قصص للأطفال قبل النوم عادة جميلة تواظب عليها غالبية الأمهات بحب واهتمام، ويسعد بها الأبناء فرحين بقربهم من والدتهم، وحتى يكبر قلبهم بالمعاني الجميلة، وقصة "إحساس جميل " واحدة من القصص التي توضح أهمية وتأصيل معنى الأمانة وردها إلى اصطحابها مهما كانت الحاجة
رجع أحمد من المدرسة سعيداً منشرح القلب، ينطق وجهه بكل علامات الرضا والحب والتقدير لذاته، فقد استطاع أن يرد الأمانة إلى أصحابها، وأن ينقذ رجلاً من مشكلة يصعب عليه حلها
أنا أحمد، عمري11 عاماً، بالصف السادس الابتدائي، المدرسة قريبة من منزلي، أذهب إليها وحدي سيراً على الأقدام، أحياناً كثيرة أدخل إلى شوارع جانبية لأستكشف طريقاً جديداً، وربما لممارسة المزيد من حرية الاختيار والتصرف
وفي يوم ما وبأحد هذه الشوارع الجانبية وجدت كيساً من القماش ملقَى على الأرض، لم يغطه تراب ولم تدهسه قدم بعد، مما يعني أنه وقع منذ وقت قليل، أخذته وفتحته وبداخله كانت توجد مبالغ كبيرة
نظرت حولي..يمينا ويسارا ولم أجد أحدا على الطريق ، وقفت بمكاني لم أتحرك منتظراً عودة صاحب الكيس من نفس الطريق باحثاً عنه؛ لأقدمه له
وعندما طال الوقت ولم يأت أحد، هنا تذكرت تعاليم أبي ..فحفظته داخل حقيبة المدرسة، وقبل أن أترك المكان أعطيت اسم المدرسة لصاحب دكان بسيط كان يطل على المكان، وأخبرته بشأن الأمانة من دون أن أخبره بأي تفاصيل
ذهبت إلى المدرسة، وقبل أن تعاقبني المعلمة والناظرة على التأخير، أخبرتهما بما حدث ودخلت إلى فصلي على عجل
وبعد قليل استدعتني الناظرة لغرفتها، فحملت حقيبتي، وهناك وجدت رجلا بسيطا على ملامحه كل الحيرة والأمل..وبعد سؤال وجواب معه سلمته الأمانة..ورفضت أي مكافأة حقا لأمانتي ، خاصة بعد أن عرفت أنه مجرد عامل حامل للأمانة وليس صاحبها ..و بعد أن شرح حجم المشكلة التي كانت سيقع فيها إذا فقدت هذه النقود
لم تنتظر الناظرة كثيراً، وقبل موعد الانصراف، سمعت ميكرفون المدرسة يعلن عن اسمي بفخر شديد والمعلمة تحكي عن أمانتي، وجائزة الصدق والأمانة التي سأحصل عليها من ربي أولاً ومن الناظرة ووالدي أيضاً
رجعت كما أخبرتكم، وحكيت لجدتي الحبيبة ما حدث ، مما زاد من فخرها بي، ودفعها لحكاية قصة مشابهة.. عن رجل فقير كان يعيش وزوجته المريضة في بيت بسيط بإحدى القرى البعيدة
: يُحكى أنه في يوم ما فرغ البيت من الطعام والشراب والرجل لا يملك مالاً ولا عملاً، خرج ليبحث عن وسيلة يرتزق منها ليطعم زوجته، وفي وسط الطريق وجد حقيبة مملوءة بالذهب
فرح قلبه وشكر ربه، وحمل الحقيبة وذهب مسرعاً إلى زوجته لتشاركه الفرحة وليتدبرا الأمر معا
لكن الزوجة المريضة، الفقيرة، الصالحة لم تفتح الحقيبة ولم تفرح أو ينشرح قلبها مثلما فعل زوجها، وطلبت منه أن يرجع في الحال وعلى عجل إلى نفس المكان، وأن يقف ساعة أو ساعتين..منتظرا صاحب الحقيبة
وأضافت: أعرف أنه سيأتي، الحقيبة ممتلئة عن آخرها، سيعود ليبحث عنها ..ليأخذها منك ، وستكسب الكثير يا زوجي
ونفذ الرجل الفقير ما أوصته به زوجته، ووقف في نفس المكان -ليس طويلاً- وإذ بعربة كبيرة ينزل منها رجل يرتدي أفخم الثياب وأجملها، وفي يده يمسك بحقيبة أكبر من حقيبته.. رآه يتجه نحوه
: شكراً على أمانتك، أنت تستحق الكثير؛ فرغم حاجتك وحالتك التي تنطق بها هيئتك وملامحك، لم تأخذ الحقيبة وتختفي، ولم يكن هناك من يلاحظ فعلتك
: لقد تعمدت ترك الحقيبة التي بين يديك في الطريق، وقررت أن أعطي أضعاف ما بداخلها من ذهب للإنسان الأمين الذي يردها
لم يصدق الرجل الفقير الأمين ما سمع، شكرالرجل الثري بعنف ، وحمل الحقيبة وجرى نحو زوجته وكل الفرحة والبشر على ملامحه، وأخبرها بما حدث
ومعاً تشاركا ذلك الإحساس الجميل بالصدق والأمانة وفرحة رد الأمانة لصاحبها رغم الفقر والحاجة
والآن عزيزتي الأم : هل لديك قصة أخرى تحكي عن الأمانة؟ هل شاركت أحمد إحساسه الجميل؟هيا..اكتبيها لنا في المربع أدناه..ودعي غيرك من الأمهات يستفدن منها