صدر للشاعر والفنان التشكيلي المغربي، فؤاد شردودي، ديوان شعري جديد اختار له عنوان "عداوات يوم واحد"، لينضاف إلى العديد من الدواوين الشعرية التي تؤثث منتوجه الأدبي على المستوى العربي، ويتضمن هذا الديوان قصائد قصيرة لها دلالات كبرى تشير إلى ما يختلج أفق هذا الشاعر الشاب الذي ذاع صيته بفعل مزاوجته بين الإنتاج الأدبي والرسم، وقال الشاعر عن ديوانه الجديد إنه يحتوي على "قصائد بنفس قصير أحياناً، وأحياناً أخرى بنفس متوسط الطول، يتأمل فيها الشاعر ذاته والعالم برؤيته الخاصة التي لا تكاد تنفصل عن رؤية التشكيلي".
الشاعر التشكيلي فؤاد شردوري
يقع الديوان الشعري الجديد، الصادر عن "دار خطوط وظلال للنشر" بالأردن لفؤاد شردودي، في 105 صفحات يستشرف فيها الجانب العاطفي والأداء الاجتماعي في قالب شعري معاصر، ويعتبر هذا الفنان، الذي يجمع بين الشعر والرسم، وهو عضو بالهيئة التنفيذية لبيت الشعر في المغرب، أنه لا توجد حدود فاصلة بين الشعر والرسم، وأنهما فعلان إبداعيان متكاملان، وهو يعيش بينهما في ود تام، ويفكر كثيرا في القصيدة كما يفكر في اللوحة.
ويؤكد شردودي، أن "عداوات يوم واحد" هو الديوان الخامس في مسيرته الشعرية بعد "السماء تغادر المحطة"، "ماسكا ذيل كوكب"، "أنا غير مسخر" و"من باب الاحتياط"، وسبق لفؤاد شردودي أن فاز بالجائزة الأولى لبيينالي الفنانين العرب في الكويت، متوجاً مساراً هاماً من الحياة الشعرية الممزوجة بحب الرسم وكتابة أشعار برسالة تشكيلية ممتنة للريشة والألوان.
ويقول عنه بعص الباحثين أنه تعرف على الرسم باعتباره منتوجاً شعرياً يوضع باللون والفرشاة، وبالتالي ينبغي وصفه بالشاعر الرسام الذي ينقل أحاسيسه بكلا الفنين المرهفين.
فهذا الشاعر، القاطن بمدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط، وأكمل دراسته الجامعية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، قادته موهبته إلى تعلم لغة الرسم إلى جانب لغة الشعر كمحور حياتي وفني متطور، كما سبق له أن نظم معرضاً تشكيلياً في باريس سنة 2016، معلناً دخوله نادي العالمية، لاسيما أن شارك في معارض فنية ولقاءات شعرية في مدن مغربية وعربية.
ويؤكد فؤاد شردودي أنه شاعر تشكيلي مغربي تستغرقه لحظات الشغب الإبداعي ومحبة الكتاب، وبعدما اكتسب تصوراً معرفياً خاصاً به بدأ في كتابة الشعر ونظم القصيدة لأجل خلق حيوات متعددة وجديدة في عالمه الزاخر بالمعارف والتجارب.
وفي ديوانه الشعري الجديد"عداوات يوم واحد" يعمل فؤاد شردودي على ترديد سمفونية متعددة النوتات الموسيقية الشعرية، منها قصيدة "عتاد" التي جاء فيها:
"لم يبق الكثير
كدت أصل إلى اليد الأخرى للحياة
نواياي لم تكن سيئة بالقدر الكافي لنزهة طويلة
كتبت قصائدي داخل سيارة إسعاف ..
وأنا أكبر
خبأت أحذيتي في نجمة في السماء
وقطعت المسافة حافيا بين الأمومة وعتادها
أعدت إنتاج التفاصيل الطبقية للزمن
وفاتني أن أجلس على مقعد في الحديقة
وأتأمل ضغائن شجرة التوت
ثم أبتسم كخليج يدغدغه بحر من الأخبار السارة".