اشتهرت الأحساء بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية بأنها من المناطق الغنية بالعيون المتدفقة، كما ذُكر في كتاب «واحة الأحساء» لمؤلفه فيدريكو شمد فيدال، الذي صنَّفه عام 1952م، عندما كان يعمل في شركة الزيت العربية الأمريكية «أرامكو»، وتقدَّم به إلى جامعة هارفارد كموضوع لأطروحته لنَيْل درجة الدكتوراه عام 1955م، وتُقدَّر ينابيع الأحساء ما بين ستين إلى سبعين نبعًا، بينها أربعة ينابيع كبيرة جدًّا، تتدفق منفردة أحيانًا، وأحيانًا في مجموعات، وهي تشبه في تدفُّقها التدفق الارتوازي.
ويُقَدَّر إجمالي الماء المتدفق بأكثر من 150 ألف جالون في الدقيقة، ويختلف عمق الينابيع بشكل ملحوظ؛ إذ يتراوح بين 500 إلى 600 قدم، ولا يبعد عمق بعض الينابيع الكبيرة عن سطح الأرض إلا قليلًا.
وتتميز ينابيع مياه الأحساء بأنها دافئة، وتتراوح درجة حرارتها ما بين 85 إلى 90 دجة فهرنهايت، وهناك عدد من الينابيع الساخنة، تبلغ درجة حرارتها أكثر من 90 درجة فهرنهايت، وتُعَدُّ عين نجم واحدة من تلك الينابيع الساخنة التي تمتاز بكون مياهها كبريتية. ومن أهم العيون في الأحساء:
عين الحقل
تُعد من أكبر ينابيع المياه في الأحساء، وهي العين الثانية في الأحساء من حيث وفرة المياه وقوتها، ويُعتبر تدفق مياهها هو الأعظم بين ينابيع الواحة؛ إذ يقدَّر بحوالي 22500 جالون في الدقيقة. يقع هذا النبع على بعد كيلومتر شرقي الهفوف. تسقي مياهه جزءًا كبيرًا من البساتين المحيطة. وتشكِّل عين الحقل بحيرة كبيرة جدًّا عند منبعها، وعند بداية جريانها تتفرع مساراتها إلى عدد كبير من قنوات توزيع المياه، التي تسقي منطقة بساتين النخيل وحقول الأرز.
عين الحارة
تقع هذه العين شمال المبرز، وتُعد هذه العين واحدة من أكبر الينابيع في الأحساء، يقدَّر تدفقها بـ 20000 جالون في الدقيقة، ماؤها دافئ بعض الشيء، ويصل سطح الأرض من خلال ثلاث فوهات مكوِّنة بحيرة كبيرة جدًّا تبلغ أبعادها 400 * 100 ياردة.
عين الجوهرية
نبع متوسط الحجم، يقدَّر تدفقه بثلاثة آلاف جالون في الدقيقة، يقع قرب قرية البطالية.
عين الخدود
تُعد واحدة من أكبر ينابيع الأحساء، يقدَّر نبعُها بعشرين ألف جالون في الدقيقة، وتُعتبر واحدة من أهم مصادر المياه للناحية الشرقية من الأحساء.
عين نجم
نبع متوسط الحجم، ماؤه حار كبريتي، يقع على بعد حوالي كيلومترين غرب المبرز، كان النبع خلال الحكم العثماني مفضَّلًا جدًّا لفعاليته العلاجية، وقد قام السعوديون بهدم قبته سنة 1862م، وقد أُعيد بناؤها سنة 1913م عندما استرد الملك عبد العزيز الأحساء، وما لبثت أن عادت للعين شهرتها وأصبحت تُقصد ممن يعانون من أمراض الروماتيزم وتصلُّب الأعصاب؛ نظرًا لحرارة مائها. روى موزل أن مندوبين عن سكان الأحساء استسلموا في سنة 1792م للإمام سعود بن عبد العزيز عند عين نجم، ويروي فيلبي أن هناك اعتقادًا شائعًا ينسب وجود هذا النبع لموضع سقوط نيزك. ويُروى حاليًّا أن معظم ينابيع الأحساء تكونت بهذه الطريقة.
للمشاركة في الحملة:
يمكن لكل من يرغب في المشاركة إرسال ما يريد التعبير عنه في فيديو أو صورة أو تسجيل صوتي أو رسالة مكتوبة إلى البريد الإلكتروني للحملة:
أو:
كما يمكن إضافة الاسم والمدينة ورقم الهاتف لمن يرغب بالتواصل معه مباشرة.
أو عن طريق الرابط التالي: