«الأسى ما بيتنسي» هذه حقيقة بشرية، فدائماً ما تحفر الأزمات والمشاكل مكانها في ذاكرتنا، وأحياناً يبقى طعم مرارتها لفترة من الزمن، ولكننا في كثير من الأحيان نعمم على الأيام أسوأها، وننسى أو ننكر على الحياة أنها تحمل أيضاً الحلو كما المر، وأنّ هناك مواقف ولحظات كانت جميلة وسعيدة، كما أنّ هناك هموماً وأزمات انتهت نهايات سعيدة، وأنّ هناك دائماً مساحة من النور والسعادة في حياة كل منا قد لا نعلمها أو ندركها؛ لأننا ببساطة لا نبحث عنها.
تحقيقنا ينبش أوراق عام 2013، وينعش الذاكرة الإيجابية بأزمات انتهت بسلام.
مذيعة القناة الأولى في التلفزيون السعودي «إيمان الرجب» تقول: «رغم أنّ سنة 2013 لم تخلُ من بعض الصعوبات التي واجهتني على الصعيد المهني، إلا أنها بشكل عام كانت قفزة في مسيرتي العملية، وسنة نجاح بامتياز، حققت خلالها الكثير.. ففي بداية العام تم ترسيمي موظفة دولة في هيئة الإذاعة والتلفزيون، وهذه نقلة نوعية فتحت لي أبواباً ونوافذ كثيرة تحقق النجاح، بالإضافة لترشيحي من قبل مسؤولين للمشاركة في تمثيل الصورة المشرفة للسعودية في الخارج من خلال الأيام الثقافية السعودية عدة مرات، كان آخرها في عاصمة السحر والجمال «روما» هذا العام، وهذا وسام على صدري، وفخر كبير أضاف لرصيدي الإعلامي والثقافي والاجتماعي، وأتمنى من الله أن يكون العام القادم أسعد وأفضل على جميع الأصعدة.
امتلاك منزل
بينما كان للمهندس «جمال السعيد عبد الله مشالي» المدير الفني لمجلة التعليم العالي السعودي حلم مهم في حياته، وتحقق خلال العام 2013، وقال: «أهم حدث سعيد فعلاً حدث معي في 2013 هو امتلاك منزل، فقد كان حلماً كبيراً فعلاً ويعني لي الكثير».
أما الظروف الشخصية لرئيس تحرير صحيفة «أنت وأنا الإلكترونية» «مشعل العتر» فكان لها طابع آخر، وكما قال: «خلال العام 2013 عزمت أمري وأقدمت على خطوة الخطوبة، وكنت أتمنى أن يتم الزفاف على خير، ولكن لم يكن بيننا نصيب بأن نستمر، وانتهت الأزمة بفسخ الخطبة.. والحمد لله أنّ كل شخص ذهب في طريقه منذ البداية بدلاً من أن تستمر المشاكل وتتطور».
عام إنجاز
«نورة الشعبان» المؤسسة والمديرة العامة لملتقيات إبداع، تقول: « لم تكن لدي أي أزمات أو مشاكل خاصة واجهتني خلال العام، بل على العكس كان عام إنجاز بالنسبة لي، فقد حصلت على منصب رئيس المركز الأوروبي للتواصل والتغيير الإستراتيجي».
الجانب المشرق
أما الباحثة السعودية «سناء الغمغام» ومؤلفة الموسوعة العربية الأولى للعناية بالأنسجة، فأكدت أنها واجهت تحدياً نفسياً كبيراً جداً خلال العام 2013، تطلب منها الاجتهاد والإصرار. وكما تسرد: «عشت ستة أشهر عصيبة جداً، شكّلت عبئاً نفسيّاً قاسياً علي، وهو كيف أنجح في إقناع المشرفين والدكاترة في القسم بالموافقة على موضوع أطروحتي العلمية؟ التي لم يكن مرحباً بها من قبلهم، والتي كان موضوعها «عمل موقع إلكتروني لتنمية الذوق الملبسي، وتأثيره على مهارات التصميم»، ولكن الحمد لله، كل حرب الأعصاب هذه انتهت بعد أن نجحت بالفعل، رغم الصعوبة في إقناع المشرفين بوجهة نظري، وحصلت على الموافقة... وتحول الأمر إلى واقع سعيد وإنجاز، وسجلت بالفعل في مرحلة الدكتوراه، وبدأت رحلة البحث؛ لإنجاز أطروحتي العلمية».
تحسنت حالتي
المرض والصحة كانا عنوان أزمة الناقد الفني «يحيى مفرح زريقان» الذي روى ما حدث معه قائلاً: «أصبت بمرض القولون العصبي منذ سبع سنوات، وعانيت الأمرّين، ولم أترك وصفة أو خلطة أعشاب أو أي نوع من العلاج إلا واستخدمته، ولكن بلا فائدة، حتى قبل شهرين من الآن، عندما أهداني صديقي إلى طبيب متخصص في أمراض القولون، وذهبت لزيارته، وخضعت للعلاج اللازم لذلك، ومازلت أخضع للعلاج حتى الآن، ولكني بفضل لطف الله وخضوعي للعلاج المطلوب تحسنت حالتي، وتخلصت من أعباء كثيرة ولله الحمد».
أصول وأسس النظرة الإيجابية
أما فيما يخص الجانب العلمي والمتخصص، فتوضح الدكتورة «ندى الأطرش» أخصائية العلاج السلوكي المعرفي من «مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية» التالي: «يعرف التفكير الإيجابي بأنه عملية ومهارة عقلية لإيجاد حلول وخيارات أكثر لحل المشكلة التي تعيق تقدم الفرد، ويعتبر التفكير من أهم العمليات العقلية التي يتميز بها الإنسان عن باقي الكائنات الحية، حيث استطاع الإنسان من خلال استخدم عملية التفكير من اكتشاف قدراته وإمكانيته، واستخدم تلك المعرفة لصناعة الحياة الحضارية، وحل المشكلات التي قد تواجهه أثناء تقدمه. فكل ما نتمتع به اليوم من تقنية وتقدم ما هو إلا حصيلة تراكمية للتفكير، ومما لا شك فيه أنّ المشكلات إحدى السنن الكونية التي تعترض طريق أي شخص مهما كان وضعه ومنصبه وظروف حياته، ولكن التميّز في هذا الحالة والاختلاف يكمن في طريقة تعاطي كل شخص مع المشكلات التي تواجهه».
ابحثوا في حقيبة ذاكرتكم. هل لديكم أزمة انتهت، أو إنجاز تحقق خلال عام 2013؟ شاركونا تجاربكم عبر موقعنا الإلكتروني؟