بعدما باتت مواقع التواصل الاجتماعي تسيطر على حياة الأشخاص، وتستخدم كأداة للتعبير عن المشاعر والآراء، وحتى في قدح وذم الآخرين عند وقوع المشكلات ومنها المشكلات الزوجية، فقد يقع الطلاق بين الزوجين عن طريق إحدى مواقع التواصل هذه، ولكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الكثيرين هو هل يصح هذا الطلاق، وهل تأخذ المحكمة بوقوعه وتحكم بثبوته.
وفي هذا الصد، فقد كشف الشيخ الدكتور خالد المصلح، أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم، عن أحكام الطلاق، وهل يقع برسالة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأبان الشيخ المصلح، إن الطلاق حل وثاق وفك ارتباط، وقد جعل الله تعالى له من الأحكام وبين فيه من المسائل التي يحتاجها أهل الإسلام، وما ينبغي للمؤمن أن يقف عليها ولا يتجاوز فيها حدود الله عز وجل.
وأضاف أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم، أن الطلاق ليس أمراً يُفعل من غير هدي ومن غير شرع، إنما هو شريعة محكمة وليست أهواء متحكمة، وليس عصبية جامحة ولا انفعال غير منضبط، بل يجب أن يكون وفق ما أمر الله تعالى به.
وأشار الشيخ المصلح، إلى أنه إذا أراد الإنسان أن يُطلق فيطلق في طهر لم يجامع المرأة فيه فلا يجوز طلاقها في حيض، أي يطلقها في طهرها دون أن يمسها، فإذا كانت المرأة حائض وجب عليه أن يمسك حتى تطهر ثم يطلقها، وإذا كانت طاهرة ومسها وجامعها وجب عليه أن ينتظر حتى تحيض، ثم تطهر ثم يطلقها.
وتابع أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم قائلاً، أن الطلاق عبر وسائل التواصل أو الطلاق الإلكتروني أو عبر رسائل البريد الإلكتروني "الإيميل"، هو كتابة للطلاق، وهنا نرجع لحكم كتابة الطلاق، وفيه أقوال لأهل العلم فمنهم من يقول إن الطلاق الكتابي لا يقع مطلقا فلا بد من لفظ، ومنهم من يقول إنه يقع إذا وجه الزوج الكتاب إليها، ومنهم من يرى أنه يقع إذا نوى وقصد ولو لم يرسل إليها رسالة.
ولفت الشيخ المصلح، إلى قول جمهور أهل العلماء أن الطلاق يقع بالكتابة إذا صاحبه نية الزوج في الطلاق، ذلك لأن الكتابة نوع من الإبانة.
إليكم الفيديو: