من العنبر المشؤوم الذي يحمل الرقم 12 في مرفأ بيروت انطلقت الشرارة الأولى. عاش اللبنانيون فيلم رعب قصيراً استمر لثوان، عندما دوى انفجار هائل وغطت السحب العاصمة عشية يوم الثلاثاء 4 أغسطس 2020 مخلفاً وراءه دماراً هائلاً وضحايا وجرحى ومفقودين.
«سيدتي»، التي تتقدم بالتعازي لأهالي الشهداء الذين راحوا ضحية الانفجار، داعية لهم الرحمة ولذويهم الصبر والسلوان، وتتمنى للجرحى الشفاء العاجل، تنقل لكم من مكان الحدث أبرز التفاصيل المؤلمة.
لم يكن مجرد انفجار عادي يشبه وقع الانفجارات التي اعتادها اللبنانيون في حروبهم الماضية، بل إن ما حدث كان أشبه بزلزال أو إعصار، سرعان ما انجلت الحقائق إثر التحقيقات الأولية، ليتبين أن الانفجار ناجم عن اشتعال مادة نترات الأمونيوم المخزنة وفق شروط غير آمنة في العنبر منذ عام 2014.. فما قصة هذا العنبر؟ وكيف تسبب بكل هذا الدمار؟.
أعلن المجلس الأعلى للدفاع في سياق بدء التحقيقات أن الانفجار أتى نتيجة اشتعال 2750 طناً من مادة الأمونيوم، كانت قد تمت مصادرتها في عام 2014 في باخرة وتدعى RHOSUS أثناء توجهها إلى أفريقيا حيث تعرضت لعطل كبير. نقلت المواد المذكورة لوضعها في مكان مناسب وتم تفريغ حمولتها في المرفأ منعاً لحصول أي انفجار، ثم نقلت إلى العنبر 12 لحفظها والبت بأمرها بصفتها بضاعة محجوزة، ولكن رغم المناشدات بضرورة نقلها من مرفأ بيروت أكثر من مرة من قبل المعنيين عن إدارة المرفأ إلا أنها بقيت محجوزة في مكانها ما تسبب بالكارثة؛ نتيجة احتكاك وعملية تلحيم على مقربة من العنبر، وذلك بعد مرور 6 سنوات على وجودها في العنبر.
تابعوا المزيد:الملك سلمان يوجه بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى لبنان
ما هي مادة النترات الأمونيوم؟
نترات الأمونيوم (NH4NO3) هي ملح بلوري، يتشكل من تفاعل مادتين -كما يشير اسمه- هما «الأمونيا» (NH3) و«حمض النيتريك» (HNO3)، وهي مادة تستخدم كسماد زراعي يسهم تفككه في تزويد النباتات بالنيتروجين اللازم للنمو، إلا أن هذه المواد قد تستخدم كذلك لإحداث متفجرات مدمرة، ومن هنا، فإن لدى معظم البلدان لوائح تتعلق بطرق تخزينها للتأكد من أنها آمنة.. أفادت الدكتورة نجاة صليبا أستاذة الكيمياء في الجامعة الأميركية في بيروت في تصريح خاص لـ «سيدتي» بأن «مادة نترات الأمونيوم تُستعمل كسماد زراعي، وهي قابلة للاشتعال والانفجار»، لافتةً إلى أنّ «المادة المذكورة غير سامّة في الأصل إلّا إذا احترقت، فيتولّد عنها عندئذ ثاني أوكسيد النيتروجين، وهو الغاز أحمر اللون الذي رآه البعض في الفيديوهات المتداولة بعد الحريق، علمًا أنّ الغاز الأحمر نتج على هيئة سحب بعد الحريق الهائل الذي ولّده انفجار بيروت. وهذا الغاز ما لبث أن تبعثر في الهواء». تؤكد د. صليبا، بأنّه لا داعي للهلع لأن الجزيئات في الهواء قد تبعثرت وقلّت كثيرًا جرّاء تدفّق الهواء..
ولدى سؤال د. صليبا عن عواقب مادة نترات الأمونيوم المباشرة على السكّان الأكثر ضعفًا أي كبار السنّ والأطفال، تجيب معدّدة العوارض الآتية: الصعوبة في التنفّس، بالإضافة الى تهيّج العين والجلد.
