الظروف الاقتصادية الصعبة دفعت طالباً جامعياً إلى مغادرة منزل أسرته إلى القاهرة للبحث عن عمل باليومية، حتى يستطيع الوفاء باحتياجات أسرته المكونة من والدته و3 أشقاء هو أكبرهم، وبعد وفاة والده ظل الشاب «محمد» هو المسؤول عن الأسرة، بحكم الأعراف الريفية والصعيدية أنه «رجل البيت» للمسؤولية منذ حصوله على الثانوية العامة، وبالرغم من عدم تفرغه لدراسته الجامعية، إلا أنه كان متفوقاً في دراستة، حتى وصل إلى السنة النهائية بالجامعة، لكن الظروف المعيشية القاسية جعلت منه قاتلاً عندما شاهد والدته في حضن عشيقها.
«مأنا طالع عيني من 5 سنين في الشغل بالنهار والمذاكرة بالليل عشان أوفر لأمي وإخوتي حياة كريمة وفي الآخر أرجع بالصدفة من القاهرة وشوفت صاحب أبويا في حضن أمي فقتلته وهي هربت»، بهذه الكلمات واصل المتهم اعترافه بتفاصيل جريمته أمام المباحث بعد القبض عليه داخل منزله في العدوة بالمنيا.
«هي تستحق الموت بس للأسف هربت من البيت وأنا بضرب عشيقها»، بتلك الكلمات واصل المتهم اعترافه بتفاصيل جريمته بعد أن نسبت إليه جهات التحقيقات تهمة القتل العمد، وقررت حبسه على ذمة التحقيقات، وصرحت بدفن المجني عليه بعد التشريح، لمعرفة سبب الوفاة، وكلفت المباحث بسرعة تحرياتها حول الواقعة وملابساتها.
وأوضح المتهم، قبل عدة أيام قرر الرجوع إلى مسقط رأسه في العدوة بالمنيا، لقضاء بعض الوقت مع والدته قبل الدراسة، وبمجرد دخوله المنزل، شاهد والدته في وضع مخل مع صديق والده، لافتاً إلى أنه لم يتمالك أعصابه، ولم يدرِ بشيء سوى أنه ممسك بسلاح أبيض «سكين ملطخة بدماء المجني عليه»، ونظر إلى الغرفة، فوجد والدته تمكنت من الهرب خارج المنزل.
انكشفت الواقعة بعد تلقي اللواء محمود خليل، مدير أمن المنيا، إخطاراً من مأمور مركز شرطة العدوة، بورود بلاغ من غرفة عمليات النجدة، بمقتل موظف على يد طالب
وتم تشكيل فريق بحث جنائي، أشرف عليه اللواء خالد عبدالسلام مدير مباحث المديرية، لفحص البلاغ، وتبيّن مقتل «م. ن» 49 سنة موظف، على يد «م. ح» 22 سنة طالب جامعي ويعمل بالقاهرة.
وكشفت تحريات فريق البحث الجنائي، أن سبب ارتكاب الطالب جريمته، أنه كان يعمل بالقاهرة منذ 5 سنوات بعد وفاة والده، وعقب عودته إلى منزله، فوجئ بصديق والده في وضع مخل مع والدته، فأسرع إلى المطبخ وأمسك بسكين وطعن المجني عليه عدة طعنات نافذة في القلب، أودت بحياته.