يعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من مائتي جنسية في جو من التوافق والانسجام، والاحترام المتبادل بين الجميع، وهذا ما يجعل المقيم على هذه الأرض الطيبة يتعرف على مختلف شعوب العالم، وينفتح على ثقافات كثيرة وحضارات متنوعة، فدولة الإمارات اليوم هي قلب العالم النابض الذي يضم بين جنباته معظم الثقافات الإنسانية.
3 نساء من المغرب، وجدن حياتهن المهنية في الإمارات، ينقلن انطباعاتهن، في اليوم الوطني الإماراتي الـ 49.
الأسرة هي النواة
الدكتورة نادية النجاري، دكتورة، رئيسة قسم تقنيات المساعدة على الإنجاب خبيرة واستشارية الخصوبة في مستشفى برجيل في أبوظبي.
تقول: قدمت لدولة الإمارات من ألمانيا، ومن هناك كنت أتواصل باستمرار مع نساء من دول الخليج العربي، فتلقيت عرضاً للعمل من الإمارات كخبيرة توليد وإنجاب في مركز للإخصاب، وانتقلت للعيش في الإمارات نهاية 2013. لقد سنحت لي الفرصة لأتعرف أكثر على المجتمع الإماراتي، الذي يشبه في روحه مجتمعنا المغربي الأصيل، كما أن المرأة الإماراتية امرأة رائدة وأنيقة وطموحة، والأسرة هي النواة الأساسية بالنسبة لها، لذا تجدها حريصة على الإنجاب وتكوين أسرة وتربية الأطفال أحسن تربية.
الدكتورة نادية أيضاً فنانة تشكيلية وأستاذة في اليوغا، حيث تساعد من خلالها النساء على الإنجاب عبر تمارين محفزة. كما نظمت معارض للوحاتها في دولة الإمارات وألمانيا، ومن جهة أخرى، تشيد الدكتورة بتدبير جائحة كورونا في ظرفية عالمية صعبة، حيث وفرت الدولة الإماراتية كل السبل الفعالة للوقاية من الوباء وحماية مواطنيها.
الوسطية والاعتدال
أما الدكتورة حياة عمر براهماتي عميدة كلية الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة محمد الخامس- أبوظبي، منذ عشر سنوات بعد مسار علمي حافل بالإنجازات.
فتقول: حياتي بدولة الإمارات العربية المتحدة كانت ولازالت حياة استقرار واطمئنان وشعور بالأمن والأمان، فما كنت أحس بمشاعر الغربة والوحشة، بل كنت أشعر بأنني بين أهلي وأحبتي؛ لأن شعب دولة الإمارات العربية المتحدة شعب طيب خلوق، كريم مضياف، يرحب بالغريب ويحتضنه على طريقة العرب الخُلَّص بفطرتهم الصافية وعاداتهم الأصيلة. تتابع د. براهماتي: "نفخر بمدى التسامح والتعايش الإنساني مع مختلف الملل والنحل، والوسطية والاعتدال. فنسأله سبحانه أن يديم عليهما معاً نعمة الاتحاد والاستقرار والأمن والأمان".
تكافؤ الفرص
من جهتها تحكي المحامية سعاد سايسي عن تجربتها في دولة الإمارات قائلة: "لم أكن أفكر يوماً بمغادرة بلدي المغرب، إذ كنت أشتغل بمهنة محامية مساعدة بإحدى المكاتب الكبيرة بالرباط، فقررت الانتقال إلى إمارة أبوظبي وعند بداية سنة 2007 حيث أتيحت لي فرصة العمل في البداية مستشارة قانونية في مكتب محاماة واستشارات قانونية بأبوظبي، وكنت أول سيدة في المكتب تزاول مهنة الاستشارات القانونية ومختصة كذلك بتقديم خدمات قانونية ومتابعة قضايا البنوك وتقديم الاستشارات القانونية المصرفية مع العديد من المصارف البنكية بأبوظبي من خلال هذا المكتب، لأصبح بعدها أول محكمة قانونية امرأة معتمدة بالإمارات وبدول الخليج عموماً. وهذا شرف كبير ووسام على صدري.
تتابع سعاد: "البيئة التشريعية داعمة للمرأة بدءاً من الدستور إلى سلسلة من القوانين والقرارات الوزارية والمحلية التي كفلت تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة.
سجلت دولة الإمارات طريقاً منفرداً في تمكين المرأة وأتاحت لها الفرص لتقوم بدورها بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة التي لم تدخر جهداً في دعمها وتمكينها، واعتبرت بناء الإنسان من دون تمييز هو الثروة الحقيقية لها، وفي المقابل أثبتت المرأة جدارتها بثقة الوطن وقيادته فنجدها حاضرة في كل مكان فهي الطبيبة المخلصة المعلمة الواعية الكاتبة المبدعة والمحامية المقتدرة والأم المعطاءة".