دعت المقدم ركن طيار مريم المنصوري، أول إماراتية مقاتلة في صفوف القوات الجوية والدفاع الجوي، الشباب والشابات في دولة الإمارات إلى الاستفادة من الدعم الكبير الذي توفره القيادة الحكيمة في الدولة، لتعزيز قدرات أبنائها، مشددة على ضرورة وضع أهداف كبيرة، وبذل الجهد من أجل الوصول إليها.
جاء ذلك، خلال حوار نظمته "سجايا فتيات الشارقة"، التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين صباح اليوم (الثلاثاء) في اتصال مرئي على منصة زووم، ضمن فعالية "لقاء مع ملهم"، التي تنظمها بهدف تقديم نماذج ملهمة من المجتمع الإماراتي للأجيال الجديدة من اليافعين والشباب، بهدف إحداث الفرق الإيجابي على المستويين المحلي والعالمي، بالإضافة إلى الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم العملية، والتعرف إلى التحديات والصعوبات التي واجهتهم خلال مسيرتهم.
وحول ظروف التحاقها في سلاح الطيران، أوضحت المنصوري خلال اللقاء الذي حضره أكثر من 300 شاب وشابة، أن أولى أهدافها بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية بتفوق، كانت تتجه إلى الطب الجراحي، لتحقيق حلمها بابتكار علمي في عالم الجراحة الطبية، حيث قدمت طلبا لمنحة دراسية للطب وأخرى للالتحاق بالقوات المسلحة للعمل في ذات المجال الطبي.
وبينت أنها لم تتمكن من التسجيل في كلية الطب نظراً للعدد الكبير الذي تقدم لهذا التخصص في ذلك العام، بالإضافة إلى أن المجال العسكري لم يكن متاحاً للمرأة حتى ذلك الوقت، لافتة إلى أنها حين علمت عن فتح المجال أمام المرأة الإماراتية للانضمام إلى القوات المسلحة سارعت بالتسجيل.
وحول التدريبات قالت المنصوري: " تتضمن التدريبات الجانبين النظري والعملي، حيث أنهيت 4 سنوات من الدراسة والتطبيق على طائرة ميراج، ثم إف 16، والخوف أو القلق لم يدخلا قلبي، لأنني بقراري الانضمام إلى القوات الجوية والدفاع الجوي، كنت قد تجاوزت جميع مخاوفي، بالإضافة إلى أنني كنت استمد عزيمتي وقوتي من قيادتنا الرشيدة، التي توفر لنا مختلف الأدوات والإمكانات لدعمنا وتشجيعنا".
وفيما يتعلق بالتكريم الذي حظيت به من قبل سمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، أوضحت المقدم ركن طيار أنها من اللحظات التي دمعت خلالها عيناها، رغم تساؤلها عن سبب تكريمها على عملها الذي تقوم به، قبل أن تعي حجم الإنجاز الذي حققته، مشيرة إلى أن هذا التكريم يخص منظومة عمل متكاملة، وأنه يخص كل امرأة إماراتية وعربية.
وبشأن الإنجازات ذكرت المنصوري مقولة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حين سأله صحفي أن يتحدث عن إنجازاته، فرد قائلاً " على الإنسان أن ينجز أولاً، ثم يرى ثمرة جهده، عندها يتحدث"، في إشارة إلى أن إنجازات الإنسان لا يجب أن تتوقف عند حدود معينة، وأن العمل والجهد مطلوبان دوماً لمواصلة مسيرة البناء والنمو والازدهار.
ووجهت المنصوري نصيحة إلى جميع شباب وشابات الوطن بضرورة اتباع شغفهم، وبذل الجهد، وعدم التراجع أمام التحديات والصعوبات التي ستواجههم، لا سيما أن الدولة وفرت مختلف الأدوات لخوض جميع المجالات، بالإضافة إلى وجود قيادة رشيدة تدعم وتوفر الظروف الملائمة لبيئة متكاملة، تقوم على الإبداع والابتكار والتميز والتفوق.
وقبل أن تختتم حديثها أكدت المنصوري في إجابتها على أسئلة الفتيات الحاضرات أن شباب وشابات الدولة مصدر فخر لوطنهم، مهما كان نوع العمل الذي يقومون به، ما داموا ينفذونه بإخلاص، مشددة على أن خدمة الوطن واجب في كل زمان وفي أي مكان.
وأثنت المنصوري على دور مؤسسة سجايا فتيات الشارقة، وما تقدمه في سبيل إيجاد جيل من الفتيات الموهوبات والطموحات والمدركات لمتغيرات ومتطلبات العصر الحالي، والباحثات عن التميز والإبداع في كل ما يعملن.
وقالت الشيخة عائشة القاسمي، مديرة سجايا فتيات الشارقة: "يأتي استمرارنا في تنظيم فعالية (لقاء مع ملهم)، انطلاقاً من أهداف سجايا الساعية إلى دعم وتشجيع الفتيات ليصبحن قياديات ورائدات المستقبل، إلى جانب فتح المجال أمام المنتسبات واليافعين والشباب للالتقاء بشخصيات إماراتية ملهمة وناجحة في مختلف القطاعات العملية والحياتية، والتي تمكنت من تحقيق إنجاز يضاف لسجل الإمارات الحافل على المستويين المحلي والعالمي".
وشكرت القاسمي، المقدم ركن طيار مريم المنصوري، على لقائها مع الفتيات وحديثها عن تجربتها ومسيرتها المهنية، وتقديم نموذج مشرف عن المرأة الإماراتية التي يفتخر به جميع الإماراتيين، ويلهم الفتيات للمثابرة والعمل لتحقيق أحلامهن وطموحاتهن.