القيء أو استفراغ الرضيع أمر طبيعي وشائع، ويحدث عند الكثير من الرضع في الأشهر الثلاث الأولى من العمر، وسببه بلع الرضيع للهواء، وامتلاء معدته بسرعة، إضافة إلى أن الجهاز الهضمي عند الرضع لا يكون قد نضج بعد بالشكل المطلوب، وكذلك الأعصاب الموجودة في جدران المعدة، والأمعاء تكون غير متوازنة في عملها، مما يؤدي إلى حدوث بعض المشاكل ومنها: الغازات، التجشؤ، المغص، وأحياناً نوبات البكاء. لمعرفة سبب استفراغ الرضيع للماء وطرق المعالجة، ومتى تستدعي الحالة استشارة الطبيب. معنا الدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال
أسباب استفراغ الرضيع
عضلات الفكين عند الرضيع تكون ضعيفة بعض الشيء، لذلك يتعب الرضيع بسرعة من مص الثدي، فيترك الثدي قبل أن يشبع لينام من التعب، ثم يصحو ثانية ليكمل الرضاعة وهكذا، وهذا ما نسميه بـ(الرضاعة العشوائية)، وهي أمر مطلوب، ونشجع عليه الأمهات في الفترة الأولى
هذا الأسلوب في الرضاعة مرهق ومتعب، ولكن لا خوف على الرضيع من الرضاعة بهذا الشكل، وطالما أن وزنه يزداد بالمعدل الطبيعي؛ فإن هذا يعتبر أمراً مطمئناً، ومؤشراً جيداً على أنه يأخذ حاجته من الحليب بشكل كامل
الأشهر الثلاث الأولى
هي أكثر فترة مرهقة للأم المرضعة، وبعدها سيتحسن الحال؛ لأن الجهاز الهضمي والعصبي للرضيع سينضج بعد ذلك، وستنمو أيضاً عضلات الفكين، فتطول فترة الرضاعة، وبالتالي تطول فترات الشبع والنوم.
والأفضل أن تضعي طفلك على أحد جانبيه، مع وضع وسادة لتسنده من الجانبين، في الفترة الأولى من نومه بعد الرضاعة، وبعد التجشؤ وذلك كنوع من الاحتياط.
ماذا تعرفين عن "القشط"؟
أسباب القشط.. أمرٌ طبيعيٌ يحدث مع أغلبية الأطفال منذ الولادة؛ لأن أنزيمات الكبد والمعدة تكون غير مكتملة حتى عمر 6 أشهر
والقشط ..خروج كمية قليلة من حليب الرضاعة من فم الطفل ويعتبر أمراً طبيعياً، تعتاد عليه الأمهات مع أطفالهن، خاصةً بعد الولادة وحتى عمر 4 أو 6 أشهر، ولكن قد يشير أحياناً إلى أن الطفل يعاني من مشكلةٍ ما في معدته
متى يكون القشط طبيعياً؟ ومتى يشير لمشكلة؟
إذا قشط الطفل مرة أو مرتين يومياً وبكميات قليلة، يكون أمرا طبيعيا ، أما إذا حدث القشط بعد كل رضعه، فذلك يعتبر تحذيراً من أن الطفل يعاني من مشكلة يجب علاجها
ما اللون الطبيعي للقشط، ومتى يتغير؟
القشط الطبيعي يكون لونه أبيض، وأحياناً عند بقائه في المعدة لمدة أكبر، يمكن أن يتغير لونه للأصفر الفاتح؛ لأنه كلما ظل في المعدة تغير لونه للون العصارة
الفرق بين القشط والقيء
يختلف القيء عن القشط في كميته؛ القيء يخرج من الفم باندفاع أكثر وبكميات أكبر، ويجب عند حدوثه، التوجه لطبيب الأطفال الخاص، لفحص الطفل ومعرفة سبب حدوثه وعلاجه..تحت إشراف الطبيب
إذا تحول القشط لارتجاع، يجب إعطاء الطفل أدوية منظمة للمعدة ووقف الارتجاع
إذا تطور الأمر وأصبح القشط قيئاً، يكون العلاج بالمطهرات المعوية
نصائح للأمهات
ملاحظة الطفل باستمرار، لمتابعة لون وكمية القشط
إذا تغيرت كمية القشط، يجب -على الفور- التوجه للطبيب
يجب أن تقوم الأم بتجشؤ طفلها بعد الرضاعة
إذا كان نوع اللبن الصناعي يسبب له مشكلة، يجب تغييره بعد مراجعة الطبيب
الفرق بين الترجيع والقشط
يجب أن نفرق أولاً بين الترجيع والقشط، فالترجيع فعل يحدث نتيجة اندفاع محتويات المعدة من الطعام بقوة عبر الفم، أما القشط فهو خروج سلس لبعض محتويات المعدة ويكون غالباً مصحوباً بالتجشؤ، ولا داعي للقلق في حالات القشط أبداً، إلا إذا تكرر الأمر كثيراً مع عدم الزيادة في الوزن
أسباب ترجيع الماء عند الأطفال الرضع
النزلة المعوية هي أشهر أسباب حالات القيء عند الأطفال الرضع، وغالباً ما يكون القيء مصحوباً بكل أو بعض الأعراض الآتية
الإسهال، ارتفاع درجة الحرارة، آلام في المعدة، وتأتي من فيروس مسبب للنزلات المعوية، وهو ينتشر بسرعة بين الأطفال في دور الحضانة، ويجب عليكِ استشارة الطبيب في هذه الحالة فوراً
