تظل بعض الصور حاضرة في ذاكرة الشعوب لا تغيب عن أذهانها، وتتحول مع مرور السنوات إلى جزء من تراثها اللامادي الذي يعكس عراقة حضارتها.
في مزاد لها باعت دار المزادات البريطانية «سوذبيز» (تأسست عام 1974) السنة الماضية صورة للكعبة بمبلغ 242 ألف يورو قالت إنها الصورة الأقدم لمكة وتم التقاطها، اُلتُقِطت سنة 1880.
وكانت الصورة ضمن كتابين للتأريخ للمستشرق الهولندي كريستيان سنوك- هورخونيي الذي عاش في أراضي الحجاز خلال تلك الحقبة. ويظهر في الصورة الملتقطة بالأبيض والأسود، حجاجاً على الطريق المؤدي إلى المدينة المقدسة.
حجاج أندنوسيون
وقالت دار سوذبيز إن ملكية الكتابين، واحد يحمل عنوان «مكة» والآخر بعنوان «صور مكة»، تعود مباشرة لعائلة «سنوك-هورخونيى»، حيث تضمنا صورة للكعبة وصوراً للحجاج الإندونيسيين من بين أكثر من 80 صورة، بالإضافة لملاحظات بخط يد المؤلف. وقد نشرها الباحث والمستشرق سنوك-هورخونيى بالقنصلية الهولندية في مدينة جدة.
لقطات محمد صادق باي
في المقابل تؤكد الكثير من المصادر التاريخية أن أول صورة لمكة هي من تصوير الجنرال المصري والمصور محمد صادق باي (المتوفى عام 1902، عن عمر ناهز 70 عاماً)، وكان ذلك سنة 1861.
وقام محمد صادق باي، الذي درس التصوير الفوتوغرافي ورسم الخرائط في فرنسا، بزيارة المملكة العربية السعودية 3 مرات بين العامين 1861 و1884، ليسجل ملاحظاته ويرسم خرائط مفصلة.
وكانت زيارته الأولى في عام 1861، ذات «أهداف إستراتيجية وعسكرية»، وفق ما يؤكده المؤرخون.
وخلال تلك الزيارة، التقط صادق باي أول صورة لمكة، غير أنه لا أثر لها، وفي عام 1880 عاد المصور إلى الحجاز للمرة الثانية، ولكن، بصفته أمين المحمل، وهي عبارة عن قافلة الحجاج المصريين الذين يسافرون كل عام إلى مكة حاملين كسوة الكعبة. وخلال هذه الرحلة إعاد التقاط صورتين لمكة وتُعتبر هاتين الصورتين أولى الصورة للمدينة.