هل شعرت يوماً أن العودة للعمل بعد إجازة العيد أشبه بصدمة مفاجئة لعقلك وجسدك؟ كيف يمكن أن تتحول أيام الراحة إلى عبء ثقيل بمجرد دخولك المكتب؟ هل هي فقط حالة من الكسل المؤقت، أم أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً في هذه "العودة الصادمة"؟ إذا كنت أحد هؤلاء الموظفين الذين يشعرون بالتردد والضغوط، يكشف لك الخبير في مجال الصحة النفسية، الدكتور بهاء الهنداوي، عن الأسباب التي تجعل العودة للعمل بعد العطلة أكثر إرهاقاً مما تتخيل، وكيف يمكنك التغلب على هذه الفجوة بذكاء من دون أن تفقد حماسك؟
هل قضيت إجازة العيد للراحة أم للهروب من ضغط العمل؟
قد تبدو إجازة عيد الفطر فرصة مثالية للاسترخاء واستعادة النشاط، لكنها في الواقع قد تتحول إلى مجرد هروب مؤقت من ضغط العمل ومسؤولياته. إذا لم تمنح نفسك خلال العطلة راحة نفسية وجسدية حقيقية، فستجد أن العودة إلى المكتب أكثر إرهاقاً مما تتوقع. حينما تبتعد عن العمل من دون أن تعالج أسباب الضغط أو تفصل ذهنك بشكل صحيح، يعود كل شيء بأضعاف ثقله فور جلوسك إلى مكتبك.
كيف يؤثر ذلك على عودتك؟
- العودة المفاجئة إلى بيئة مليئة بالمهام من دون استعداد نفسي حقيقي، ما يجعلك تشعر بأنك غارق منذ اللحظة الأولى.
- التعب العاطفي الناتج عن عدم منح نفسك وقتاً للتفكير الهادئ خلال الإجازة، مما يزيد التوتر عند استئناف العمل.
- صعوبة التكيف مع سرعة وتيرة العمل بعد أيام من الاسترخاء والمرونة، مما يجعل المهام اليومية تبدو أكثر تعقيداً.
هل تصدق: 7 خرافات عن الإنتاجية: هل فعلاً "الاستيقاظ المبكر" هو السر؟
لماذا يبدو صندوق البريد بعد العيد وكأنه "وحش" ينتظرك؟
أحد أكثر الأمور المرهقة عند العودة للعمل بعد العيد هو مواجهة فيض هائل من الرسائل والطلبات المتراكمة. خلال غيابك، تستمر عجلة العمل في الدوران، وتصبح الرسائل التي لم تُفتح أشبه بجبل من المسؤوليات المؤجلة. كل رسالة غير مقروءة تذكّرك بما فاتك وتضعك تحت ضغط الاستجابة السريعة، حتى قبل أن تتأقلم مع العودة.
كيف يؤثر ذلك على إنتاجيتك؟
- شعور بالإرهاق الذهني عند محاولة استيعاب كمية الرسائل دفعة واحدة، مما يعطّل قدرتك على التركيز والإنجاز.
- تشوش الأولويات بين المهام القديمة والجديدة، ما يجعلك في حيرة بين ما يجب أن تبدأ به أولاً.
- تزايد التوتر نتيجة توقعات الآخرين لردك السريع، مما يضاعف الإحساس بأنك متأخر عن الجميع.
هل تغيرت عاداتك في العيد لدرجة جعلت العودة أصعب؟
خلال إجازة العيد، يعتاد جسمك وعقلك على نمط حياة مرن، أوقات نوم متأخرة، وجبات عائلية طويلة، وغياب الروتين الصارم. لكن عند العودة إلى العمل، يتطلب الأمر تحولاً سريعاً ومفاجئاً نحو الالتزام والانضباط. هذا التحول المفاجئ لا يُربك عقلك فقط، بل يؤثر أيضاً على طاقتك الجسدية وقدرتك على التركيز.
لماذا يحدث هذا؟
- اختلال الساعة البيولوجية بسبب تغيير مواعيد النوم والاستيقاظ خلال العيد، مما يؤدي إلى شعور دائم بالتعب في أول أيام العمل.
- انخفاض التركيز؛ لأن العقل يحتاج إلى وقت لإعادة التكيف مع مهام تتطلب التفكير العميق بعد فترة من الراحة الذهنية.
- الإرهاق الجسدي الناتج عن الانتقال المفاجئ من أيام مريحة إلى جدول عمل مليء بالمواعيد والالتزامات.
هل تحاول تعويض "ذنب الغياب" بجهد يفوق طاقتك؟
بعد العودة من إجازة العيد، يشعر الكثير من الموظفين بالذنب؛ لأنهم ابتعدوا عن مسؤولياتهم لفترة. يدفعهم هذا الشعور أحياناً إلى الإفراط في العمل، وكأنهم يحاولون تعويض كل ما فاتهم في يوم واحد. هذه العقلية ليست مرهقة فحسب، بل قد تؤدي إلى استنزاف طاقتك بسرعة، مما يجعل التوازن بين العمل والحياة شبه مستحيل.
كيف يؤثر ذلك عليك؟
- ضغط نفسي إضافي؛ لأنك تشعر بالحاجة إلى إثبات أنك ما زلت على قدر المسؤولية بعد الغياب.
- استنزاف للطاقة نتيجة تكثيف العمل في محاولة للحاق بما فاتك، مما يؤدي إلى إرهاق مبكر.
- خلل في التوازن بين حياتك الشخصية والمهنية، حيث تأخذ مهام العمل الأولوية على حساب وقتك الخاص.
لماذا تبدو أبسط المهام أصعب بعد إجازة العيد؟
بعد عدة أيام من الراحة والاسترخاء، تصبح حتى المهام اليومية البسيطة وكأنها جبل يصعب تسلقه. هذا الشعور ليس مجرد كسل أو عدم رغبة في العمل، بل هو استجابة طبيعية لعقلك عند العودة إلى بيئة مليئة بالالتزامات بعد فترة من الحرية والمرونة.
ما الذي يزيد الأمر تعقيداً؟
- تراجع الحافز الداخلي؛ لأن العودة بعد العيد غالباً ما تكون مصحوبة بشعور بأن الإجازة انتهت بسرعة.
- غياب الوضوح بشأن الأهداف والمهام العاجلة، مما يزيد الشعور بالفوضى والارتباك.
- الضغط الاجتماعي لاستعادة وتيرة الأداء المثالي بسرعة، خاصة إذا بدا أن الجميع من حولك متقدمون في مهامهم.
كيف يحصل ذلك: صوتك يعكس شخصيتك.. كيف تصبح نبرة صوتك جسراً للنجاح في العمل؟