كشفت وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة ناسا عن أقرب صور للشمس التقطتها مركبتا سولار أوربتير الفضائية، تكشف الصور عن ظواهر غريبة على الشمس لم نرها من قبل بهذه التفاصيل، يقول دانيال مولر، عالِم مشروع ESA في مهمة Solar Orbiter، لـ The Verge: «لم نتوقع حقاً أن تظهر الصور الأولى بهذا الحجم حقاً، إنهم ليسوا حادين فقط ومكشوفين تماماً من الناحية الفنية، ولكنهم يعرضون بالفعل أشياء لم نرها من قبل».
توهجات شمسية «صغيرة» نسبياً تتخلل سطح الشمس
بفضل هذه الصور، اكتشف العلماء ما يبدو أنه توهجات شمسية «صغيرة» نسبياً تتخلل سطح الشمس. وقد أطلق العلماء المسؤولون عن هذه المهمة على هذه المشاعل الصغيرة «حرائق المخيمات»، حيث إنها أصغر بملايين المليارات من التوهجات الضخمة والحيوية التي تنبثق بشكل دوري من الشمس. يمكن رؤية العشرات من حرائق المخيمات هذه في أي وقت ضمن مجال رؤية كاميرا Solar Orbiter. يقول مولر: «الأمر المثير للفضول هو أنه يبدو أنها تحدث في كل مكان في الشمس طوال الوقت».
تتمتع الشمس بدورة مدتها 11 عاماً، حيث تتأرجح بين فترات النشاط الشمسي الشديد وفترات الهدوء - والآن، الأمور هادئة إلى حد ما، ويقول مولر أيضاً: «هذا حقاً في منطقة لا توجد بها بقع شمسية، ولا شيء غريب، لكنها تظهر في كل مكان».
اكتشاف حرائق المخيمات هذه هو أول اكتشاف رئيسي لـSolar Orbiter، وهي مهمة مشتركة بين وكالة الفضاء الأوروبية وناسا التي تم إطلاقها في 9 فبراير من فلوريدا. تتمثل مهمة المركبة الفضائية في الحصول على منظر غير مسبوق لأقطاب الشمس، وهي نقطة نظر لم نتمكن من رؤيتها مع أي مركبة فضائية من قبل. سيستغرق الأمر نحو عامين، حتى تتمكن Solar Orbiter من الوصول إلى المدار الصحيح لمراقبة المناطق القطبية من الشمس. في هذه الأثناء، كانت المركبة الفضائية تختبر مجموعتها من 10 أدوات علمية - بما في ذلك الكاميرات الموجودة على متنها.
عندما التقطت Solar Orbiter هذه الصور، كانت على بعد 77 مليون كيلومتر فقط - أو ما يقرب من 48 مليون ميل - بعيداً عن الشمس، هذه حوالي نصف المسافة بين الشمس والأرض، ولم تلتقط أي مركبة فضائية صوراً لسطح الشمس من مثل هذه المسافة القريبة من قبل، وهذا يشمل المركبة الفضائية الأخرى التابعة لناسا، المسبار باركر الشمسي، الذي أطلق في أغسطس 2018 في محاولة لدراسة الغلاف الجوي الحار للشمس.
وصل مسبار باركر الشمسي بالفعل إلى مسافة 18. 7 مليون كيلومتر، أو 11. 6 مليون ميل، من سطح الشمس، مما يجعلها أقرب مركبة من صنع الإنسان للشمس. لكن مسبار باركر الشمسي لا يحتوي على كاميرا تصور سطح الشمس مباشرة، وهذا هو المكان الذي يكون فيه Solar Orbiter في متناول اليد.
تبلغ الصور التي جمعتها Solar Orbiter ضعف الدقة المكانية للصور التي تم التقاطها بواسطة مرصد ديناميكيات الطاقة الشمسية التابع لناسا، والذي يوجد حالياً في مدار مرتفع جداً فوق الأرض. تلتقط هذه المركبة الفضائية صوراً للشمس كل يوم، في حين أن جمع صور Solar Orbiter ليس متكرراً.
سوف تتأرجح Solar Orbiter بجانب كوكب الزهرة والأرض خلال العام ونصف العام التاليين للاقتراب من الشمس. في النهاية، ستصل إلى أقرب نهج للشمس، حيث ستصل مسافة 42 مليون كيلومتر، أو 26. 1 مليون ميل، وهذا يعني أن الصور ستتحسن بمرور الوقت فقط. يقول مولر: «نظراً لأن الكاميرا نفسها لا تحتوي على أي إمكانية تكبير، فإن التكبير/ التصغير يحدث من خلال الاقتراب من الشمس».