لكل منطقة من مناطق السعودية طقوس وعادات مختلفة في كيفية إقامة الأعراس، وطرق الإعداد للزواج، ولعل هذه العادات قد تكون مجهولة لدى هذا الجيل، أو طرأ عليها بعض التغييرات، وبعض تلك العادات اندثرت نظرًا للتغيرات الاجتماعية التي طرأت على الحياة، في السعودية وتغير نمطها، حيث باتت أكثر سرعة وعملية، وهو ما انعكس على الكثير من هذه العادات وباتت الأعراس تقام في القاعات وتقتصر على يوم واحد فقط، ولكنها تظل شيئًا من تراث الوطن ولابد من التذكير به والتطرق إليه.
هنادي داود أستاذة علم الاجتماع قي جامعة الملك سعود في الرياض، أوضحت بأنّ عادات الزواج في السعودية تحكمها المنطقة التي ينتمي إليها أبناؤها، وفصلت عادات كل منطقة من هذه المناطق:
المنطقة الغربية
العادة المتعارف عليها في المنطقة الغربية أنّ طلب الفتاة للزواج يكون عن طريق الخاطبة أو عن طريق ترشيح أم العريس وأخواته، وبعد أن تتم الموافقة عليها يتقدم أهل العريس لخطبتها، وما إن تتم الموافقة على العريس يسمح له برؤية العروس ويطلق على هذه الخطوة بـ«الشوفة الشرعية»، ويكون ذلك في وجود أحد محارمها، وإذا أعجب العريس بها يقوم بتلبيسها سوارًا أو طقمًا من الذهب، ويمنح أمها مبلغًا ماليًّا تأكيدًا منه على الزواج من ابنتها، ثم يتم الاتفاق على تكاليف الزواج والمهر والشبكة.
الملكة
وهي المرحلة التي تعقب عقد القران، وتعد بمثابة فترة الخطوبة.
وما يميز أعراس المنطقة الغربية أنه في حفل الملكة قديمًا يتم إحضار شخص يقوم بالوقوف إلى جانب العريس، وينشد الأشعار ويحضر معه الحلوى والفوانيس والبخور وعلب الحلويات ويلقي قصائد يمدح فيها العروسين وذويهما.
ليلة الحناء
أو كما تعرف بـ(ليلة الغمرة)، وهي الليلة التي عادة ما تسبق حفلة الزفاف. وقديمًا كانت العروس ترتدي في هذه الليلة نوعًا من الزي التقليدي يعرف بـ «الزبون» وتزف على كراسي أوصندوقين صغيرين يتم تبديلهما من الخلف إلى الأمام في كل خطوة تخطوها العروس، ويتم خلال تلك العملية نثر عدد من ريالات الفضة التي كانت موجودة في ذلك الزمن، وتوزع فيها الهدايا والحناءعلى النساء، وتوضع سفرة مكونة من المعمول الكبير، والتعتيمة وهي (لبنة وهريسة وحلاوة لدو والشريكة والزيتون والمربى بأنواعها) إضافة إلى الذبائح.
المنطقة الشرقية:
ليلة الدخلة
من العادات والتقاليد المرتبطة بالزواج في المنطقة الشرقية أنه في ليلة الدخلة يصطحب العريس معه في الطريق أهله وأصدقاءه الذين يرددون الكثير من الأغاني الفلكلورية حتى يصلوا إلى بيت الزوجة، ويستمرون في الغناء إلى أن يوصلوا العريس إلى منزله.
الصباحة
يقدم الزوج لزوجته في الصباح الأول للزواج هدية ثمينة، وغالبًا ما تكون ساعة غالية أو سلسلة من الذهب.
وتقوم بعض العائلات بتقديم ما يعرف باسم «الدزة»، وهي تجميع الموارد الغذائية من قبل أهل العريس مثل الأرز والسكر وغيرهما وتقديمها لأهل العروس، ولا يتم تقديمها إلا قبل الدخلة بيوم واحد.
التسبيع
والمقصود بها أنه في ليلة دخول الزوج على زوجته في منزل أهلها تصبح زوجته في بيت أهلها لمدة أسبوع بعد الدخول بها ولاتذهب الزوجة لبيت زوجها إلا بعد قضاء أسبوع كامل عند أهلها.
العينة
وهي عبارة عن مبلغ من المال أو حتى قطيع من الغنم، والتي يقدمها أقارب وأصدقاء العريس له لمساعدته على الزواج.
المنطقة الجنوبية
في الماضي كان الشاب يتمكن من رؤية الفتاة؛ لأنّ الفتيات كن يرتدين الثياب والملابس التقليدية، ويخرجن إلى الحقل والسوق، وبذلك يتمكن الرجل من اختيار الزوجة التي يريدها. أما الآن فيعتمد على والدته وأخته أو إحدى قريباته، ويتقدم لخطبتها رسميًّا. ويسمح له بالرؤية الشرعية، حيث يدخل العريس إلى الغرفة التي تجلس بها العروس وأمها، ويقوم بالسلام عليهما، ويعطي أمها مبلغًا من المال ويسمى «سلام» أي سلام من العريس لوالدة العروس، ومن ثم يعطي الإشارة لوالده بأنه موافق، ليتمم والده باقي الاتفاق مع والد العروس حول المهر وباقي المتطلبات.
