أمرت حكومة بوتسوانا بإجراء اختبارات معملية على عينات من الفيلة والتربة والمياه مع تزايد التكهنات بشأن وفاة أكثر من 300 فيل ذلك بعد أن أصبحت قضيتها في البداية لغزاً ، حيث تم تسجيل الوفيات - التي حدثت على مدار ثلاثة أشهر - لأول مرة في مايو وتم الإبلاغ عنها في أوائل يوليو. وبحسب موقع «CNN» كشف مسئولون في حكومة بتسوانا عن السبب الحقيقي وراء نفوق مئات الأفيال؛ حيث يرجع الأمر إلى السموم التي تنتجها البكتيريا الزرقاء في المياه مؤكدين أنهم سيختبرون أحواض المياه بحثاً عن تكاثر الطحالب في موسم الأمطار المقبل لتقليل خطر حدوث نفوق جماعي آخر.
لكن هذا التفسير لا يُرضي بعض دعاة الحفاظ على البيئة ويطالبون بالإفراج عن النتائج الكاملة لتحقيق الحكومة؛ إذ يشتبهون في قيام صيادين بقتل الأفيال التي نفقت في مايو لأنه في العام الماضى، ألغت البلاد حظر صيد الأفيال الذي كانت قد فرضته منذ 2014، مما أثار موجة غضب دولية.
قال نائب مدير الحياة البرية والمتنزهات الوطنية في البلاد «سيريل تاولو»، يوم الإثنين: «يموت أكثر من 360 فيلاً لأسباب غامضة في بوتسوانا والحكومة استبعدت التورط البشري في الوفيات، وقد عززت النتائج التي توصلت إليها الحكومة بأن الوفيات كانت طبيعية ذلك لأن الأفيال الميتة وُجدت أنيابها سليمة».
وقال عالم الأحياء «كيث ليندسى» الذي يركز بحثه على الأفيال لشبكة «CNN» إن الأدلة المقدمة حتى الآن ليست قاطعة بما يكفي لاستبعاد تورط الإنسان.
يقول «ليندسى»: «إذا كانت البكتيريا الزرقاء في آبار المياه، فلماذا تأثرت الأفيال فقط؟»
«الشىء الوحيد الذي تفعله الأفيال ولا تفعله الأنواع الأخرى هو أنها تذهب للبحث عن محاصيل في حقول المزارعين. إذا قام المزارعون بإخماد السم، فإن الأفيال من جميع الأعمار ستحصل على هذا السم، ومن ثم ستعود إلى أحواض المياه الخاصة بهم. وهذا على الأقل، إن لم يكن أكثر احتمالاً من هذه البكتيريا الزرقاء كسبب للوفاة».
من الجدير بالذكر أن بوتسوانا هي موطن لـ 130 ألف فيل أفريقي - أكثر من أي بلد آخر في القارة وتُعد دلتا أوكافانغو، حيث تم العثور على الجثث، موطناً لـ 10 ٪ من الأفيال في البلاد. تم تصنيف الأنواع على أنها معرضة للخطر في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN). وتوجد البكتيريا الزرقاء بشكل روتيني في الماء، ولكن لا تنتج جميعها سموماً. يخشي العلماء من أن يؤدي تغير المناخ إلى تحفيز البكتيريا على إنتاج المزيد من السموم مع ارتفاع درجات حرارة المياه وتصبح الظروف أكثر ملاءمة لنمو البكتيريا.