ليس طبيعياً ما يحصل في العام 2020، فالكوارث تلف الكرة الأرضية، والمتضرر منها هو الجميع، على وجه الخصوص المدارس والأسر وأي شخص آخر مسؤول عن رعاية الأطفال، للك هو بحاجة إلى خطط مناسبة للحفاظ على سلامة الأطفال، والمراهقين الصغار. الدكتور حسين ناصر آل رحمة، استشاري عناية مركزة وحوادث، رئيس قسم الطوارئ والعناية المركزة في مستشفى الزهراء بدبي رئيس الاتحاد العربي للعناية المركزة؛ ينبه الأمهات إلى طرق التعامل مع الأطفال قبل وخلال وبعد أي كارثة.
تعليم الأطفال حماية أنفسهم قبل وقوع الكوارث
في الأزمات، ستركز كل العيون الصغيرة على الكبار من الأهالي والمقربين، لمعرفة كيفية التصرف، لهذا يحتاج الكبار إلى معرفة خطة الطوارئ ودورهم الدقيق في تلك الأزمة.
يقول د.حسين ناصر: "يجب أن يعرفوا ويمارسوا إجراءات الإخلاء والمأوى والإغلاق. علاوة على ذلك، يجب أن يكون لدى الكبار إمدادات ومعلومات مهمة جاهزة للتحرك لمكان آمن، ومراعاة الاحتياجات الخاصة بين الأطفال الذين قد يحتاجون للمزيد من الاهتمام أو الدعم".
وإذا كان الطلاب في المدارس، يجب على المدرسين مشاركة خطة الطوارئ مع أولياء الأمور؛ للتأكد من أنهم يعرفون كيفية التواصل مع المدارس أثناء الطوارئ. من الضروري أن يعرف البالغون مواقع الإجلاء وعملية إعادة التجمع".
تأكدي من استعداد الأطفال
يحتاج الأطفال أيضاً إلى تعلم كيفية الاستعداد. والمشكلة أن الكثير من الأهالي قد يمنعون أطفالهم من الذهاب إلى دروس الإجلاء من عملية الحريق التدريبية؛ لاعتقادهم أن هذا قد يخيف الأطفال.
وبرأي د. حسين ناصر: "إن التعلم عن الأزمات -خاصة الكوارث الطبيعية- يساعد الأطفال على اكتساب فهم الأحداث والتحكم فيها. إذا كانوا يعرفون ما يجب فعله مقدماً، فإنهم مجهزون للاستجابة بشكل أسرع والتعامل بشكل أكثر فعالية".
ويرى أن يتحدث اختصاصيو التوعية عن سبب قيامهم بتدريبات الطوارئ، في الأماكن السكنية، وكيف يمكن للأطفال مساعدة أسرهم في الاستعداد في المنزل بدءاً من معرفة من الذي يجب الاتصال به، وتحديد طرق الإخلاء والغرف الآمنة، وما يجب حمله.
دربيهم على مواجهة الكوارث في البيت
وذلك عن طريق سباق إمدادات الكوارث، أي اجمعي الإمدادات في البيت واجعلي الأطفال يتسابقون لالتقاط شيء قد يحتاجون إليه في الكارثة. أضيفي عناصر متنوعة، وغير لازمة (مثل تاج لعبة الأميرة، وساعة الحائط، وما إلى ذلك) واتركيهم يختارون ما يحتاجونه، وبعد انتهاء اللعبة، ناقشيهم في سبب اختيار هذه القطعة مثلاً، خصوصاً تلك التي لا يحتاجونها.
علميهم رقصة الاستعداد المسبق للكوارث
علميهم هذه الأغنية للأطفال https://www.youtube.com/watch?v=HZ1vHXddG5M والتي مدتها 90 ثانية حيث تعرفهم على اتصالات ICE الخاصة بكل بلد (في حالة الطوارئ)، وضعي خطة عائلية للتصرف بعد إعداد الحقيبة، التي يجب اصطحابها، شاهدي فيديو تعليم الرقص لتسهيل الأمر.
