يحتفل عطر "أو دو فلور دو سيدرا" Eau de Fleurs de Cédrat وذلك بإصدار استثنائي لمناسبة الذكرى المئوية لإبتكاره عطر وكأنه قصيدة تحكي عن غنى البحر الأبيض المتوسط، حيث يبرز سحر المنطقة ويتألق عبيرها في تركيبته.
تم اختيار طلاء بلاديوم لتذهيب وتزين قارورة النحل Bee Bottle. لقاء جديد يحمل في طياته إنجازاً لحرفة فنية فريدة: التذهيب على النباتات. قامت الفنانة آن برون Anne Brun بتشكيل باقة متلألئة براقة من النباتات الأيقونية التي تميز منطقة الريفيرا الفرنسية.
تدعو هذه الطريقة الرائعة للتعرف أكثر على تراث جيرلان Guerlain الأيقوني ولإعادة اكتشاف عطر أو دو كولونEaux de Cologne ، والذي يعتبر من صميم التقاليد الأصيلة الخاصة بالدار.
الهروب إلى البحر الأبيض المتوسط
لقد كانت ولادة ماء الكولونيا أو دو كولون Eau de Cologne هذا نتيجة رحلة قام بها جاك جيرلان Jacques Guerlain في بداية القرن العشرين على طول شاطئ الريفييرا، المكان الذي أوحى له فكرة إبتكار أو دو كولون Eau de Cologne العطر الذي يعكس سحر الطبيعة ويشبع الحواس بروائح الحمضيات الموجودة في كل مكان. وهكذا، أُبدع عطر أو دو فلور دو سيدراEau de Fleurs de Cédrat .
جاء هذا الابداع في العام 1920 تقديراً لجودة المكونات الطبيعية. في هذا العطر الثلاثي الحمضيات، يسود السيترون المنعش اللذيذ ويضيف قشر الليمون عليه لمسة من الحموضة اللاذعة، ويأتي نبات فربينا العطري، وهو مكون كلاسيكي في عطر أو دو كولون Eaux de Cologne، ليحفِّز هذه المكونات مبرزاً نغمات الحمضيات المختلفة.
يكشف هذا العطر النقاب عن نضارة عشبية طفيفة، متألق ومشرق، كما ويمكنك الآن إعادة اكتشافه بتركيبة مطابقة للصيغة الأساسية.
فاكهة شبيهة بالليمون، السيترون (أو الكباد- هو نوع من أنواع الحمضيات) لا يُعالج أو يُستهلك بنفس الطريقة التي تستهلك بها معظم ثمار الحمضيات، يستخدم بشكل أساسي في صناعة الحلويات. موطنه الاصلي آسيا، وربما كان أول نوع من الحمضيات الذي شق طريقه إلى أوروبا. يتميز السيترون عن الليمون العادي بمظهره غير الأملس وحجمه الكبير الذي يمكن أن يصل إلى أكثر من 20 سم. عند استخدامه في صناعة العطور، يتم استخراج عناصره بواسطة الضغط، الطريقة التقليدية لمعالجة ثمار الحمضيات. وتم اختياره لكونه غنياً جداً بالمكونات المنعشة وعطور الحمضيات المميزة.
البلاديوم والريفييرا
للإحتفال بمرور مئة عام على عطر أو دو فلور دو سيدراEau de Fleurs de Cédrat، لبست قارورة النحل Bee Bottle حلة البلاديوم المذّهب والمرسوم يدويًا والمزين بباقة فاخرة من النباتات المذهبة الأوراق. صدى عمل يتردد مع إلهام البحر الأبيض المتوسط؛ وبهالة من الكرم الزائد حيث يتغاوى كل عطر ويشع ناثراً مكوناته النباتية الغنية الفاخرة والمنعشة.
آن برون ANNE BRUN، من توريت في بروفانس، سيدة حرفية تتمتع بخبرة فريدة، تعيش في إنسجام وذوبان تام في منطقتها، غارقة في غنى الأراضي المحيطة، مساعدة في جني الأزهار التي تستخدم في صناعة العطور، مثل وردة ماي (ماي روز).
