انتهت الإجازة بكل ما تحمل من فرح ومرح وفراغ ليبدأ العام الدراسي الجديد بمشقاته والتزاماته على الأم والطالب معاً، حيث سينتقل الطفل لفصل الدراسي، ومع التعليم عن بعد أو مع قلة عدد أيام الذهاب للمدرسة عما كانت عليه من قبل، واجب الأسرة تنظيم وقت الدراسة؛ حتى يتمكن الطفل من الدراسة بشكل جيد، والالتزام بكل ما يوجد في التطبيق بشكل حرفي، الدكتورة ماجدة مصطفى خبيرة التربية الأستاذة بجامعة حلوان، تعلم الأمهات كيفية تنظيم وقت أبنائهم.
خطوات لا بد منها
يجب أن يوضع جدول تنظيم الوقت في مكان مناسب وظاهر للجميع، ولا بُدّ أن يكون الجدول جميل الشكل ومرتّباً ومزيناً بمجموعة من الرسومات والشخصيات الكرتونية التي يحبّها الطفل، وذلك حتى يحب الأمر أكثر، ويجب أن تحرص الأم عند رسم الجدول مع طفلها أن تُلبي جميع احتياجاته؛ حيث يتم الموازنة بين تخصيص وقتٍ كافٍ للدراسة، وبين وجود وقت يرغب فيه الطفل باللعب
لا بُدّ من أن يتمّ ترتيب الأمور حسب الأولوية؛ حيث يمكن ترتيب الواجبات من الأصعب إلى الأسهل، وترتيب المواد حسب وقت الاختبار أو وقت تسليم الواجب، حيث يتم تأجيل جزء منها حسب كفاية الوقت، ويُنصح بتقسيم وقت الدراسة إلى عدة مراحل؛ حيث يمكن أن تتمّ دراسة كل مادة لمدة نصف ساعة، ليحصل الطفل بعدها على استراحة قصيرة لمدة عشر دقائق ثم يتابع وهكذا
عند البدء بالدراسة على الأم:
أن تتأكد من توفير لطفلها الجو والوقت المناسب لدراسة الطفل لذلك؛ حيث إنّ أي تشويش قد يُؤثّر على سير الخطة الدراسية، لذلك على الأم أن تختار مكاناً هادئاً وبعيداً عن التلفاز والألعاب، أمّا إذا كان هناك أطفال آخرون في المنزل لم يلتحقوا بالمدرسة بعد ، فيُفضّل أن يتم إبعادهم عن مكان الدراسة
اعملي على تحبيب طفلك بالدراسة، مع توفير أدوات محببة للطفل أثناء الدراسة؛ أدوات مكتبية على أشكال معينة مثل شخصية كرتونية أو حيوان محبب للطفل، كما أنه من المهم أن توفّر الأم الطرق المناسبة للعب إلى جانب التعليم، حيث إن الكثير من الأفكار يمكن أن تصل للطفل من خلال الألعاب
مواصفات على الأم أن تتحلى بها
ادعمي طفلك وشجعيه
ويكون ذلك من خلال:
- استعدي نفسياً وتحلي بالصبر، وتأكدي أن انطباع طفلك عن المذاكرة ماهو إلا انطباع منقول عنك.
- تأكدي أن انفعالك وغضبك أو هدوءك يساعد في تكوين شخصية طفلك وتشكيلها، فتحري الهدوء.
- ادعمي طفلك وشجعيه دائماً والتمسي له الدعاء كثيراً، الدراسة لطفلك لا بد أن تتوافق مع سنه.
- أخبريه أن لكل منا دوراً في الحياة ودوره الحالي أن يستذكر دروسه لينتقل فيما بعد لدور أكبر.
- تذكري إيجابيات طفلك واطردي من ذهنك ذلك الانطباع السلبي عنه؛ لأنه سيدفعك للغضب منه.
هيئي لطفلك الظروف المناسبة للمذاكرة
- ابتكري أجواء مناسبة ومحفزة للمذاكرة، لا تحتوي على ضوضاء تشتت الانتباه، مثل أن تشغلي التلفزيون.
