جريمة أسرية جماعية مروعة، نفذها شاب في بداية العقد الخامس بقتل والدته وزوجته و3 من بناته خنقاً؛ واحدة تلو الأخرى قبل أن يشعل النيران في المنزل؛ ليوهم جهات التحقيقات بأن الحادث ناتج عن الموت خنقاً بالغاز، لكن تحقيقات النيابة العامة وتحريات المباحث أجهضت تلك المحاولة الخبيثة من الأب القاتل، وجمعت كافة الأدلة في الجريمة ومن أبرزها شهادة ابنته الرابعة الناجية الوحيدة من تلك المذبحة الجماعية.
المؤلم في تلك المذبحة، أن القاتل نفذها لرغبته في الزواج من حبيبته التي أخبرته بأنها ستبذل كل السبل من أجل الطلاق من زوجها والزواج منه، وبناء على هذا الوعد كانت تحركات الزوج لتنفيذ الجريمة المفزعة، التي كشفت تفاصيلها تحقيقات النيابة العامة منذ أن تلقت إخطاراً باندلاع حريق بالعقار المملوك لوالدة المتهم بمركز البداري في محافظة أسيوط جنوب صعيد مصر، ووفاة سيدة ستينية وزوجة في العقد الرابع من عمرها وبناتها الثلاث ونجاة ابنتها الرابعة ونقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج، وبانتقال النيابة العامة لمعاينة العقار المحترق، ناظرت جثامين المتوفيات متفحمة؛ فانتدبت الطبيب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية عليها، وكذا انتدبت خبراء الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية لمعاينة العقار ورفع الآثار المادية به؛ وقوفاً على كيفية وضع النار فيه.
وسألت النيابة العامة الفتاة الناجية من الحريق البالغة من العمر 13 سنة؛ فقررت أن والدها أعلم والدتها بتاريخ السابع عشر من شهر يوليو الجاري بعودته إلى البيت من عمله بمزرعة بمحافظة القاهرة؛ فاستقبلته هي ووالدتها وجدتها وشقيقاتها الثلاث في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، ثم لما خلدن إلى النوم صحب والدها أمه إلى غرفته، ولما طال غيابها عنها ولم تعد جدتها إليها، استطلعت أمرها فوجدتها ملقاة على سرير غرفة نوم والديها باسطة ذراعيها؛ فاتهمت والدها بقتلها، والذي تعدى عليها بالضرب لما سمع ذلك منها، ثم نقل أسطوانة للغاز -أنبوبة بوتاجاز- إلى الطابق الذي وجدت الباقيات فيه بعد أن تأكد من امتلائها، ثم باغتها أثناء تواجدها بالمطبخ وخنقها بحبل قاصداً قتلها؛ فسقطت مغشياً عليها، ثم أفاقت على تجمع الأهالي واحتراق العقار، إذ أصيبت بآثار حرق في يدها اليمنى؛ فنقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ونفاذاً لأمر النيابة العامة بضبط الأب المتهم، تمكنت الشرطة من ضبطه بتاريخ يوم التاسع عشر من شهر يوليو الجاري، والذي باستجوابه أقر بارتكابه الواقعة لعلاقة عاطفية بينه وبين امرأة أخرى، أفصحت له عن رغبتها في الانفصال عن زوجها والارتباط به؛ مما دفعه إلى العزم على التخلص من زوجته وبناته ووالدته؛ فأخبرهن بعودته إلى البيت ليلة يوم الواقعة، ولما وصل إليهن في صباح هذا اليوم وخلد المجني عليهن إلى النوم خنقنهن، واصطحب والدته إلى غرفة أخرى خلاف التي كانت فيها وخنقها، ثم خنق ابنته التي نجت ظاناً وفاتها لما غابت عن الوعي، وأشعل النار بعد ذلك بالمراتب التي كانت ينام عليها المجني عليهن وفي باقي العقار مستخدماً أسطوانة الغاز.
وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم على ذمة التحقيقات، وصحبته لإجراء معاينة حاكى فيها كيفية ارتكاب الواقعة بالعقار محل الحادث.