الطفل في الشهر السادس من عمره يحرز تطورات خطيرة وملحوظة؛ إذ تعتبر الأشهر الأولى من حياة الطفل مهمة جداً لصحته ونموه وتطوره، وإن اختلفت سرعة معدلات النمو والتطور من طفل إلى آخر؛ إذ قد يكون هناك اختلافات كبيرة في الطول والوزن وبناء الجسم بين الأطفال الأصحاء، وعلمياً جميع الأطفال على اختلاف قدراتهم بمن فيهم الأطفال ذوو احتياجات الرعاية الصحية الخاصة، قادرون على النمو إن تمّ تلبية احتياجاتهم الاجتماعية أو العاطفية أو التعليمية. لمزيد من الشرح والتفصيل معنا الدكتور إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال.
- أولا: نفسيا وطبيا ..الانتماء إلى منزل تسود أجواءه الأمان والحب إضافة إلى قضاء الطفل الوقت الكافي مع أفراد العائلة سواء كان ذلك باللعب أو بالغناء..يعتبر عامل مهم لنمو الطفل
- ثانياً: كما أن التغذية السليمة وممارسة التمارين الرياضية والجينات والنوم بقدر كافٍ كلها عوامل لها دور مهم جداً في نمو الطفل ونضوجه وتطوره.
- ثالثاً: ستة الأشهر الأولى من عمر الطفل هي فترة مهمة جداً في نمو الطفل وتطوره، حيث سيتطور الطفل بعدها بسرعة كبيرة، إذ حينها سيكون الجانب الأيسر من دماغ الطفل قد بدأ بالتواصل مع الجانب الأيمن من الدماغ.
- رابعاً: الطفل في هذه المرحلة يبدأ في الاستجابة للكلمات، فإنّ الأم ستتمكن في هذه المرحلة العمرية من فهم طفلها بشكل أفضل، وستبدأ بفهم مشاعره فيما إذا كان حزيناً أم سعيداً.
مهارات الطفل في هذه المرحلة
- اتخاذ الخطوة الأولى في المشي، والابتسام لأول مرة، والتلويح بيده للتعبير عن الوداع، يصل الأطفال إلى مراحل بارزة في كيفية اللعب وتعلم الأشياء واكتسابها.
- التحدث مع الأشخاص الآخرين والتصرفات التي يُبديها لمن حوله وكيفية التنقل من مكان إلى مكان آخر سواء عن طريق الزحف أو المشي.
- يصعب معرفة متى سيتعلم الطفل أو يكتسب مهارة معينة خلال حياته، ومع ذلك فإن علامات النّمو والتطوُر لدى الطفل قد تعطي فكرة عامة عن التغييرات المتوقع حُدوثها عندما يكبر.
- المهمة الأساسية للوالدين والأم بشكل خاص؛ هي الانتباه للطفل من جميع النواحي، من أجل مراجعة الطبيب والتحدث معه إذا اعتقد الوالدان أنه قد تكون هناك مشكلة في نمو طفلهما.
علامات التطور المعرفي
- يُصبح الطفل أكثر فضولاً، لديه شعور جديد بالذهول والانبهار نحو البيئة المحيطة به، يحاول لمس وحمل الأشياء التي تُثير فضوله.
- يختبر الطفل في هذه المرحلة نتائج العديد من الأفعال ويقيس رُدود أفعال الأشخاص من حوله نحوها.
- استجابة الطفل عند الحديث إليه، وذلك بإصدار عدة أصوات للحروف المتحركة والأصوات الساكنة، مثل: "آه" أو "إيه" أو "به"، وهذا لأنّ استيعاب التواصل اللفظي لديه يكون بطيئاً.
- يبذل الطفل جُهوداً لتقليد الأصوات التي يسمعها من حوله، وذلك بسبب تحسّن مهارات الطفل في تفسير الأصوات في هذه المرحلة العمرية.
- هذه الأصوات هي الكلمات والضوضاء التي يصدرها الآباء من حوله أو أصوات الألعاب التي يمتلكها الطفل. يتذكر صوت اسمه جيداً ويبدأ بتفسيره وإظهار استجابة عند النداء عليه.
- يتحسّن الوعي بالذات؛ والاستجابة لاسم الشخص هي الخطوة الأولى نحو الوعي الذاتي لدى الطفل، ويبدو ذلك واضحاً عندما يظهر الطفل إعجابه بنفسه عند رؤية نفسه في المرآة.
