تبدَّل حالها من الهدوء إلى الضجيج، ومن الترابط إلى الفرقة والتشتت، ومن الحب إلى العداء، تلك الكلمات تلخص حال أسرة تضم طبيبة ومهندس وطالب طب ووالدتهم التي تعكف على تلبية احتياجاتهم الشخصية، ووصل بها الحال إلى أنها كرَّست حياتها لخدمتهم بعدما رفضت الزواج بعد وفاة زوجها وهي في زهرة شبابها، وبعدما حصدت ثمار صبرها بتخرج اثنين من أبنائها من كليتي الطب والهندسة، وفرحت بدخول ابنها الأصغر كلية الطب منذ 3 سنوات، سرعان ما انقلب حال الأسرة بسقوط أحد أفرادها قتيلاً على يد شقيقه.
قرية أولاد صقر في محافظة الشرقية شهدت تفاصيل جريمة مقتل طالب الطب ويدعى «عماد» على يد شقيقه المهندس ويدعى «علي» طعناً بالسكين داخل منزل الأسرة، وتحول حال أفراد الأسرة من التفوق إلى متهم وضحية وشاهدة على جريمة قتل طرفيها شقيقيها الأكبر والأصغر.
تحدثت مصادر أمنية عن تفاصيل ما دار بين الأشقاء الثلاثة يوم الجريمة بقولهم إن الطبيبة «علياء» دخلت في مشاجرة مع شقيقها الأصغر «عماد» الذى أسرع إلى المطبخ وأمسك بالسكين وحاول الاعتداء عليها، فحضر شقيقهما الأكبر المهندس «علي» محاولاً إنقاذها، إلا أنه وقعت الكارثة عندما نجح الأخير في السيطرة على السكين من يد شقيقه وسدد عدة طعنات قاتلة في صدره فأودت بحياته.
حضر الجيران على صرخات الأم وابنتها الطبيبة، وبعدها تم إبلاغ اللواء إبراهيم عبدالغفار مدير أمن الشرقية، بإخطار من مستشفى أولاد صقر المركزي، بوصول «عماد. أ» 23 سنة طالب بالفرقة الثالثة بكلية الطب مصاباً بطعنة نافذة بالقلب وأنه لفظ أنفاسه متأثراً بإصابته، وتوصلت التحريات التى أشرف عليها اللواء عمرو رؤوف مدير المباحث، والمقدم شريف حمادة رئيس فرع البحث بالشمال، إلى أن مرتكب الواقعة شقيق المجني عليه الأكبر 30 عاماً وأن المجني عليه افتعل المشكلة دون مبرر.
وألقت المباحث القبض على المتهم وأُحيل إلى النيابة العامة بتهمة القتل العمد، وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات بعدما دخل في نوبة بكاء؛ حزناً على فراق شقيقه وتحدث عن الجريمة بأنه لم يكن يقصد قتله، بل حاول السيطرة عليه عندما حاول قتل شقيقته.