انتهى المتحف الكبير الذي يقع على بعد أميال قليلة من غربي القاهرة بالقرب من أهرامات الجيزة، والقريب من ميدان الرماية آخر شارع الهرم بمصر، من إقامة المسلة المعلقة أمام واجهة المتحف المصري الكبير، بعد ترميمها؛ حيث أصبحت الآن وحدة واحدة، والتي سيراها الزوار قبل دخول المتحف...عن قيمة هذه المسلة التي لا مثيل لها في أي متحف بالعالم نقرأ المزيد في التقرير التالي
مشاهدة المسلة..إحساس إنساني فريد!
ويعد هذا التصميم، الأولَ من نوعه في مصر والعالم، والذي أُعدت التصميمات الهندسية للمشروع من «جامعة القاهرة»، التي صممت المشروع بالتعاون مع مكتب استشاري كبير، والذي يعد فريداً من نوعه، على كثرة المسلات المعروضة في مصر وخارجها؛ حيث يتيح التصميم الجديد للزائر رؤية فريدة؛ فهو سيقف على لوح زجاجي تحت قدميه مستقراً فوق قاعدة المسلة، ويعلو رأس الزائر جسم المسلة؛ فإذا مارفع الزائر بصره إلى أعلى، رأى حينئذ الخرطوش النادر الذي يحمل اسم الملك رمسيس الثاني، والذي يظهر في باطن بدن المسلة، وذلك بعد أن ظل محجوباً مخفيّاً عن الأنظار لأكثر من 3500 سنة، حينئذ يأتي التواصل البصري الوجداني بين عين الزائر الواقف في المسافة بين قاعدة المسلة على الأرض، وبدنها المرتفع فوق الرؤوس، وهو إحساس إنساني فريد يحدث للمرة الأولى.
المتحف المصري أحد اكبر المتاحف العالمية
ويعد تثبيت المسلة معقداً هندسياً؛ لأنه تجب المحافظة على المسلة من أية اهتزازات تصدر من مترو الأنفاق بعد اكتمال عمله، أو من اهتزاز السيارات بمحيط المتحف؛ فتم عمل نظام حماية دقيق للغاية لجسم المسلة من الاهتزازات، وهذا يعد أول ميدان لمسلة معلقة في العالم.
المتحف المصري الكبير، أحد أكبر المتاحف العالمية والأكبر لحضارة واحدة، الذي ينتظر العالم كله افتتاحه، وذلك لما يتضمنه من القطع الأثرية التي يتجاوز عددها 50 ألف قطعة أثرية، تشمل مقتنيات الملك توت عنخ آمون، التي تعرض لأول مرة في التاريخ أمام الجمهور بشكل كامل
نقل المسلة من محافظة الشرقية للمتحف عام 2018
فالمشروع محط اهتمام الحكومة المصرية التي تزيل أية معوقات قد تؤثر على اكتماله، وسيرى العالم وقت افتتاحه أشياء لا يجدها إلا في هذا الصرح الثقافي الكبير، ومن بين ما سيراه الزوار ولا يوجد في أي متحف بالعالم، هو المسلة المعلقة، ولهذا تواصلنا مع مصادر داخل وزارة السياحة والآثار للوقوف على آخر مستجدات الأمر.
والجدير بالذكر، أنه تم نقل مسلة الملك رمسيس الثاني من منطقة «صان الحجر» بمحافظة الشرقية في منتصف عام 2018م؛ لتعرض بالمتحف المصري الكبير بالقرب من تمثال الملك رمسيس الثاني.
وأن اللواء عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير، هو من اقترح إنشاء ميدان لمسلة معلقة أمام المتحف، وبدأ وضع التصميمات الهندسية للمسلة والميدان، والتي تتيح للزائر لأول مرة رؤية الخرطوش الذي يحمل اسم الملك رمسيس الثاني، والموجود أسفل قاعدة المسلة، والذي ظل مخفياً لأكثر من 3500 عام هي عمر المسلة.
قراءة اسم مصر بكل لغات العالم
حيث سيسير الزائر على أرضية زجاجية تتيح له رؤية قاعدة المسلة الأثرية للمرة الأولى، وإذا رفع نظره للأعلى سيرى على مسافة 3 أمتار خرطوش الملك رمسيس الذي سيظهر في كعب المسلة المعلقة على أربعة أعمدة، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها عرض القاعدة الأثرية الأصلية للمسلة، والتي تم تجاهلها في كل ميادين المسلات في العالم؛ حيث ستعرض القاعدة في فاترينة زجاجية في الأرض، أسوة بما كان يحدث في مصر القديمة؛ حيث كانت القاعدة تدفن في التربة.
وصممت قاعدة المسلة بمواصفات خاصة، روعيت فيها الاهتزازات ووزن المسلة، «المسلة ستكون أول من يستقبل زوار المتحف الكبير»، وقبل دخول الزائر أسفل قاعدة المسلة، سيكون باستطاعته قراءة اسم مصر بكل لغات العالم، الذي سيتم حفره على الكسوات الخارجية للأعمدة الحاملة للمسلة، بجانب مراعاة الجوانب الأثرية والهندسية في تصميم ميدان المسلة، وتحويل الميدان إلى بانوراما تخطف الأنظار.