- تأكدي من أن إضاءة المكان كافية ولا تدفع للنعاس أو بها بهرجة شديدة، أو قومي بتغير مكان الاستذكار
- امنحي طفلك وقتاً للراحة للأكل أو اللعب على أن يعود إليكِ عند طلبه، اتركي فاصلا بين كل مادة وأخرى.
- إذا كان واجب المادة الواحدة يستغرق ساعة فقسميه إلى نصفين، إذا طلب طفلك وقت راحة إضافياً فأخبريه بجدية أن له ربع ساعة راحة يفعل فيها ما يشاء.
- تحكمي أنتِ بالوقت ولا تدعي لطفلك مجالاً للتلاعب، ادعميه بكلمات الثناء والتشجيع، وإذا فشل فحفزيه للأفضل.
شروط عليك مراعاتها قبل تنظيم وقت طفلك
- لا تجعلي وقت المذاكرة جدياً بشكل صارم، وإنما جدديه بدلال طفلك وتقبيله واحتضانه.
- حافظي على جدول روتين يومي ثابت، مواعيد للنوم والاستيقاظ، مع تحديد أوقات محددة للدراسة.
- أوقفي الألعاب الإلكترونية والشاشات خلال الدراسة باستثناء التي يستخدمها الطفل لغايات تعليمية.
- اختاروا مكاناً هادئاً في المنزل بعيداً عن شاشات التلفزيون وغرف النوم، وأن يكون المكان منظماً
- احرصوا على التعزيز الإيجابي للطفل أثناء أدائه الواجبات المدرسية، كالمديح أو الحلوى.
التعليم عن بعد وترتيب الوقت..5 خطوات
أولاً: لا بد من توافر الوعي الكافي بأهمية هذه الخطوة
أن التعليم عن بعد وإن كان مهارة جديدة من الجيد أن يكتسبها الأطفال، لكنها لا تغني عن تجربة المدرسة لنوعية التعليم الأكاديمي، إلى جانب التجربة التي تقدمها المدرسة كبيئة اجتماعية تثري شخصية الطالب وتبني مهاراته الاجتماعية ومهارات التواصل مع المجتمع.
الحل: 7 صباحاً تناول الإفطار، ثم تغيير ملابس النوم، وعند الثامنة تماماً تبدأ الدراسة وفتح الكتب.
ثانياً: خططي وحددي الأولويات
كوني واقعية، وأنت تدرسين أطفالك في البيت، فأنت لست مدرسة محترفة، عليك تحديد الأولويات من خلال التركيز على المواد الأساسية مثل الرياضيات، والتأكد من أن محاولة التغلب على المناهج الدراسية بأكملها ستجعلك أنت وطفلك متوترين.
الحل: انتبهي لجدول ساعات التعليم عن بعد، بعدها راحة للطفل مدة ساعة لتناول وجبة بسيطة ثم استكمال الدراسة والمراجعة..مدة ساعتين إلى حين تناول وجبة الغذاء
ثالثاً: اجعلي العملية مفتوحة
على الآباء إشراك أبنائهم في بناء مدرسة منزلية من خلال شرح أسباب التعلم من البيت، ووضع اسم للمدرسة المنزلية، وتحديد طرق التدريس فيها سواء كان عبر السبورة أو الأجهزة اللوحة، وإشراكهم في اختيار المواد التي يرغبون في دراستها
رابعاً: كوني معلمة نموذجية
ضعي نفسك مكان طفلك وتخيلي أنه ينظر إليك كمعلمة لا كأم، فهذا يعطي عملية التعليم من المنزل نوعاً من الجدية، ويساعد أطفالك على اتخاذ قرارات بشكل أفضل، وتأكدي أن الفصل المنزلي يمنح أطفالك فرصة أكبر لتبادل الأدوار والفهم والسيطرة مقارنة مع الفصل الدراسي الذي يكون مكتظاً غالباً.
خامساً: امنحيهم «فسحة» يومية
ربما ستكتشفين مع الوقت أن التدريس مهمة مرهقة، لذا عليك منحهم فسحة يومية مرة أو مرتين، من أجل تناول بعض الفواكه والخضراوات من مكان محدد بالمنزل يكون بمثابة المقصف، وعليك أيضاً أن تخصصي لهم حصة للتمارين الرياضية.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص