زوجة الأب.. ظالمة أم ضحية؟

"سندريلا" و"سنو وايت" شخصيتان شهيرتان، وبطلتان لقصة خيالية نسجت خيوطها حول حقد زوجة الأب ومكرها، ومحاولتها المستميتة للتخلص من ضحيتها المسكينة بشتى الطرق دون ذنب اقترفته في حقها، بل لكونها ابنة الرجل الذي تزوجت منه هذه الشريرة، لتتجسد من خلال هاتين القصتين صورة موحدة لزوجة الأب.

كما عمل الإعلام بدوره على تكريس صورة سلبية لزوجة الأب، وكأنّ توازن الحياة يختل دوماً إذا وجدت هذه الإنسانة، فهي شيطانة تمشي على الأرض في أغلب الأحيان، أو ضحية لمكائد الأبناء والزوجة الأولى في أحيان أخرى، ولكن الحقيقة أنّ زوجة الأب هي إنسانة تحمل من الخير والشر كغيرها من البشر، ولها مواقفها المختلفة التي تتراوح ما بين القسوة وانعدام الإنسانية إلى الحنان والاحتواء الذي تستحق عليه التقدير كونها صارت كالأم المثالية.

ارحموني
هذه زوجة أب تقول: "ارحموني من أبناء زوجي، فقد صنعوا لي السحر، وفرقوا بيني وبين أبيهم، ويسيئون معاملة أبنائي ومعاملتي، ويتعمدون إيذائي في المنزل بمختلف الأشكال"، في حين كتب أب عن زوجته الثانية: "تركت ابني في العراء حتى مات برداً، وكذبت علي قائلة: ابنك في أمان مع الخادمة".
كل هذا دفعنا لسؤال الاختصاصي الاجتماعي إبراهيم العنزي: هل زوجة الأب جانية أم ضحية؟ والذي أجابنا قائلاً: "من الطبيعي أن تكون شخصية زوجة الأب غير مقبولة اجتماعياً من قبل الأبناء والأقرباء، فهم يرونها امرأة غريبة أتت لتحتل مكانة ليست لها، وسواء جاءت زوجة الأب كزوجة ثانية أو كبديل للأم المطلقة أو المتوفاة فإنّ وجودها ودورها لا يكون مقنعاً بالنسبة للأبناء، خاصة الكبار منهم الذين يرون أنّ هذه المرأة الجديدة لا حق لها في أبيهم، ومن هنا تنشأ الغيرة والتحفز الدائم ضدها، والذي قد يصل لحد العدوانية في بعض الأحيان".

متهمة حتى!
وعلى الصعيد المقابل يقول:" كما أنّ تعدد التجارب والجرائم المؤسفة المرتكبة من قبل زوجات الأب أسهمت في تكوين صورة سلبية وسيئة لها في الأذهان، ما يجعلها متهمة حتى تبرىء ساحتها بنفسها".
وعن كيفية تجنب الصدام مع زوجة أب جديدة ينصح العنزي بالعقلانية والعدل في المعاملة، والحرص الشديد على مشاعر الأبناء، فالأب يملك دفة القيادة، وعليه ألا يشعر أبناءه بأي فرق سلبي بين الوضع القديم والوضع الجديد بعد مجيء الزوجة الجديدة.

المزيد:

ريم ابنة 7 سنوات ضحيَّة عنف جديدة لزوجة الأب!