وقد يرجع السبب في القيء إلى الإصابة بالارتجاع الذي يحدث نتيجة ضعف عضلة المريء على نحو تعجز معه عن حفظ الطعام بالداخل
وضعف معدل زيادة الوزن، حرقة في المعدة، ومن أهم الأعراض المصاحبة للقيء في هذه الحالة: القشط الذي يزداد مع تقدم العمر، الشعور بالضيق بعد تناول الطعام
داء الحركة ويحدث عادةً عندما يكون الطفل داخل السيارة أو خلال اللعب في الملاهي، وإذا لم يتكرر الأمر كثيراً، فليس هناك داعٍ للقلق أو لزيارة الطبيب
أهم الأعراض المصاحبة للقيء
الشعور بالغثيان، التثاؤب بكثرة، التعرق، شحوب البشرة، فقدان الشهية، الإصابة بحساسية الطعام، وفي هذه الحالات يحدث القيء عقب تناول الطعام مباشرةً
ويكون مصحوباً بأحد الأعراض التالية: الطفح الجلدي، التورم، صعوبة التنفس، فقدان الوعي، وهذه الحالات تستدعي استشارة الطبيب فوراً
وترتبط الأعراض بتناول صنف محدد من الطعام، وهذه الحالات تستدعي الذهاب إلى المستشفى لاتخاذ الإجراءات الطبية المناسبة
استفراغ الرضيع ماء في الاسبوع الأول
نتيجة ابتلاع السوائل وإفرازات عملية الولادة من سائل أمينوسي- يوجد بالرحم ويعيش الطفل سابحاً فيه- أو إفرازات مهبلية من الأم
يقوم الطفل بتقيؤ هذه الإفرازات في اليوم الأول والثاني بعد الولادة، وهي ظاهرة فسيولوجية انتقالية، على الأم مساعدة المولود على التخلص منها بوضعه في سرير مائل ؛ رأسه في مستوى أقل من قدميه
المواد التي يتقيؤها عبارة عن ماء أصفر أو بني، مخاطي القوام لاختلاطها بعصارات المعدة التي تتقلص وتزداد عصارتها، والماء أو الجلوكوز الذي يُعطَى في الأيام الأولى يساعد في إذابة هذه الإفرازات العالقة بالمعدة
ابتداء من اليوم الرابع
يحدث الاستفراخ أو القيء إثر تدفق اللبن الفجائي في الثدي، وبالتالي امتلاء معدة الطفل فوق طاقتها. ومرات يكون الاستفراغ بسبب ما تتناوله الأم بغرض إدرار اللبن
ومن العوامل أيضاً؛ ابتلاع الهواء، فالرضيع خلال هذه الفترة لا يتقن عملية الرضاعة والمص على الحلمة والقبض عليها، وينتابه البكاء بسبب فشله وعجزه عن الرضاعة ومن هنا يبتلع الرضيع الهواء المسبب للاستفراغ والقيء
استفراغ الرضيع بعد الأسبوع الأول
بداية: إذا استمر القيء فهذا يعني وجود علة في الجهاز الهضمي للرضيع وتظهر للطبيب بالفحص مثل: انسداد المريء أو الأمعاء الغليظة أو انسداد الشرج أو إصابة الطفل بنزلة معوية
يحدث استفراغ بدون مجهود أو معاناة، وهو لا يندفع بقوة من الفم، بل يسيل بسهولة ويسر ويستمر على دفعات بين ألرضعه والأخرى
يحدث استفراغ الماء بسبب 3 عوامل تتفاعل معاً
وهي: ابتلاع الهواء، طبيعة اللبن السائلة، وجود ارتخاء بسيط خلقي في فتحة المعدة المتصلة بالمريء
يتحسن القيء والاستفراغ بالمواظبة على مساعدة الطفل على التجشؤ، وتجنب تحريكه بكثرة بعد الرضاعة
إذا استمر فمن الممكن أن تلجأ الأم إلى وضع الرضيع جالساً بالمساعدة لفترة نصف ساعة بعد الرضاعة
علاج حالات الترجيع عند الأطفال الرضع
العام الأول من عمر الطفل يكون عاماً صعباً للأم؛ حيث مسؤوليات الرضاعة والاهتمام بنظافة الطفل الرضيع، والاضطراب والنقص الكبير في ساعات النوما
وكذلك القلق على صحة الرضيع، والتوتر عند مرضه، أو حتى إصابته بأعراض مرضية عرضية، ولعل واحداً من أكثر الأعراض التي تقلق الأم، استفراغ الأطفال الرضع
الأمهات يصبن بالخوف من عواقب هذا الاستفراغ عند الأطفال -الجفاف- ويزداد الخوف إذا كان الترجيع ماءً أو مصحوباً بالإسهال، خاصةً في فصل الصيف
وقد يُصاب الأطفال تحت سن الثالثة بالقيء
والعلاج يكون بعلاج السبب، ولا يجب الانتظار طويلاً قبل استشارة الطبيب، وخصوصاً في حالات القيء المتكرر، وبعض الحالات قد تستدعي التدخل الجراحي السريع
وتذكري دائماً أن الترجيع عند الأطفال الرضع قد يكون عرضاً لأمراض تستدعي علاجاً سريعاً، فلا تغفلي عن الأعراض المصاحبة لتتخذي القرار السليم بزيارة الطبيب أو الطوارئ عند الضرورة