«تزوَّج بامرأة جميلة أو قبيحة، قصيرة أو طويلة، شقراء أو سمراء. لكن لا تتزوج بموظفة».. نصيحة تبرع بها ناشر مجلة «فوربس» الأميركية إلى الرجال.. لماذا يا ترى؟ وهل من مخاطرة في الزواج بامرأة عاملة؟
«سيدتي» التقت زوجات سعوديات عاملات، متزوجين وعزاباً لتسألهم: هل زوج المرأة العاملة سعيد أم لا؟ كما التقت بعض الخبراء حول هذا الموضوع.
يفضل عبدالله عنايت (أعزب_ طالب) المرأة العاملة، إذا استطاعت أن تُدير وتُوازن بين عملها ومسؤوليتها داخل بيتها؛ لدورها الفعال في بناء المجتمع والمحيط الذي تعيش فيه، في الوقت الذي تحرص فيه على الاهتمام بمسؤولياتها المنزلية بثقة كبيرة، من دون تذمر أو شكوى، وتحاول تأدية عملها على أفضل وجه، كما تعمل على ترتيب مطالبها حسب الأولوية؛ لمعرفتها بقيمة النقود، وهي أفضل بكثير من المرأة ربة المنزل «المتفرغة»، الزوجة العاملة أم غير العاملة عقلها من يحكم تصرفاتها وتحملها للمسؤوليات، فإن استطاعت الموازنة بين الحياة العملية والزوجية فلا بأس».
المشاركة بأعباء الحياة
يعتقد المهندس أحمد بلو (متزوج من معلمة منذ عشر سنوات) بأن المعيشة في هذا الزمن أصبحت مكلفة للغاية؛ لذلك فإن الزواج من امرأة عاملة أمر مهم للتشارك معاً بمصاريف المنزل، لاسيما إن كانت ذكية فلن تهمل بيتها على حساب عملها بل سوف تُوازن بينهما، لافتاً إلى أن زواجه من امرأة عاملة ليس ورطة، بل على العكس فهو مساندة.
ليست مقياس شقاء
ناصر الجسار «من منسوبي وزارة الداخلية _أعزب»، لا يؤيد عملها بقوله: «بصراحة اقتداء بقوله عز وجل بالآية الكريمة «وقرن في بيوتكن»، وبالفطرة التي خُلقنا عليها أن العمل والنفقة من مهام الرجل، بغض النظر عن نظرات بعض الرجال وبعض الشكوك خاصة لذوات العمل بالساعات الطويلة والعمل المختلط؛ لأنه يثير غيرته، لافتاً أنه ليس من الصحة أن الزواج من عاملة يسبب الشقاء أو إحساسه بالورطة كما يتداول، لاسيما في ظل وجود الكثير من المتزوجين بنساء عاملات وهم في قمة السعادة، وهذا يعني أن الشقاء ليس مقترناً بعمل المرأة. ويضيف: (إنْ تزوجت سأتزوج من امرأة غير عاملة)».
في المقابل فهد هدهود «طالب بكلية الجبيل الصناعية أعزب» يفضل الارتباط بالمرأة العاملة، إذا لم يكن العمل مختلطاً، فهي على الغالب ستكون مثقفة وذكية وستفيد أبناءها وبناتها، لكن الأمر لن يخلو من التقصير داخل منزلها؛ لأنها إنسانة، والإنسان له طاقة احتمال، لافتاً إلى أن الشقاء للرجل حينما يكون عمل المرأة مختلطاً، ليس لانعدام الثقة ولكن؛ لتعرضها للمضايقة.
المرأة العاملة هي الأساس
أما أحمد العوض (أعزب_مشرف اجتماعي) فلا يعارض عمل المرأة بشكل عام بقوله: «الزمن يحتم علينا المرأة العاملة لكثرة طلباتها، لا توجد مقارنة بين عملها خارج المنزل وداخله؛ لكونها تقضي وقت فراغها؛ فضلاً عن ذلك تجدها تلبي احتياجاتها التي تفوق طلبات البيت، الذي يتكفل بها الزوج من الناحية الشرعية».
بناء أسرة متكاملة جيدة
تختلف وجهة نظر عبد الله المشعل (مدير علاقات عامة)، متزوج من امرأة موظفة منذ26عاماً_ بتفضيله للعاملة؛ لتقديمها رسالة لمجتمعها من خلال تربية أبنائها وتأدية واجباتها الشرعية، مع العلم أنه لا يؤثر على أداء بقية الواجبات التربوية أو الزوجية، لاسيما أن لكل عمل تأثيراً طبيعياً على المرء إيجاباً أو سلباً، إذا وجدت التنظيم سدت الثغرات المؤدية إلى المشاكل.
عقدة النقص
تحدث المستشار الأسري عضو برنامج الأمان الأسري الوطني عبدالرحمن القراش حول الموضوع، فقال: «إن هناك حقيقة يغفل عنها أو يتناساها عمداً الكثير من الرجال بشعورهم بعقدة النقص من نجاح المرأة جيلاً بعد جيل، فلدى البعض قناعة تامة أن الرجل يجب أن يكون هو الناجح والأقوى في كل مجال، ناهيكم عن اقتناع البعض بأنه لا مجال للمرأة في العمل والتميز إلا في بعض الوظائف المحدودة، التي لا تتطلب إبداعاً، ولا تظهر إمكاناتها الكبيرة؛ خاصة إذا كانت حاصلة على قدر مناسب من العلم والتدريب والخبرة؛ مؤكداً أن الكثير من المشاكل الزوجية بسبب نجاح المرأة وتقدمها وتميزها عليه، فتجد نساء في مقدمة المجتمع مبدعات وراقيات بالعلم والإبداع، ولكنهن «فاشلات في حياتهن الزوجية»، وإن لم تكن متزوجة فهي رهينة لأهل لا يقدرون تعبها ولا يعنيهم أمرها.
وقدم القراش رسالة تذكير إلى الرجل قائلاً: «اخترتها وأنت تعلم أن لديها طموحاً وظيفياً كبيراً، ووعدتها أن تؤازرها فيما تسعى إليه، ولا توجد منافسة بينكما من أي نوع، كن واثقاً بنفسك، فمن المؤكد أن تسرب هذا الشعور إلى قلبك، سببه الرئيس عدم شعورك بالثقة، لكن عليك أن تذكر نفسك دائماً بأنها اختارتك هي؛ لأنك ناجح وطموح وستملأ عليها حياتها.
الرأي النفسي
استشاري الطب النفسي، مدير مستشفى الصحة النفسية في مكة المكرمة، الدكتور رجب بن عبدالحكيم بريسالي أكد أن الحياة العصرية فرضت بكل تعقيداتها وظروفها الاجتماعية والاقتصادية حتمية تغيير النمط التقليدي لأسلوب الحياة اليومية؛ موضحاً: «سعادة الرجل المتزوج من عاملة؛ كونه هاجس الكثير من الشباب هذه الأيام؛ لتشاركه أعباء الحياة المادية، لذلك فالمرأة المتعلمة والعاملة أفضل وأكثر نجاحاً في تربية الأبناء من الزوجة غير العاملة، ويأتي ذلك متوافقاً مع العديد من الدراسات الاجتماعية الحديثة في أوروبا، وجميعها قد أكدت أن عمل المرأة يزيد من إحساس الرجل بالفخر والسعادة، حينما يجد أن زوجته قد وقفت بجانبه مادياً ومعنوياً».