ضعي في البيت كتباً تحت عنوان الطوارئ أو السلامة، واقرئيها عليهم بصوت عالٍ، واسأليهم عن الخيارات الآمنة للتصرف أثناء الأزمات. وذلك حسب المخاطر التي تعاني منها منطقتك، ربما كوارث جوية أو زلازل، فهذا يساعد الأطفال على التفكير من خلال السيناريوهات التي ترسمينها في مخيلتهم.
أدخلي خطط الأزمات في المناهج التعليمية والحياة اليومية
يتابع د. حسين ناصر: "خصوصاً إذا كنت تتابعين مع طفلك التعليم عن بعد، سواء في مناهج العلوم أو الصحة أو السلامة حيث يكون من المنطقي الأطفال على الاستعداد بشكل أكبر".
تحدثي أمامهم عن دورك قبل وأثناء وبعد حالات الطوارئ. واطلبي من الأطفال كتابة أسئلة المقابلة وإجراء بحث مسبق.
فغالباً ما يتذكر الأطفال الأحداث الخاصة مع أسرهم. يمكنك استضافة حدث أو يوم سلامة مع أفراد من العائلة، حيث يمكن للأطفال تقديم بعض المعلومات التي تعلموها لعائلاتهم. يتابع د. حسين ناصر: "ركزي على السلامة أثناء أنشطة الاستعداد، بحيث توصلين المحادثة دائماً إلى بر الأمان. حتى لا تخيفي الأطفال من الكوارث طمئنيهم أن العديد من البالغين والمنقذين سيكونون جاهزين؛ للحفاظ على سلامتهم في حالات الطوارئ.
انتبهي إلى نقاط ضعف الأطفال في حالات الطوارئ
الأطفال ليسوا بالغين للتصرف السليم. في الأزمات، فإن احتياجاتهم الجسدية والعاطفية والتنموية تجعلهم أكثر عرضة للخطر. علميهم حسب العمر أو الحجم أو الإعاقة. بالتأكيد مثلاً لن يتمكن الرضع والأطفال الصغار والأطفال ذوو الإعاقة من التعرف من التعبير أو ربما معرفة من حولهم أثناء الكارثة، مما يعيق لم شمل الأسرة. وقد يكون البعض غير قادر على المشي، والبعض الآخر قد يحتاج إلى الإمساك باليد؛ كي تتأكدي من سلامته. يقول د. حسين ناصر: "لأن الأطفال رقيقو البشرة ويأخذون أنفاساً في الدقيقة أكثر من البالغين، فهم أكثر عرضة للمواد الكيميائية الضارة أو استنشاق الدخان. ويتطلبون عادة معدات طبية متخصصة للأطفال وجرعات دوائية مختلفة".
تعلمي كيف تداوين الخسائر العاطفية للأزمة
إن الأطفال من جميع الأعمار يتأثرون بشدة بتجارب الموت والدمار والرعب وغياب آبائهم أو أولياء أمورهم أثناء الكارثة، وهم أكثر عرضة للمعاناة بخمس مرات، من الكبار، يعلّق د. حسين ناصر: "ردود أفعال الكبار المتأثرة جداً من الأزمة قد تشكل ضغطاً مضاعفاً على الصغار،الذين يمتلكون قدرة محدودة على فهم ما يحدث لهم في الأزمات، لذا فهم بحاجة إلى دعم متخصص لتطوير مهارات التأقلم الصحية؛ لمساعدتهم على الشفاء والتعافي".
قد تعطل الكارثة العام الدراسي والمشاركة في البرامج العادية، كما حدث في أزمة كورونا،وقد يتأخر الأطفال أيضاًبسبب التضررات النفسية التي تصيبهم، وإذا لم تنتبهي لمعالجة معاناتهم، فقد يتعرضون لانتكاسات في تأخر النمو العقلي وتطور مهاراتهم، وهذا، للأسف، قد يغير مسار حياتهم.
ينهي د. حسين ناصر بنصيحة أخيرة قائلاً: "هم بحاجة دائماً لمساعدتك؛ كي يستوعبوا محيطهم ويشعروا بالراحة. فلا تفوّتي فرصة التخفيف عنهم، سواء كنتم في فترة استجمام أوعند قراءةقصة لهم، فهذا يساعدهم على الاستعداد، أو التعافي أسرع، في حال حصلت الكارثة".