تابعوا المزيد:نترات الأمونيوم وراء الانفجار الهائل في بيروت
شهود عيان وقصص إنسانية
الشعب اللبناني يلملم جراحه: #فيديو يُظهر سيدة لبنانية وهي تعزف على آلة البيانو في منزلها المتضرر جراء #انفجار_المرفأ الذي هز #بيروت يوم أمس ونتج عنه خسائر مادية وبشرية كبيرة #لبنان #انفجار_بيروت @sayidatynet pic.twitter.com/nGmd0UjkGd
— sayidatynet (@sayidatynet) August 5, 2020
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد إنسانية تركت أثراً كبيراً وحققت تفاعلاً ملحوظاً منها فيديو إنقاذ أحد عناصر الدفاع المدني والعثور عليه حياً بين الأنقاض بعدما فقد ذووه الأمل في بقائه على قيد الحياة. فيديو آخر تم تناقله لعروس كانت في جلسة تصوير قبل حفل زفافها في أسواق بيروت وشوهدت وهي تهرع خائفة مع المصور وسط سحب الدخان التي غطت المكان. من المشاهد المؤثرة أيضاً معاينة العائلات لمنازلهم وممتلكاتهم وقد تضررت بشكل كامل بعدما امتدت الأضرار إلى محيط 5 كيلومترات من موقع الانفجار وعكست صور التشرد في الشارع والمكوث من دون سقف حجم المأساة التي عاشتها مئات العائلات اللبنانية. بعض المشاهد عكست صورة الأمل وحب الحياة ومنها لسيدة مسنة جلست تعزف على البيانو في منزلها وسط الخراب الذي عم أرجاء المكان.
#فيديو تظهر به عروس في #بيروت وهي تقوم بجلسة تصوير خاصة بيوم زفافها خلال لحظة وقوع #انفجار_بيروت وتركض والمصور ومن حولهما للنجاة بأنفسهم #لبنان #انفجار_المرفأ #Beirut #BeirutExplosion https://t.co/2EbrFHPCjY pic.twitter.com/c4ZeeTxvDh
— sayidatynet (@sayidatynet) August 4, 2020
روت رانيا منصور، إحدى بطلات مسلسل «أسود فاتح»، الذي يتم تصويره حالياَ في بيروت، تفاصيل لحظة الانفجار الذي هزّ العاصمة وضواحيها، وأدى لتهشم واجهات البيوت والمحلات والمباني الحكومية..
وقالت الفنانة رانيا منصور لـ «سيدتي» في اتصال هاتفي بها بعد ساعات من وقوع الانفجار: «الحمد لله جميع أبطال المسلسل بخير، ولكن الأسوأ في الأمر هو الخضة وقت وقوع الانفجار كنت في أحد المولات، وسط بيروت، بداعي التسوق، ثم جاءت لحظة الصدمة؛ حيث شعرنا ورأينا أمامنا أن المبنى يهتز بشدة مرعبة وكدنا أن نسقط من الطابق السادس بجوار السور، وبعد الهزة الأرضية مباشرة، سمعنا صوت انفجار هائل جداً، وأعقبها تهشم كامل لزجاج المحلات بالمول، ثم سقط بجوارنا حائط من أحد المحلات. لم أكن مستوعبة في حقيقة الأمر أنه انفجار حيث اعتقدت أنه هزة أرضية».
ووصفت منصور حالة زملائها النجوم قائلة: «دخلت إلى الفندق لأجد شريف سلامة في حالة غير طبيعية، وروجينا كانت في أعلى الفندق خارج غرفتها ولم تستطع النزول بسبب حالة الخوف التي كانت فيها وظلت تبكي من هول الصدمة، ولم نستوعب ما الذي يحدث بالضبط؟... إذ كنت أظن أنه زلزال، إلى أن رأينا فيديو الانفجار على الهاتف، فعلمنا بطبيعته».
تابعوا المزيد:
رسائل دعم من النجوم العرب إلى لبنان بعد كارثة انفجار بيروت
نجمة بوليوود وهوليوود الهندية بريانكا شوبرا تتضامن مع لبنان وتشعر بالحزن من أجله
أهل الخير من السعودية والعالم
تحرَّك مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في بيروت عبر الجمعيات الطبية التي يموِّلها على الأراضي اللبنانية للمساعدة في عمليات الإنقاذ فور وقوع الانفجار في مرفأ بيروت. وهرعت فرق إسعاف «جمعية سبل السلام» من شمالي لبنان إلى بيروت للمساعدة في نقل الجرحى كما توجه إلى العاصمة اللبنانية فريقٌ طبي من «مركز الأمل الطبي» في عرسال، التابع لمركز الملك سلمان، للمساعدة ومواكبة أعمال الإجلاء الطبي، وتقديم الخدمات الطبية الإسعافية، وخدمات الرعاية الصحية الطارئة في بيروت.
