حذرت منظمة الصحة العالمية «WHO» من أن جائحة «كوفيد-19» لن تكون الأخيرة التي سوف يواجهها العالم في المستقبل القريب. وبحسب موقع «ميرور» قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور «تيدروس أدهانوم غيبريسوس» إنه ما لم يغير البشر طريقة تفاعلهم مع الحيوانات ومعالجة تغير المناخ؛ فسنجد أنفسنا قريباً على أعتاب أزمة أخرى.
وقال إن الجهود المبذولة لتحسين صحة الإنسان محكوم عليها بالفشل ما لم نكن مستعدين لمعالجة قضايا رعاية الحيوان وتغير المناخ، مع اقتراب عام مظلم من المآسي والاضطرابات الاقتصادية.
وقد وجه الدكتور «تيدروس» التحذير الصارخ في رسالة فيديو بمناسبة اليوم الدولي الأول للتأهب للأوبئة يوم الأحد.
في المقطع القصير قال إن العالم يجب أن يتعلم الدروس من جائحة «كوفيد -19» المميت الذي أودى بحياة 1.7 مليون شخص على الأقل منذ ظهوره لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019.
وقد أدت عمليات الإغلاق التي فُرضت منذ ذلك الحين للحد من انتشاره إلى تدمير الاقتصادات وتقليص الحريات الفردية بشدة في جميع أنحاء العالم.
وقال الدكتور «تيدروس» للمشاهدين: «لقد عمل العالم لفترة طويلة في دائرة من الذعر والإهمال. نحن نرمي الأموال في حالة تفشي المرض، وعندما ينتهي ننسى الأمر ولا نفعل شيئاً لمنع التفشي التالي! هذا قصر نظر بشكل خطير، ويصعب فهمه بصراحة».
وأضاف: «التاريخ يخبرنا أن هذا لن يكون الوباء الأخير، والأوبئة حقيقة من حقائق الحياة. لقد سلط الوباء الضوء على الروابط الوثيقة بين صحة الإنسان والحيوان والكوكب. أي جهود لتحسين صحة الإنسان محكوم عليها بالفشل ما لم تعالج العلاقة الحاسمة بين الإنسان والحيوان، والتهديد الوجودي لتغير المناخ الذي يجعل كوكبنا أقل قابلية للسكنى».
وقال «تيدروس» إنه يتعين على جميع البلدان الاستثمار في قدرات التأهب لمنع واكتشاف وتخفيف حالات الطوارئ بجميع أنواعها، ودعا إلى توفير رعاية صحية أولية أقوى.
كما أضاف رئيس منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة إنه من خلال الاستثمارات في الصحة العامة، يمكننا ضمان أن أطفالنا يرثون عالماً أكثر أماناً ومرونة واستدامة. وقد دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي للترويج لأهمية الوقاية والتأهب والشراكة في مواجهة الأوبئة.
وأضاف: «خلال الاثني عشر شهراً الماضية، انقلب عالمنا رأساً على عقب. وتتجاوز آثار الوباء المرض نفسه، مع عواقب بعيدة المدى على المجتمعات والاقتصادات؛ لذا يجب علينا جميعاً أن نتعلم الدروس التي يعلمنا إياها الوباء».
كما علق أيضاً مؤخراً على طفرات فيروس كورونا الجديدة التي تجتاح المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا.
قال رئيس منظمة الصحة العالمية إن الوباء لا ينبغي أن يكون مفاجأة؛ حيث أصدر العلماء والهيئات الصحية تحذيرات من مسببات ومخاطر الأوبئة قبل الأزمة بوقت طويل.
ظهرت الحالة الأولى في جنوب شرق إنجلترا وانتشرت بسرعة عبر المنطقة ولندن؛ ما دفع علماء الحكومة إلى تحذيرهم من أنها أكثر ضراوة من السلالة الأصلية، ثم تم اكتشاف المزيد من السلالات القادمة من جنوب إفريقيا في وقت لاحق في المملكة المتحدة؛ ما أدى إلى إصدار أمر حكومي عاجل لأي شخص يعود إلى البلاد في الأسبوعين الماضيين بالحجر الصحي.
وتعليقاً على ظهور المتغيرات الجديدة، قال «تيدروس» إنه لا يوجد دليل على أن السلالة الجديدة من المرجح أن تسبب مرضاً شديداً أو وفيات.
قال علماء حكومة المملكة المتحدة ورئيس شركة تطوير اللقاحات في شركة فايزر، إنه ليس لديهم سبب للاعتقاد بأن السلالات لن تستجيب للقاح الذي يتم طرحه حالياً.
وحذر رئيس منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من هذا الشهر من أن التطعيم على نطاق واسع لن يكون وحده كافياً لوقف انتشار الفيروس.
وقال إنه لإنهاء الوباء؛ ستظل الدول بحاجة إلى مواصلة مراقبة الفيروسات والاختبار والعزل والعناية بالحالات وتعقب المخالطين وحجرهم الصحي وإبلاغ التحذيرات الصحية وتشجيع السلوك الحذر.