يبدو حين النظر للوهلة الأولى على هذه الصورة اعتبارها لوحة تجريدية بحتة، لكن الصورة حقيقية للغاية، وقد التقطتها مركبة الفضاء جونو التابعة لناسا أثناء دورانها حول كوكب المشتري منذ عام 2016 وقامت بـ 29 رحلة طيران قريبة من عملاق الغاز. وبحسب موقع «ميرور» تُظهر الصورة ومضات من الضوء الساطع القصير للغاية والذي يبدو أنه أشباح في الغلاف الجوي لكوكب المشتري. وقد تم التقاط الصور بالكاميرا بواسطة جهاز جونو للطيف فوق البنفسجي (UVS).
قالت «روهيني جايلز» عالمة جونو والمؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة: «تم تصميم الأشعة فوق البنفسجية لتمييز الأضواء الشمالية والجنوبية الجميلة لكوكب المشتري. لكننا اكتشفنا صور الأشعة فوق البنفسجية التي لم تُظهر فقط الشفق القطبي (مزيج من الألوان التي تتشكل على القطبين الشمالي والجنوبي)، ولكن أيضًا وميضًا ساطعًا من ضوء الأشعة فوق البنفسجية في الزاوية حيث لم يكن من المفترض أن يكون. كلما نظر فريقنا فى الأمر، أدركنا أن جونو ربما اكتشف حدثًا مضيئًا عابرًا على كوكب المشتري» ظهرت هذه الأشباح عن طريق تصريفات البرق من العواصف الرعدية أدناه، وتميل إلى تمييز نقطة مركزية من الضوء، مع محلاق طويل يمتد لأعلى ولأسفل.
هنا على الأرض، تظهر تلك النقوش المتحركة على ارتفاع 60 ميلًا فوق العواصف الرعدية، وتستمر بضعة أجزاء من الألف من الثانية.
وفي الوقت نفسه، يظهر الشبح (اختصارًا لانبعاث الضوء واضطرابات التردد المنخفض جدًا بسبب مصادر النبض الكهرومغناطيسي) كقرص مسطح يتوهج في الغلاف الجوي العلوي للأرض.
وأوضحت السيدة «جايلز»: «على الأرض، تظهر الأشباح باللون الأحمر بسبب تفاعلهم مع النيتروجين في الغلاف الجوي العلوي. ولكن على كوكب المشتري، يتكون الغلاف الجوي العلوي في الغالب من الهيدروجين، لذلك من المحتمل أن يظهروا إما باللون الأزرق أو الوردي»
وأضافت السيدة «جايلز»: «نحن مستمرون في البحث عن المزيد من العلامات الدالة على الجان والعفاريت في كل مرة يقوم جونو بتمرير علمي. الآن بعد أن عرفنا ما نبحث عنه، سيكون من الأسهل العثور عليه في كوكب المشتري وعلى الكواكب الأخرى. ومقارنة العفاريت والجان من كوكب المشتري بتلك الموجودة هنا على الأرض ستساعدنا على فهم النشاط الكهربائي في أجواء الكواكب بشكل أفضل».