«لن نترك أماكننا حتى زوال الغمة لنحتفل في نهاية الأمر»، بتلك الكلمات بدأ محمد رمضان فني معمل مستشفى الصدر المخصصة للعزل في دمياط.
وتحدث الشاب الثلاثيني: «أنا أب لطفلين تخرجت من معهد تحاليل بيولوجية كلية علوم جامعة الأزهر، عملت في مستشفى الصدر بدمياط منذ عام 2011 م، وذلك قبل تحويلها لعزل لحالات فيروس كورونا حيث أقوم وزملائي بأخذ مسحات المرضى سواء كانوا حالات إيجابية أو مشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا».
وعن أصعب المواقف التي مر بها محمد خلال عمله بالعزل، يقول أخذت مسحة من ذوي الاحتياجات الخاصة لفتاة كانت مصابة بإعاقة ذهنية وجسدية، حيث يعد الموقف الأصعب في حياتي فهناك صعوبة في التعامل معها، وليس لديها إدراك بمن حولها وتبين فيما بعد إيجابية حالتها، متابعاً أسرتي كانت قلقة للغاية علي في بادئ الأمر، وذلك نتيجة التعامل مع حالات كورونا لذا لا أروي لهم عن تفاصيل عملي وصعوباته حتى لا يزداد قلقهم علي، فأنا مسؤول عن الوالدة والأشقاء وزوجتي وأولادي، لذا كنت أحرص على طمأنة أفراد الأسرة بعدما بدأت الحالات في التزايد بأن الأمور تسير حالياً على ما يرام لكي لا يقلقوا.
ووجه محمد، رسالته للمواطنين: «أرجوكم حافظوا على أنفسكم قبل الحفاظ على الآخرين مع الالتزام بالمنازل وعدم الاختلاط والتباعد الاجتماعي ساعدونا لتمر المرحلة الصعبة بأقل الخسائر نتمنى استجابتكم معنا وتفهم الأمر فيومياً الإصابات في تزايد».
وأضاف محمد: «نعتبر في حالة استقرار في الأوضاع إلى حد ما في دمياط مقارنة بمحافظات أخرى حيث بذلنا جميعاً قصارى جهدنا لتقل نسبة الإصابات، فالجميع كان على قدر المسؤولية بداية من الترصد وحتى المستشفيات، حيث تم العمل على حصر الوباء من بدايته».
واستطرد: «سبق وتعاملنا مع حالات إنفلونزا طيور وخنازير ودرن، حيث نتعامل مع كل الحالات السابق ذكرها فنحن كفنيي معامل دائماً في المقدمة؛ لمسؤوليتنا عن أخذ المسحات، حيث نتعامل مع المريض وجهاً لوجه، مفيش مفر، ونعمل على الحفاظ على أنفسنا بأخذ كافة الاحتياطات، بداية من الأطباء المسؤولين عن المعمل كدكتور إبراهيم وعلي، وحاتم مدكور كبير الفنيين وكل الزملاء الفنيين».
وأردف محمد، خلال عملنا بالعزل نستمر في العمل بالأسبوعين والثلاثة متواصلين، ولن نرحل قبل انتهاء الأزمة على خير، حيث أتواصل مع الأسرة عبر الهاتف، ودائماً ما تشعر أمي بي سواء كنت تعباناً أو مضغوطأً مضيفاً تجربة عزل كورونا لا تفرق عن إنفلونزا الطيور والخنازير والدرن، فترات العمل بالعزل تصقل شخصيتنا، وتعمل وعياً وتبني مسؤولية وبواقع عملنا في الصدر فمسؤوليتنا تجاه أنفسنا والمريض والمجتمع مسؤولية كبيرة، حيث نتعامل مع مريض الدرن، الذي يعد من أخطر الأمراض.