يمكن أن يكون السعي وراء الأهداف المهنية الطموحة رحلة مجزية ومثيرة. رغم ذلك، قد يخرج الطموح عن السيطرة في بعض الأحيان، مما يتسبب في إجهاد مفرط وله آثار ضارة على مجالات رئيسية أخرى من الحياة. في حين أن التطلعات المهنية يمكن أن تكون حاسمة، إلا أنه قد يكون من الضروري أيضاً الاهتمام بحياتك الشخصية ورفاهيتك بشكل عام.

يمكن أن يكون تعلم تسخير الطموح مع الحفاظ على صحتك العقلية والعاطفية مفيداً لإجراء تغييرات إيجابية. يمكنك استخدام بعض الاستراتيجيات والممارسات لتحقيق التوازن المطلوب بين حياتك الشخصية والمهنية، مثل تحديد أهداف واقعية وتعلم تقنيات إدارة الوقت الفعالة. من خلال هذه الأفكار والنصائح العملية، يمكنك الحصول على أدوات للتغلب على التحديات التي قد تنشأ، وإنشاء مزيج متناغم من الطموح والإنجاز الشخصي.
قد يهمك كيفية تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعائلية في الزواج
ماذا يقول أهل الاختصاص؟

أورانيا ضاهر استشارية صحة نفسية وعلاج بالطاقة تشرح لـ"سيدتي" كيفية التوازن بين الحياة الشخصية والعمل عند الشباب.
تعاني الأكثرية من هذا الموضوع، خصوصاً إذا لم نحدّد أولوياتنا بشكل صحيح. من المهم لأن نعلم ما نريد، وأين نريد أن نصل في عملنا. نحتاج إلى تعلّم كيفية وضع حدود بين العمل والحياة الشخصية. من المهم جداً أن نعرف متى نقول "لا" لبعض الأشياء. للأسف، عندما نكون في دوامة العمل، قد نُجبر على العمل أكثر من اللازم أو نقوم بمهام قد لا تكون جزءاً من الوصف الوظيفي الخاص بنا، ونستمر في الحياة ونشعر بأننا نغرق في العمل. يجب أن نكون واعين لمتى نقول "لا" للمشاريع أو الأنشطة التي ليست جزءاً من مسؤولياتنا.
من المهم أيضاً أن نعرف كيف نخلق وقتاً لأنفسنا بعيداً عن العمل والعائلة، ليس فقط للراحة بل أيضاً للاعتناء بأنفسنا. يجب أن نكون قادرين على تحديد متى نحتاج إلى أخذ استراحة لإعادة شحن طاقتنا، لأن العمل أو العائلة يمكن أن يستنزفوا هذه الطاقة.
من المهم جداً أن نتحدث مع الأشخاص الذين نعمل معهم، إذا كان هناك شيء يتجاوز طاقتنا أو إذا كان هناك أمر يجذبنا، مثلاً أحداث عائلية أو جوانب من حياتنا الشخصية لا نستطيع تركها. إذا تحدثنا بصراحة، سيشكروننا وسنشعر بالراحة في حياتنا، وسيستمرون هم في العمل ولكن بطريقة تحترم طاقتنا. من الضروري أن يعبر الإنسان عما يريد وما يشعر به، لأنه عندما لا نتحدث، ونخبر الآخرين بما يعكر صفونا، لن يشعر أحد بما نمر به. لذلك من المهم جداً أن نعبر عما نريده.
إضافة إلى ذلك، من المهم إخراج الطاقة السلبية داخلنا. من خلال ممارسة التمارين الرياضية مثل المشي 40 دقيقة يومياً تقريباً مرتين أو ثلاث مرات. يمكن أيضاً ممارسة اليوغا أو رياضة التأمل للراحة النفسية، والتخلص من الشعور بالتوتر والاكتئاب والقلق، حيث إنه حين يعمل نظام الجسم النفسي بشكل صحيح تكون الكفاءة في العمل أفضل.
من المهم جداً أن نأكل بشكل صحيح؛ لأنه بذلك فإننا نعزز جهاز المناعة في جسمنا. وعندما نقوي جهاز المناعة، هذا يؤثر أيضاً على صحتنا النفسية أو إذا أردت، صحتنا العقلية، بحيث تصبح أفضل. لأن عندما يكون جسمنا في حالة جيدة، ولا يعاني من أي آلام، تقل الضغوط على عقلنا، وبالتالي يصبح لدينا القدرة على تحمل المزيد من التحديات. وبهذه الطريقة، يمكننا أن نتنفس بشكل أفضل. من المهم جداً أن يحرص الإنسان على تناول وجبات صحية، والنوم بشكل صحيح، وشرب كمية كافية من الماء، لأن هذا كله يؤثر بشكل كبير. وأود أن أقول إن كل هذه العوامل مترابطة مع بعضها البعض لتحقيق أفضل النتائج. يعني إذا تخلينا عن أي جزء من هذه المنظومة، قد تتأثر النتائج بشكل عام.
لا ننسى أن التنظيم الجيد للوقت أمر بالغ الأهمية. من المهم أن نعرف كيف ندير وقتنا بفعالية حتى لا نأخذ وقتاً أطول في إتمام مهامنا، مما يؤثر على حياتنا الشخصية. على سبيل المثال، إذا كان لدي عمل، فأنا أبدأ بتنظيم وقتي على النحو التالي: أبدأ بالتواصل مع الأشخاص المعنيين عبر الهاتف، وأتفقد بريدي الإلكتروني، ثم أخصص أوقاتاً قصيرة للراحة حتى أتمكن من إنجاز العمل بسرعة. الهدف هو ألا يزداد الوقت المستهلك في العمل بحيث يؤثر على حياتي الشخصية أو عائلتي.
قد يهمك الاطلاع على نصائح لموازنة الضغوطات.. اكتشف كيف تعزز صحتك النفسية أثناء العمل؟
من المهم أن نتذكر أن إدارة الوقت لا تشمل فقط العمل، ولكن أيضاً تنظيم رغباتنا وحاجاتنا. اليوم، مع وجود الهواتف الذكية، أصبح من السهل أن نقضي وقتاً طويلاً في تصفح الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي، مما يضيع وقتنا بشكل غير مقصود. لذلك يجب أن نكون حذرين في كيفية استخدام الوقت والتأكد من أننا نخصص الوقت للأشياء التي تهمنا بشكل حقيقي.