- يعشق الأطفال في هذا العمر تفكيرهم ولا ينزعجون أبداً من رؤية صورتهم في المرآة، مما قد يشير إلى تحسن قدرات تمييز الدماغ
علامات التطور البدني
- رؤية الألوان بشكل جيّد والتعمُق فيها: حيث تعتبر عُيون الطفل أحد أهّم علامات تطور النمو البدني في ستة الأشهر الأولى من حياته، إذ تتحسن رؤية الألوان لديه ويتمكن بعد ذلك من التمييز بين طيفين من الألوان.
- يُحب النظر إلى الأشياء عالية التباين، كما قد يُحب كتب القصص الملونة والزاهية، ويُصبح لدى الطفل أيضاً في هذه المرحلة العمرية إدراكٌ عالٍ للعُمق والمسافة من حوله.
- يميز الأشياء والمسافات بدقة، يبدأ الطفل في هذا العمر بالتحديق بشكل جيد في كرة متدحرجة أمامه حتى تتوقف.
- يتحسن التنسيق بين اليد والعين: حيث يؤدي تحسّن الرؤية لدى الطفل إلى وظائف أكثر دقة في اليد، حيث يكون الطفل بعد ستة أشهر بارعاً في مد يده لالتقاط الأشياء حتى لو كان ذلك في أثناء الحركة.
التحكم في يد الطفل
- قد تطور بما يكفي حتى يتمكن من الإمساك بشيء ما وتحريكه تجاهه بعد بلوغه أول ستة أشهر، وما بعد ذلك بقليل.
- يتعلم الطفل كيفية ترك شيء ما ويفهم أن الشيء قد سقط من يده، وبمجرد حمل شيء ما، فإنه يتفحصه بعناية، وقد يمرره أيضاً من يد إلى اليد الأخرى.
- يميل إلى استخدام يد واحدة فقط كثيراً ثم الانتقال إلى اليد الأخرى، لذلك سيكون من الصعب تحديد فيما إذا كان الطفل أيسر أو أيمن اليد في هذه المرحلة العمرية.
السيطرة على الرأس بثبات
- الجلوس بظهر مستقيم عند إسناده، إضافة إلى الالتفاف جيداً في كلا الاتجاهين، فقد يفهم أنّ الأشياء قد تكون مختبئة خلف بعضها البعض.
- البدء بدفع الجسم لاتخاذ وضعية الزحف في هذه المرحلة العمرية، وربما البدء بالزحف ذهاباً وإياباً على الركبتين.
- البدء بالوقوف بمساعدة الآخرين، كما قد يتمكن من الوثب والنهوض بسرعة.
- اختفاء رُدود الفعل الموجودة عند الأطفال حديثي الولادة.
علامات التطور الاجتماعي والعاطفي
- تمكُّن الطفل من قراءة بعض تعبيرات الأشخاص من حوله؛ سوف يبتسم عندما يُظهر الشخص المقابل له أنه سعيد، وقد يبدو عليه القلق إذا بدا له أنّ الشخص المقابل له مُتعَب.
- معرفة الطفل وفهمه أن الأشخاص من حوله عادةً ما يحضرون إليه عند شعوره بالحاجة إلى شيء ما، ولكن مع عدم فهمه تماماً أن الشخص المقابل لهم هو شخص منفصل عنهم تماماً.
- شعور الطفل بالطمأنينة والأمان من حوله عندما يفهم الأشخاص من حوله احتياجاته ومحاولتهم تلبية هذه الاحتياجات.
- شعور الطفل بالسعادة عند الابتسام وعند التفاعل مع الأشخاص الآخرين من حوله غير الوالدين في هذه المرحلة من العمر.
- شعور الطفل بالسعادة والحماس عندما يبدأ الوالدان بإجراء محادثات معه، يعبر الطفل عن تلك السعادة بركل ساقيه أو التلويح بذراعيه.
التعرف على الوجوه
- خاصة المألوفة من حوله والاستجابة لها؛ حيث يكون الطفل أكثر نشاطاً خلال هذه المرحلة، إلّا أنّ استثارة الطفل الزائدة قد تتسبّب في بكائه.
- الذهول عند إصدار أصوات عالية حوله، وقد تتسبب تلك الأصوات العالية بشعور الطفل بالخوف والبكاء.
- التعبير عن المشاعر المختلفة بما في ذلك السعادة والسرور والحزن والاستياء والغضب.
- نطق الحروف الساكنة مثل "با" و"دا" و"غا"، والثرثرة مثل "بابابا".
- التعرف على اسمه عند مناداته به، فهم كلمات معينة نظراً لتكرارها كثيراً من حوله.
- استخدام صوته لجذب انتباه من حوله والتعبير عن مشاعره.
نوم الطفل في الشهر السادس
- ينام العديد من الأطفال مع بلوغهم الشهر السادس من العمر خلال الليل مع أخذ قيلولة من مرتين إلى ثلاث مرات خلال فترة النهار.
- عدم تمكّن الطفل من النوم خلال فترة الليل لا يعني بالضرورة وجود أمر خاطئ؛ إذ قد يعود ذلك لاختلاف الجدول الزمني لنمو الطفل، أو اختلاف احتياجات النوم للطفل عن الآخرين.
- يبدأ الطفل بالنوم بشكل أفضل قليلاً خلال فترة الليل بمجرد أن يبدأ بتناول الأطعمة الصلبة، وتجدر الإشارة إلى بدء العديد من الأطفال بالتدحرج خلال هذه المرحلة.
توصيات خاصة للأم
- وتتضمن نوم الأطفال على ظهورهم، مع التأكيد أنّه ليس هناك حاجة لإعادة ضبط وضعية نوم الطفل إذا تدحرج في أثناء النوم، وللتقليل من خطر إصابة الطفل بمتلازمة موت الرضع الفجائي.
- عدم وضع أي شيء ناعم أو فضفاض في السرير، بما في ذلك البطانيات واللحاف والوسائد أو الحيوانات المحشوّة.
- عدم استخدام مصدات سرير الأطفال، استخدام أكياس النوم بدلاً من البطانيات خلال فترة الأشهر الباردة. تشغيل مروحة في غرفة الطفل.
- الحفاظ على درجة الحرارة باردة ومريحة لمنع الحرارة الزائدة، تبدأ الأم بتقديم الأطعمة الصلبة للطفل عند بلوغه ستة أشهر من العمر.
مراقبة أي تفاعلات قد تحدث لدى الطفل
- مثل الطفح الجلدي أو الإسهال أو القيء، وإذا أظهر الطفل عدم حبّه للطعام الجديد الذي تقدمه الأم، فيجب على الأم الانتظار لبضعة أيام.
- الشهر السادس من عمر الطفل قد يزيد من خطر الحساسية الغذائية لدى الطفل، حيث توصي الأكاديمية بإدخال الأطعمة المسببة للحساسية في وقت مبكر في معظم الحالات.
- على الوالدين الانتظار قبل تقديم العسل للطفل حتى بلوغه السنة من عمره على الأقل؛ لأنّ العسل من الممكن أن يحمل البكتيريا التي قد تسبب التسمّم الغذائي لدى الطفل.
- وعلى الرغم من أن المنتجات المصنوعة من حليب البقر مثل اللبن أو الجبن الطري جيدة إلّا أنّه يفضل عدم تقديم حليب البقر للطفل حتى بلوغه عاماً واحداً على الأقل.
قواعد لتحسين نمو الطفل
- البدء في القراءة والغناء وأنشطة أخرى للمساعدة على تحفيز النمو الحركي لدى الطفل في هذه المرحلة.
- الانخراط في التواصل البشري مع الطفل، بحمله والتحدث أو الغناء معه، وفعل أشياء تحفز السمع لديه.
- عندما يكون الطفل مستيقظاً يجب التأكد من أنّ الطفل قادرٌ على رؤية وجه من هم حوله، والتحدث مع الطفل.
- الطفل لا يحتاج إلى التلفاز خلال السنة الأولى؛ تؤدي هذه الشاشات إلى إعاقة نمو الطفل.
- الطفل يتمكن من تطوير اللغة والمهارات الأخرى بشكل أفضل من خلال التفاعل البشري المباشر معه.
- القراءة للطفل تقوي قدرته على الكلام إضافة إلى دورها في تنمية التفكير لديه، وقد يحاكي الأصوات.
- ويمكن للوالدين البدء بالكتب التي تحتوي على صور كبيرة ذات ألوان زاهية، بحيث يستطيع الآباء وصف ما يحدث في كل صفحة للطفل إضافة للإشارة إلى الكائنات الشائعة وتسميتها له.
يمكن اللعب مع الطفل
- بالألعاب المفضلة؛ تخبئة شيء وتشجيع الطفل على العثور عليه، أو سؤال الطفل عن أحد أعضاء جسمه ومن ثم الإشارة إلى هذا العضو.
- احتضان الطفل يعزز من التوازن، ومن الممكن أن تساعده على الشعور بالأمان والمحبة.
- تساعد الموسيقى على شعور الطفل بالهدوء وترفيهه وتعليمه، وذلك من خلال الغناء له أو تشغيل الأغاني.
- الأطفال يحتاجون إلى مساحة خاصة بهم عندما يبتعد الطفل أو يغلق عينيه أو يشعر بالضيق.