تدربت على فن التذهيب على الأوراق، ودرست حرفتها في فلورنسا ونيويورك وباريس. على الرغم من أنها بدأت في ترميم الخشب المذهب، إلا أن ورشتها وعملها أصبحا أكثر تخصصاً في الإبداعات الحرفية الفريدة والدقيقة منذ العام 2015. تَستخدم خِبرتها التقليدية في إنشاء تركيبات معاصرة باستخدام النباتات، مزينة إياها بعباءة من الضوء المعدني. يتضمن عملها العديد من المفارقات المزدوجة: سريعة الزوال لكنها تدوم طويلاً، هشة لكنها غير قابلة للتغيير، عادية لكنها ثمينة؛ تتحول معها النباتات وتأخذ من خلال عملها سمة الديمومة والاستمرارية.
قال تشارلز ترينيت Charles Trenet ذات مرة إن البحر يلمع بالفضة، كما يتلألأ البلاديوم ويُشرق بالضوء.
في هذا الإصدار الاستثنائي، قامت آن برون Anne Brun بإبداع وتشكيل باقة من النباتات المثالية لمنطقة الريفيرا، والتي جمعت بالقرب من محيط منطقة غراس كإشارة إلى أصول البحر الأبيض المتوسط لعطر أو دو فلور دو سيدرا Eau de Fleurs de Cédrat، وتم تذهيب كل ورقة منها يدويًا وبدقة. هذا التنسيق المميز للنباتات الثمينة والتي تحاكي الشعر بأسمائها – نباتات، شقائق (قرون بذور الخشخاش)، نبلة كيوبيد، عشبة نابوويد من التلال، أقحوان أفريقي – كلها تشكل تنسيق وزخرفة البلاديوم. تتميز الباقة أيضاً بإضافة فريدة وسحرية لورد خشب الأرز اللبناني.
لقد اختارت الفنانة البلاديوم، كونه معدن تقدره بسبب قوة لمعانه. إذ قال تشارلز ترينيتCharles Trenet ذات مرة إن البحر يلمع بالفضة، كما يتلألأ البلاديوم ويُشرق بالضوء. العدد الذري 46، يشبه البلاديوم البلاتين. مرن وقابل للطرق، كما يستخدم في المجوهرات. تم تسميته بعد اكتشاف الكويكب بالاس في عام 1802، في إشارة إلى الأضواء السماوية، النجوم، التي تعيد إلى الذهن فكرة التألق والبريق. في حالتها المعدنية النقية، تساوي ورقة البلاديوم الثمينة أكثر من الذهب.
تعود تقنية التذهيب بورق الذهب إلى مصر القديمة كما تم استخدامها في التماثيل اليونانية الكريسليفانتين chryselephantine (الذهب والعاج). وصف تشينينو تشينيني Cennino Cennini مبادئ وأساليب الحرفة، وهو مؤلف مشهور لعمل مؤثر ومهم عن عصر النهضة بعنوان كتاب الفن، تمت كتابته خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر. يكشف العمل أسرار التقنيات والممارسات الفنية للحقبة:
"باستخدام الملقط الخاص الصغير، نأخذ ورقة من أوراق الذهب [...] وبهذه الطريقة نضعها على القطع الأخرى [...] يجب الإنتباه من ألا تقترب الفرشاة من القطعة الأولى حتى/ أو تمر فوقها."
ظلت هذه التقنية الدقيقة دون تغيير تقريباً منذ عصر النهضة. آن برون المتخصصة في أسلوب التذهيب الغير التقليدي، وذلك باستخدام النباتات التي تختارها وتجففها (على الأرض في الطبيعة أو توضع بشكل مسطح، كما هو الحال مع الأعشاب المختلفة). على سطح طبيعي مغطى مسبقًا، تستعمل بمهارة ورقة من المعدن المرن والناعم (للغاية) باستخدام الملقط الصغير المخصص. خلال الخطوة المعروفة باسم chiquetage أو التقطيع، تتم إزالة أي معدن زائد بواسطة فرشاة صغيرة (تسمى appuyeux باللغة الفرنسية) ويتم التخلص من الزوائد. تضاف طبقة من الطلاء المثبت الشفاف لحماية العمل النهائي. كما ويلزم عدة أيام لإكمال هذه المهمة الدقيقة والبلوغ بها إلى حد الكمال.
