بيروت يكفي لجعلها أسطورة حيّة تنتقل عبر الأجيال، ويضيف إليها كلّ من أراد اجتراح الشّعر بيتاً، اليوم بيروت تعاني من أسوأ أزمة اقتصادية وشعبها حزين عليها، إلا أنه لازال هناك بصيص أمل، حسب ما تقول الممثلة اللبنانية وبطلة مسلسل "عروس بيروت كارمن بصيبص لـ"سيدتي" التي قدمت فيلمًا قصيرًا مع صديقها المخرج إيلي فهد تحت عنوان "ست الدنيا".
الفيلم القصير مدته دقيقتان تظهر فيه كارمن وهي تتحدث عن جمال بيروت ومعاناتها، من دون أن تسميها، حيث أخذت معها المتابعين برحلة في شوارع "ست الدنيا" وعن الذكريات الجميلة، والعذاب الذي عاشته هذه المدينة على مرّ السنوات الماضية.
وأنهت كارمن الحوار بينها وبين إيلي فهد، مخرج الفيلم، وهو يقول عن بيروت "بتعرفي انا عارف انك راح تضايني"، لتردّ كارمن عليه "بس انشالله نحن نضاين".
رواد مواقع التواصل تفاعلوا مع الفكرة المليئة بالمشاعر، وعن حب اللبنانيين والعرب أيضًا لست الدنيا بيروت. وفي هذا الإطار أكدّ إيلي فهد، في اتصال مع "سيدتي" أنه "كل عام أقوم بفيلم قصير ، وقررت هذا العام أن يكون عن بيروت لأنني شعرت أننا قمنا بما نريده فيها ، وهي شخص نتكلم معه، فكأننا تركناها لوحدها ولم نعد نسأل عنها، أسعدتنا في بعض الأيام، وأحياناً لا نعلم أي شيء عنها .
ويشرح إيلي "بدأت أكتب بوادر الفكرة، وكتبت هذا النص الذي سمعناه في الفيلم، وتكلمت مع كارمن في ديسمبر قبل أن تأتي جائحة "كورونا" وقبل أن تتردى الأوضاع الاقتصادية إلى درجة كبيرة في لبنان، وقبل أن يفكر عدد كبير من شعبه بالهجرة.
وتابع: "تحدثت مع كارمن، وقلت لها إن هذا الفيلم سيكون مشتركاً بيني وبينك، ويكون على شكل قصة نخبرها معاً، واخترت كارمن لأنها صديقة قبل أي شيء، وهي لازالت تحافظ على ملامهحا الطبيعية مثل "بيروت"، وهي الشخص المناسب لنتكلم عن هذه القصة".
وأضاف إيلي: "عندما قرأت كارمن السيناريو أغرمت به ووافقت على الفور، وتذهب الأيام وننسى الموضوع، ومنذ أسبوعين قررنا القيام بالعمل، بعد أن أضحت بيروت "حزينة" تكلمت مع مدير التصوير جهاد سعادة، وخلال 3 أيام قام بتجهيز كل شيء، وتمّ تصوير الفيلم، وأخذت وقتي الكافي لأخرجه بالطريقة التي شاهدتموها.
ولفت إيلي في حديثه لـ"سيدتي" إلى أن "الفيديو يحمل جرعة أمل، وكيف يمكن أن تعود هذه المدينة تشبهنا كما كانت، لأننا لم نعد نجد ما يشبهنا فيها، وبنفس الوقت فيها سحر غريب يشدنا إليها.
وعن مدة الفيلم القصيرة قال إيلي: "ما حصل عندما كتبت النص وجدت نفسي أنهي فكرتي على هذا الوقت، وأسير مع أحساسي إلى أين سيأخذني، وقلت إنه يجب ان يكون دقيقتين، وهذا ما حصل ".
وعن كارمن قال: "نحن صديقان ونتكلم عن كل شيء، ولا تصدق كم وضعت من إحساسها ونفسها في هذا العمل".
من جهتها، كارمن أكدّت لـ "سيدتي" أنها سعيدة أن "هذا الفيديو استطاع أن يؤثر لهذه الدرجة بالجمهور، وانشالله يعطي بعض الأمل للبنانيين".
وتابعت: "كان إيلي قد تكلم معي منذ فترة، وقال لي إنه يراني بهذا الفيلم، وأول ما قرأته دخل إلى قلبي ووافقت على الفور، وأخبرني كيف يفكر بتصويره، وقلت له أنا معك حتى النهاية".
وتابعت كارمن: "منذ أسبوعين صورنا الفيلم، والنتيجة كانت رائعة، والأصداء جميلة وبنفس الوقت حزينة. وبالرغم من روعة ما يحمله الفيديو من مشاعر رائعة وأمل بالغد، إلا أنه يحمل حزناً أيضاً على ما حصل ل"بيروت".
تابعي المزيد: كيف عبّر النجوم عن فوزهم في استفتاء "سيدتي" لمسلسلات وبرامج رمضان 2020؟
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي