العلاقة الحميمة والمحفزات الجنسية

من الأمور الشائكة والتي تؤثر سلبياً على مستوى الأداء الحميم عند بعض الأزواج وجود بعض المفاهيم الخاطئة عن الممارسة الجنسية، أو المعلومات المتعلقة ببعض الإعلانات التجارية لبعض المحفزات الجنسية، الأمر الذي قد يجعل الحالة تزداد تعقيداً، وقد ينتج عنها مضاعفات جنسية يصعب علاجها.

فمن الأمور المسكوت عنها في الكثير من الحالات لدى الرجال ما يتعلق بالاستجابة لبعض الدعايات، التي تركز على مواد تحفز الرغبة والقدرة الجنسية، أو ما يعرف بـ«افروديزياك»؛ وهي عادة أدوية مجهولة التكوين، وتباع دون أي دليل طبي على محتوياتها العلمية، وقد تجدها في أماكن من المستغرب أن تبيع أدوية؛ مثل محلات البقالة أو محلات العطارة، اعتقاداً أن ذلك سيسهل عملية الشراء لضحايا تلك الأدوية. ومن الناحية العلمية يوجد تاريخياً وفي الكثير من الثقافات القديمة التي توارثتها الأجيال بعض المعتقدات عن أهمية الأغذية البحرية، أو الجرجير، أو الكوارع، وغيرها من الأمور الغريبة، أما الأدوية الحديثة والمخصصة لعلاج بعض حالات الضعف الجنسي خاصة عند الرجال، فقد ثبت علمياً أنه يتم وصفها واستعمالها بصورة مبالغ فيها، ما أدى إلى حدوث مضاعفات خطيرة.

الحالة:
الرسالة التالية وصلتني من ناريمان ص. تقول إنها في أوائل العشرينيات من العمر، متزوجة منذ حوالي العام من شخص يكبرها بعشر سنوات، وكان زواجاً تقليدياً، وهي راضية عن مستوى الحياة الزوجية بصورة عامة، وهما متفقان على معظم الأمور المتعلقة بالمستقبل والإنجاب، المشكلة الوحيدة التي تؤرق حياتها حول ما يحدث كل فترة؛ حيث يحضر الزوج إلى البيت مجموعة مختلفة من الأعشاب، وأحياناً أدوية لا تعرف ما هي، ويقوم بتناولها قبل العلاقة الحميمة؛ معتقداً أنها ستجعله أكثر كفاءة جنسية، كما سمع من أصدقائه الذين يوفرون له مثل هذه المواد من مختلف بقاع الأرض، وفي إحدى المرات بدأ يشعر بضيق في التنفس، وعدم القدرة على مواصلة الجماع مع آلام في الصدر، ما استدعى الذهاب للمستشفى، وقد حذره الطبيب من تناول هذه الأعشاب، التي تحتوى على مواد أثرت على القلب والشريان المغذي لعضلة القلب.

المشكلة أن الزوج دائماً لديه شعور بأن أداءه الجنسي غير جيد، على الرغم من تأكيد الزوجة له بأن الأمور أكثر من جيدة، وتجده أحياناً يلجأ للصيدلي؛ ليحصل على أدوية محفزة جنسياً، وبدأ يطلب منها أن تتناولها معه؛ حتى تزداد الإثارة في الأداء كما يقول، وتضيف ناريمان أن ملاحظاتها على أداء الزوج الجنسي لا تدل على أنه يعاني من أي خلل غير الوله بالإعلانات المتعلقة بالمقويات الجنسية، وتسأل هل هذه حالة مرضية؟ وكيف يمكن معالجة الأمر دون أن تجرح إحساسه أو تثير غضبه.

الإجابة:
الحديث عن المقويات الجنسية يعتبر من أهم الأحاديث، التي تدور بين معظم الرجال، وتثير انتباههم في جلساتهم الخاصة، وهو عكس ما يحدث مع النساء، اللاتي تتمحور معظم حواراتهن حول العلاقات العاطفية أو المشاكل الزوجية، وهموم البيت والأولاد، مثل هذه الأحاديث الرجالية عادة ما تأخذ طابع النصيحة بتجربة أمور أو تناول أعشاب أو أدوية أو حتى محاولة تجربة طرق محرمة وغير مقبولة عرفاً، مما يجعل الزوج يميل إلى الرغبة في التجربة؛ اعتقاداً منه أنها ستؤدي حتماً إلى النتيجة المرجوة كما حدث مع صديقه فلان، ناسياً أن لكل حالة وضعها الخاص، وطريقة علاجية تفصل للحالة، ولا يمكن التعميم للأساليب العلاجية لكل الرجال أو كل النساء.

وهنا يجب توضيح بعض الحقائق:
1- معظم الإعلانات التجارية تركز على جانب الجذب للمتابع دون توضيح الحقائق العلمية للمنتج أو حتى التطرق للمضاعفات المحتملة عند استخدامه.
حالات الضعف الجنسي وعدم القدرة على الانتصاب عادة ما يكون وراءها سبب إما عضوي أو نفسي، ويجب معرفة الحالة بدقة قبل البدء في وصف أي علاج للمريض، ويتم ذلك لدى الطبيب المختص، وليس عند العطارين أو في الصيدليات.

2- سوء استخدام الأدوية المحفزة على الانتصاب للأشخاص الذين لديهم انتصاب طبيعي لن يزيد القدرة على الانتصاب، بحيث يصبحون سوبرمان كما يعتقد البعض، وإنما تحدث الإصابة بالآثار السلبية للدواء دون أي فائدة طبية تذكر، فمثل هذه الأدوية تفيد حالات عدم القدرة على الانتصاب الناتجة عن مضاعفات أمراض أخرى؛ مثل السكر، ويجب أن تعطى للمريض بإشراف طبي جيد.

هناك طرق غير دوائية تساعد الزوجين على زيادة درجة الإثارة، وبالتالي ترفع درجة المتعة والرضا الجنسي للمستوى الذي يرغبانه، وهي طرق آمنة، ويمكن تعلمها بسهولة.
يحتاج زوجك أولاً إلى التحدث مع طبيبه الخاص حول نوع المشكلة، التي يأخذ هذه الأدوية لعلاجها، مع التأكيد على ضرورة الوصول للتشخيص السليم بإجراء بعض الفحوصات المتوفرة في معظم العيادات الجلدية والتناسلية، وقد يكون كثرة التفكير في هذا الأمر أخذ شكلاً من أشكال الوسواس القهري، الذي يجعل المريض يفكر في الجنس بصورة قاهرة ولا إرادية، وقد يكون أيضاً نوعاً من أنواع ضلالات تشوه القدرة الجنسية، فلذلك يجب التركيز على مقابلة الطبيب المختص أولاً لإعطاء التشخيص الصحيح، ومن ثم العلاج المناسب دون تعريض صحته للخطر.

نصيحة
يخطئ من يعتقد أن الأداء الجنسي الطبيعي يحتاج إلى زيادة جرعة من أدوية أو أعشاب أو غيرها من المحفزات الجنسية الطبية المعالجة، فللأسف لا ينفع الجرجير حتى لو زرع تحت السرير، ويجب أن نناقش موروثاتنا البالية بالقليل من العلم؛ حتى لا تؤدي إلى نتائج كارثية.