كذلك، كشف «مركز الأمل الطبي» عن قيامه بحملة «جمع الدم» لتلبية الاحتياج الكبير للمصابين والجرحى في مستشفيات بيروت.
وقد صرحت وزارة الخارجية السعودية، بأن «حكومة المملكة العربية السعودية قد تابعت ببالغ القلق والاهتمام تداعيات الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت، وما أسفر عنه من سقوط قتلى ومصابين وعبّرت الحكومة السعودية عن «خالص عزائها ومواساتها لذوي الضحايا والمصابين، سائلة المولى عز وجل أن يرحم من توفوا في هذا الحادث الأليم، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يحفظ لبنان من كل مكروه».
وأكدت الوزارة وقوف المملكة التام وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق».
تابعوا المزيد:
سفارة السعودية في لبنان توجه رسالة لمواطنيها بعد انفجار بيروت
مساعدات مركز الملك سلمان للإغاثة بعد انفجار بيروت
العالم يتضامن
أعلن العالم أجمع تضامنه مع الشعب اللبناني وأعرب عدد كبير من المشاهير العرب والغرب دعمهم للبنانيين في معاناتهم من جراء الانفجار.
فقد أضيئت عدد من المباني الكبيرة في مدن السعودية بعلم لبنان في رسالة إنسانية تدل على الترابط بين الشعبين السعودي واللبناني، والمواساة لهم في مصابهم والدعم المعنوي في أزمته.
ونشرت الصفحة الرسمية لحكومة دبي صورة إضاءة برج خليفة مرفقة بتعليق جاء فيه: «تعازينا لأهلنا في لبنان الحبيبة! اللهم ارحم من انتقلوا إليك... اللهم الطف بأهلها... اللهم ألهم شعب لبنان الصبر والسلوان».
وكذلك الأمر فعلت جمهورية مصر حيث أضاءت وزارة السياحة والآثار أهرامات الجيزة بالعلم اللبناني تضامناً مع لبنان وشعبه بعد الانفجار الضخم.
وقد وقع عدد من المشاهير ضحايا الانفجار وهم نادين نجيم التي خضعت لعملية جراحية بعدما أصيبت أثناء وجودها في منزلها. كما أصيبت داليدا عياش زوجة رامي عياش والمخرج جاد شويري، إلى جانب أضرار بالغة في منازل وممتلكات راغب علامة، إليسا، هيفاء وهبي، عادل كرم، وغيرهم من النجوم الذين يقيمون في نقاط قريبة من مكان الانفجار.
تابعوا المزيد:
بعد انفجار بيروت..إضاءة برج خليفة وأهرامات الجيزة بالعلم اللبناني
برج إيفل يطفئ أضواءه تضامناً مع ضحايا انفجار مرفأ بيروت
أرقام تنذر بالكارثة
- مليون ونصف لبناني من دون مأوى أو سيارة من جراء الانفجار
- 5 مليارات دولار كلفة إعادة إعمار مرفأ بيروت
- تلف 80% من الحبوب المستوردة
- 100 مفقود في اليوم الأول بعد الانفجار
- يعادل الانفجار قوة انفجار 1000 طن من مادة ال TNT
- ما يعادل قنبلة نووية صغيرة أو إعصار متوسط.
- يعدّ انفجار بيروت ثالث أكبر انفجار في العالم بعد هيروشيما وناغازاكي
- تسبب الانفجار بوقوع أكثر من 150 قتيلاً و5200 جريح.
تابعوا المزيد:
حصيلة انفجار مرفأ بيروت حتى الساعة… 135 شهيداً وحوالى 100 مفقود
أضرار جسيمة في مكتب سيدتي في بيروت
خلف الانفجار الذي وقع على مقربة من مكاتب الشركة السعودية للأبحاث والنشر في برج الغزال المواجه لمرفأ بيروت أضراراً جسيمة وقد تناثر الزجاج والأسقف في كل مكان ومن ضمنها مكاتب مجلة وموقع سيدتي. واقتصرت الأضرار على الماديات؛ بسبب خلو المكتب حينها من الزميلات والزملاء.
تابعوا المزيد:مركز الملك سلمان للإغاثة يشارك في إنقاذ ضحايا انفجار بيروت