ويدفع العريس مبلغًا من المال، ويكون جزءًا من المهر ويسمى «قدمة» كبداية لهذه العلاقة، ويتم الاتفاق على المهر والذهب والكسوة الخاصة بالعروس.
الغطاريف
عندما يتم الاتفاق على الملكة، يقوم العريس بإحضار وجهاء قبيلته، ويدعوهم ليكونوا ضيوفًا على سفرة والد العروس، حيث يقوم والد العروس بالذبح لهم في ليلة الملكة. وتسمع الغطاريف (الزغاريد )، ويتم إدخال العريس ليقدم الهدايا لعروسه، ويحضر معه حقائب من الهدايا لها ولوالدتها والتي تضم كافة ما تحتاجه العروس من كسوة وأقمشة وعطور وملابس وذهب.
ليلة الحناء
كان الجميع يستعد لهذا اليوم قبل الزواج بثلاثة أيام من الغناء واللعب احتفالاً بالزواج، وكانت تصنع للعروس بعض الأكلات الشعبية مثل (المرقوق والمعصوب والمبثوث) وتنقش يداها وقدماها بالحناء ويوضع على رأسها شيلة ملونة ويزين شعرها بالفل والريحان.
يوم الزفاف
تقام حفلات الولائم وتتشكل لوحة اجتماعية رائعة يشارك في إعدادها كل شباب ورجال ونساء وفتيات وصبيان القرية بحيث يكون لكل فئة دور محدود، وتنقسم ساحة الاحتفال إلى قسمين أحدهما مساحة فسيحة للرجال، وثانيهما بالداخل للنساء حيث تنطلق الزغاريد وأصوات الطبول وعبارات التهنئة وتحيط النساء بالعروس التي تزف عادة إلى بيت العريس بعد صلاة العصر، وهن يؤدين اللعب والأهازيج وأخريات يتبادلن التهاني في جو أسري بديع تظلله الفرحة والبهجة، فيما يتم استقبال الرجال في قسم الرجال بالترحيب ويتسابق الكل لخدمتهم، ثم تبدأ الرقصات الشعبية.
المنطقة الشمالية
تختلف كل مدينة من مدن الشمال بعاداتها وتقاليدها في موضوع الزواج، فمثلًا مدينة تبوك لكل قبيلة فيها عادات تختلف عن الأخرى، وكذلك ضواحيها من الوجه وضبا وحقل وغيرها، وهناك الجوف وعرعر وحائل فالحديث عن كل مدينة فيها يطول، لكن ما يتفق عليه أنّ الفتاة في الماضي كانت شديدة الحياء لدرجة أنها تقوم بتغطية وجهها عن زوجها ولا تظهر له سوى عينيها، وعند خلوها بالنساء تقوم بالكشف عن وجهها، وبمجرد دخول الزوج عليها تقوم بتغطية الوجه وأحيانًا كثيرة تبقى بعباءتها وتستمر كذلك لمدة سنة بعد الزواج، ومن العادات المرتبطة أيضا أنّ النساء يقمن بالهرب يوم زواجهنّ والاختباء في الجبال حيث يقوم الزوج بعد ذلك بالبحث عنها حتى يجدها وهي عادة منتشرة جدًا بين النساء في تلك الفترة، وبعض الأهالي لا يخبرون بناتهم عن موعد الزواج ولا حتى الزوج حيث تفاجأ الفتاة بمن يخبرها بذلك يوم الزواج وذلك كله خوفًا من هروبها ولكن إذا علمت بالصدفة في وقت النهار فإنها تقوم بالهرب والاختباء في الجبال لذلك يلجأ الأهل إلى إرسال أحد الرجال معها ليحرسها أثناء رعيها للأغنام.
المنطقة الوسطى
تعد المنطقة الوسطى متشددة من ناحية النظرة الشرعية فبعضهم يرفض أن يرى الخاطب زوجته إلا في ليلة الدخلة.
وكانت العروس تزف إلى العريس على ما يعرف بالهودج، ومن العادات القديمة لدى أهل البادية في تلك الفترة أنهم يقيمون احتفالات الزواج لمدة ثلاثة أيام بلياليها ولا تذهب العروس مع زوجها إلا في اليوم الثالث.
للمشاركة في الحملة:
يمكن لكل من يرغب في المشاركة إرسال ما يريد التعبير عنه في فيديو أو صورة أو تسجيل صوتي أو رسالة مكتوبة إلى البريد الإلكتروني للحملة:
أو:
كما يمكن إضافة الاسم والمدينة ورقم الهاتف لمن يرغب بالتواصل معه مباشرة.
أو عن طريق الرابط التالي: