فقدت الأوساط الأدبية والفنية في البحرين الكاتب المسرحي البحريني راشد المعاودة الذي انتقل إلى جوار ربه، والراحل المعاودة أحد رواد الحركة الثقافية والمسرحية ممن ساهموا في وضع اللبنات الأولى للفن المسرحي في مملكة البحرين ومنطقة الخليج العربي منذ أوائل الستينيات، ويعُد الفنان والكاتب راشد المعاودة من رواد الثقافة والأدب في مملكة البحرين، كما يعُد من الكتاب المسرحيين الأوائل الذين أثروا الحركة المسرحية.
تمثيليات قصيرة وأخرى إذاعية وصولاً للمسرحيات
كان الكاتب المسرحي راشد المعاودة منذ مرحلة الصبا شغوفا بالأدب والشعر، كما كان للشاعر البحريني عبد الرحمن المعاودة تأثيره الإيجابي في صقل موهبته الأدبية واهتمامه بالثقافة بشكل عام في وقت مبكر من حياته، فضلاً عن احتكاكه بالأنشطة الثقافية والأدبية في مجتمع مدينة المحرق التي ولد ونشأ فيها، وخصوصاً في الحي الذي كان يعيش فيه، حيث كانت تعقد اللقاءات الثقافية في مجلس الشيخ عبد الله بن عيسى آل خليفة ومجلس الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة .
تميز الكاتب المعاودة في بداية مشواره بكتابة التمثيليات القصيرة التي كانت تعرض في الأندية الأهلية في المحرق في الستينيات والتي لاقت استحسانا من الجمهور والمهتمين، وفي عام 1969 كتب أول مسرحياته المتكاملة باللهجة العامية "بيت طيب السمعة"، ثم مسرحية "مالان وانكسر"، مسرحية " سبع ليالي "، مسرحية "توب توب يا بحر" ومسرحية " عمارة رقم 20 "، ولم تقتصر كتابته للمسرح فقط، بل كتب العديد من التمثيليات الإذاعية الأسبوعية لإذاعة البحرين، وختم تجربته الإذاعية بمسلسله الشهير "سلامة وفرج " من 30 حلقة في عام 1975، كما كتب مسلسلا تلفزيونيا بعنوان " الدانوب " وقدمه إلى تلفزيون البحرين، كما ألف العديد من النصوص الغنائية التي شدا بها أشهر الأصوات الغنائية في البحرين، كما أسهم في الحفاظ على تراث الغناء الشعبي من خلال قيامه بمتابعة تسجيل الفرق الغنائية الشعبية لألوان الغناء الشعبي لإذاعة وتلفزيون البحرين، وتم انتخابه لثلاث فترات لرئاسة جمعية البحرين للموسيقى والفنون الشعبية.
ونعت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار الفنان والكاتب المسرحي راشد بن عبد الله المعاودة، وقالت: "خسر الوسط الثقافي والفني في مملكة البحرين والخليج العربي شخصية ثقافية بارزة أثرت تراثنا الثقافي، إن ما يعزينا برحيل راشد المعاودة هو ذلك الإرث الفني والمسرحي الباقي بيننا، حيث ستبقى إسهامات الراحل في مجال الكتابة المسرحية والتمثيلية والإذاعية والتلفزيونية محفوظة في ذاكرة الأجيال القادمة".