من المؤلم أن تتحول الأسرة من حضن الحنان والاحتواء إلى وحش ينهش في لحم وعرض أبنائه؛ ليفرض عليهم ظروفاً قاسية ربما يفقدون خلالها آدميتهم بعد أن تجردوا قطعاً من إنسانيتهم، تلك الكلمات شرح لكارثة أسرية تعرضت لها فتاة عمرها 18 سنة على يد والدها الذي تحرش بها مرات عديدة مستغلاً إقامتهما معاً بعدما انفصل عن والدتها.
الطالبة اضطرت للهروب من منزل والدها في محافظة الدقهلية؛ لتحافظ على عذريتها من نزوات والدها، وبعد أيام أسرع الأب المجرم إلى تقديم بلاغ أمام مباحث الدقهلية التي تمكنت من الوصول إلى مكان الطالبة وإعادتها وبسؤالها أكدت أن هروبها كان تنفيذاً لنصيحة والدتها لها لتبتعد عن طريق والدها لأنه دائم التحرش بها، ويجبرها على ممارسة الجنس معه.
القصة انكشفت بتلقي اللواء رأفت عبد الباعث مدير أمن الدقهلية، إخطاراً من اللواء مصطفى كمال، مدير المباحث، بورود بلاغ لمركز شرطة المنصورة من «محمود. أ» 40 سنة، سائق، باختفاء ابنته «فاطمة» طالبة، 18 سنة، منذ عدة أيام عقب خروجها لدرس خصوصي، ولم تظهر بعدها رغم البحث عنها في كل مكان.
ووجه مدير الأمن بتشكيل فريق بحث بإشراف مدير المباحث، ويضم المقدم أحمد توفيق، رئيس مباحث مركز المنصورة وضباط البحث الجنائي وتكنولوجيا المعلومات، للوصول إلى مكان اختفاء الطالبة وإعادتها لأسرتها.
وتوصل فريق البحث إلى مكان الطالبة، والتي أكدت أنها هربت من رغبات والدها المتكررة وتحرشه الجنسي الدائم بها منذ عدة سنوات، وأنها أبلغت والدتها، ولأنها تريد الحفاظ على عذريتها طلبت منها الهروب من البيت.
وذكرت الطالبة في التحقيقات، أن والدتها وجهت النصيحة لوالدها لكنه كان يتوقف فترة عن التحرش بها ثم يعود مرة أخرى، فكان القرار بترك المنزل لأبتعد عنه، فقد كان يمارس الجنس معها لكنها تحافظ على عذريتها.
وأوضحت أن والدي يريد أن أكون له فقط، ورفض أي عريس كان يتقدم لخطبتي حتى أظل معه أطول فترة ممكنة ولأظل في المنزل معه.
وبسؤال الأم أكدت نفس المضمون، وأنها نصحت زوجها مراراً وتكراراً بالابتعاد عن بنتهما لكنه كان يعاود التحرش بالبنت ويعتدي عليها بالضرب لترضخ له، فنصحتها بأن تترك البيت حتى يشعر بخطورة ما يقوم به.
وبضبط الأب، اعترف بمضمون أقوال الطالبة، مؤكداً أنها كان «ساعة شيطان» ولن يعود إلى فعل ذلك مرة أخرة وأنه ندمان على ما فعله، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم وأحيل إلى النيابة التي قررت حبس المتهم على ذمة التحقيق وأرسلت الفتاة إلى الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها.