قصص للأطفال عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، وتسعد بها الابنة فرحة بقربها من والدتها، وحتى يكبر قلبها بالمعاني الجميلة، وقصة "قراءة من نوع جديد" واحدة من القصص الطريفة التي توضح أهمية وجود الحب والتواصل بين الإخوة، وتشير إلى أن المعرفة تهذب النفوس
"علي" -4 سنوات- هو الأخ الأصغر لأخويه –أحمد 11 عاماً، وعمر 9 أعوام- "علي" يحبهما كثيراً، ينظر إليهما وكأنهما النموذج والمثال الأجمل في حياته؛ إن ضحكا ضحك، وأن أمسكا بلعبة بكى وغضب حتى يشركاه معهما، وإن شاهدهما يبحثان عن قصة أو كتاب بمكتبة المنزل، قام من كرسيه وصعد على منضدة السفرة -المقاربة للمكتبة- ليفتحها مثلهما، وبأصابعه الصغيرة يلتقط إحدى القصص التي شاهد أحمد أو عمر يقرآنها من قبل
"علي" تلميذ شاطر، يذهب للحضانة المجاورة للمنزل كل يوم، وهناك يلعب ويضحك ويستمع إلى الموسيقى، ويردد الأناشيد وراء معلمته الجميلة، وأن نطقت "أ" قال هو وزملاؤه: أرنب - أحمد - أسد، وإن قالت "ب" قال: بطة - بابا- برتقالة
في ساعة العودة تأتي أمه لتأخذه من الحضانة، وبعد أن يخلع "علي" ذي الحضانة - المريلة- ويتناول وجبة خفيفة تعدها له أمه، يجلس ليلعب بالألوان ويرسم..منتظراً قدوم أحمد وعمر من المدرسة
غداً إجازة.. هكذا أخبرته أمه، وهذا يعني أن أحمد وعمر لن يذهبا إلى المدرسة، وأنه سيضحك معهما وسيجلس وسطهما، وسيشاهد معهما أفلام الكرتون لتوم وجيري.. هكذا فكر "عليّ"
في الإجازة يشعر "علي" بأنه كبير، لا فرق بينه وبين أخويه ؛ هو مثلهما؛ يفعل ما يفعلانه ويشاهد ما يشاهدانه.. من دون ذهاب للمدرسة أو ساعات طويلة - وحدهما- وراء باب غرفتهما المغلق ، يذاكران ويعدان واجباتهما
وعند المساء وفي إطلالة سريعة من الأم على أولادها ، شاهدت ما أسعد قلبها؛.. ((أحمد وعمر يمسك كل منهما بقصة بين يديه - ولم يكن هذا غريباً- و"علي" الصغير لم يكن جالساً بجانب أحدهما ..ليقرأ له قصة أو يحكي له مغامرة، إنما كان ممسكاً هو الآخر بقصة، صفحاتها كبيرة وعلى غلافها صور جميلة ملونة لأحد الحيوانات، وعلى ملامحه كل علامات الرضا والثقة))
نظرت الأم لـ"علي" بحب واعتزاز وسألته: ماذا تفعل يا "علي"؟
يجيب "علي" بكل فخر: أنا أقرأ يا أمي
الأم: لكنك لم تتعلم القراءة بعد يا "علي"
"علي": أحمد يمسك بالقصة ويقرؤها وفمه مقفول، وعمر يقلب صفحات الكتاب ويقرؤها من دون أن يفتح فمه، وأنا مثلهما أقرأ ولا أفتح فمي!
ابتسمت الأم من كلمات "علي" الطيبة الجميلة، وتركت ثلاثتهم يكملون قراءة قصصهم ..من دون صياح وضجيج بالبيت
انتهى أحمد من قراءة قصته ومن بعده عمر، وقاما إلى المكتبة ليضعا كل قصة في مكانها، ومثلهما فعل "علي" الصغير
بعدها أكمل "علي" يومه سعيداً منشرحاً؛ فهو يتعلم الألف باء، وأصبح يقرأ القصص ، ولم تبق إلا خطوات بسيطة ليصبح مثل أخويه
إنها حقاً قراءة من نوع جديد!