هناك العديد من التكوينات الجيولوجية المدهشة في الطبيعة، من الجسر العملاق في أيرلندا، إلى برج كاسلتون في يوتا، والعمليات المختلفة التي تتشكل من خلالها، مثل هذه الهياكل تحظى باهتمام العلماء منذ فترة طويلة، لذا وجه فريق من علماء الرياضيات التطبيقية من جامعة نيويورك انتباههم إلى ما يسمى بـ«الغابات الحجرية» الشائعة في مناطق معينة من الصين ومدغشقر، بحسب موقع sciencealert، هذه التكوينات الصخرية المدببة، مثل غابة الأحجار الشهيرة في مقاطعة يوننان الصينية، هي نتيجة ذوبان المواد الصلبة في سوائل مع وجود الجاذبية، والتي تنتج تدفقات الحمل الحراري الطبيعي؛ وفقاً لفريق جامعة نيويورك.
التعرية والذوبان
وصل فريق العلماء النتائج التي توصلوا إليها في ورقة بحثية حديثة نُشرت في Proceedings of the National Academy of Sciences، قد أخبر المؤلف المشارك ليف ريستروف آرس، أن مجموعته في مختبر الرياضيات التطبيقية بجامعة نيويورك، أصبحت بطريقة غير مباشرة إلى حد ما، مهتمة بدراسة الغابات الحجرية، وهي تقنياً نوع من التضاريس الكارستية، كانوا يستخدمون المحاكاة لاستكشاف الأشكال المثيرة للاهتمام التي تتطور في المناظر الطبيعية، بسبب عدد من عمليات «التشكّل»، وأبرزها التعرية والذوبان.
وقال: «اكتشفنا لأول مرة النتوءات المتكونة عن طريق الذوبان، عندما تركنا بعض الحلوى في خزان مياه ورجعنا لاحقاً ووجدناها متشكلة كبرجٍ يشبه الإبرة، وقد أدركنا الصلة بين قمم الحجر والغابات الحجرية، والتي كانت غامضة تماماً في تطورها».. وقال ريستروف: «وجدنا أن عملية الذوبان نفسها تولد التدفقات المسؤولة عن نحت شكل السنبلة، بشكل أساسي، يذوب المعدن ويصبح السائل المحيط ثقيلاً، ثم يتدفق إلى الأسفل بسبب الجاذبية.
الغابات الحجرية
ريستروف وآخرون يشيرون إلى أن آلية مماثلة تعمل في تشكيل الغابات الحجرية، فقط على نطاق زمني أطول بكثير، يتم غمر الصخور القابلة للذوبان مثل الحجر الجيري والدولوميت والجبس تحت الماء؛ حيث تذوب المعادن ببطء في المياه المحيطة، ثم تغرق المياه الأثقل تحت سحب الجاذبية لأسفل، وتتشكل التدفقات تدريجياً من طبوغرافيا كارستية، عندما تنحسر المياه، تظهر الأعمدة والغابات الحجرية.
كانت منطقة الغابات الحجرية عبارة عن بحر ضحل منذ حوالي 270 مليون سنة، رواسب كبيرة من الحجر الرملي مغطاة بالحجر الجيري المتراكم في هذا الحوض خلال فترة العصر البرمي من الزمن الجيولوجي. حدث رفع هذه المنطقة، وشكّل التعرض للرياح والمياه الجارية أعمدة الحجر الجيري، تمتد هذه التشكيلات بقدر ما تستطيع العين أن تراه، وتبدو وكأنها غابة شاسعة من الحجر، ومن هنا جاء اسم «الغابة الحجرية».