البلاديوم وقارورة النحل Bee Bottle
زين تصميم آن برون Anne Brun بإبداع قارورة النحل Bee Bottle، والتي شهدت أيضاً تحولًا رائعاً لتتماشى وهذه المناسبة. ابتكرها صانعو الزجاج المحترفون "بوشيه دو كورفال Pochet du Courval لإحتضان اول عطر ماء الكولونيا أو دو كولون من جيرلان Eau de Cologne de Guerlain، والذي أُبدع خصيصاً للإمبراطورة أوجيني، هذه القارورة الأسطورية بقبة مزينة مستوحاة من شكل عامود ڤاندوم Vendôme. يرمز عدد النحل ال 69 لكل من الإمبراطورية ودار جيرلان. تم طلاء القارورة يدوياً بطبقة من البلاديوم عاكساً صدى مثالي لهذه الباقة الرائعة، وهو لون غير مسبوق تم اختياره خصيصاً لهذه المناسبة. في شكله السائل، يتم طلاء المعدن الثمين المقاوم للصدأ بمهارة على النحل: إبداع يدوي يتطلب عدة ساعات وانحناءة إجلال للتراث الأصيل المستمر منذ أكثر من 150 عاماً.
أخيراً، تقوم النساء الحرفيات "Dames de Table" لدى مشاغل جيرلان Guerlain بوضع الزخارف الزهرية البراقة من البلاديوم على قارورة النحل Bee Bottle، ويربطن خيطًا فضيًا دقيقًا حول عنق الزجاجة. يتم إرفاق علامة منقوشة ومختومة للإعلان عن الذكرى المئوية لهذا العطر الأكثر رمزية، أو دو كولون، أو دو فلور دو سيدرا Eau de Fleurs de Cedrat.
عطر او دو كولون EAUX DE COLOGNE الأيقوني من جيرلان
يعتبر ماء الكولونيا أو دو كولون Eau de Cologne جوهرة لامعة في تاريخ صناعة العطور، وُلد هذا العطر في إيطاليا، واكتسب إسماً جديداً وسمعةً ملؤها الغموض في ألمانيا والتي لا تزال أحداثها غير واضحة إلى يومنا هذا. تقول الأسطورة أن الصيدلي جيوفاني باولو فيمينيس Giovanni Paolo Feminis تمكن من الحصول على سر هذا الإكسير من الرهبان الإيطاليين، ثم استقر في راينلاند حيث أسس تجارته. في عام 1727، حيث حصل على ترخيص من كلية الطب في كولون لبراءة اختراع إبداعاته. ثم كان جيوفاني أنطونيو ماريا فارينا، الذي كانت تربطه علاقة محتملة مع فيمينيس Feminis، والذي قام بإكمال هذه القصة، ناسباً الصيغة له وواسمها باسمه ومساهماً في نجاحها. وهكذا تم اختراع نكهة حلوى فارينا (مكعبات السكر المغموسة من فارينا)، وهي عبارة عن مكعب من السكر مرشوشة ومنكّهة ببضع قطرات ماء الكولونيا.
عُرف لأول مرة باسم Aqua Mirabilis، اي "المياه المعجزة"، وكان ماء الكولونيا ذو قيمة عالية لفوائده العلاجية. كان يستخدم في مجالات طبية عديدة كما كان يُعتقد أنه يُخفف العديد من الأمراض. اليوم، هو ببساطة خلاصة منعشة مليئة برائحة الحمضيات التي استعادت مكانتها النبيلة.
تمرسٌ في الأسلوب يتخطى الزمن مبرزا نغمات إبداعية مختلفة
تتحدد تركيبته وتتميز بتنسيق كلاسيكي يبرز النغمات الحمضية ويجمعها جنبًا إلى جنب مع الروائح العطرية (مثل اللافندر وإكليل الجبل ...). مناسب لكل من الرجال والنساء، كما ويتميز عطر أو دو كولون Eau de Cologne بمسار منعش وخفيف.
لطالما حرص دار جيرلان على إبقاء عطر أو دو كولون Eaux de Cologne والذي يتخطى الزمن عصري باستمرار. وقاموا بتجسيد عملاً فنياً متجذراً في الماضي ويتم التعبير عنه بشكل نبيل من خلال مجموعة مختارة من المكونات التي يتم الحصول عليها مباشرة من الطبيعة. تشبه هذه العناصر الغنية بتركيبها عملًا فنيًا مرسوماً بدقة كلوحة من ألوان الباستيل الناعمة والمائية.